“أظلمت الدنيا واستيقظت في غرفة ثانية.” هكذا تلخص نجوى أمين انفجار بيروت، الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي وتسبب في مقتل أكثر من 149 شخص وتشريد نحو 300 ألف شخص في العاصمة اللبنانية.
أمين، معلمة الفلسفة في مدرسة خاصة في بيروت، واحدة من ضمن أكثر من 6 آلاف جريح نتيجة الانفجار الضخم الذي دمر مرفأ المدينة البحري ونصف المدينة التي طالما وصفت بأنها هوليود الشرق.
ووفقاً للمعلومات الأولية فإن انفجار مرفاً بيروت كان بسبب مواد شديدة الانفجار تمت مصادرتها قبل سنوات وتخزينها في مستودع في المرفأ.
أظهرت مقاطع فيديو، شاركها مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة الانفجار والدمار الكبير الذي أحدثه في غضون دقائق حيث تغيرت معالم المكان وامتدت الأضرار إلى مسافات واسعة تصل لعدة كيلومترات.وعلى الرغم من مرور أكثر من 72 ساعة على الحادث، فإن فرق الإنقاذ مازالت تبحث عن أكثر من 100 شخص مفقود.
يأتي الانفجار في وقت حساس بالنسبة إلى لبنان. فمع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، تغص المشافي بالمرضى وبات عليها الأن علاج آلاف الجرحى.
قالت أمين “عدد المصابين في التفجير يفوق عدد مصابي الكورونا في لبنان. عشت جزءاً من الحرب الأهلية في طفولتي والكثير من الحوادث الدامية في شبابي، لا أعتقد أن شيئاً منها يماثل ما شهدته ساعة الانفجار. اعتقدت أن القيامة قامت.”
الأضرار تطال الجامعات والمدارس
تبدو الخسائر الأولية ضخمة وواسعة، فقد أصابت السيارات والمنشآت والشركات، ما يجعلها تتراوح بين 10 – 15 مليار دولار كتقدير أولي، بحسب تصريح مروان عبود، محافظ مدينة بيروت لتلفزيون العربية الحدث السعودي. بينما التقديرات الإجمالية تشير إلى أن الاقتصاد اللبناني سيتكبد ما يفوق الـ13 مليار دولار.
قال محمد خير، الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، في تصريح صحفي “إن عدد المباني المتضررة في بيروت جراء الانفجار يقدر من 5 آلاف مبنى، لافتاً إلى أن المسح من قبل شركات هندسية لا يزال قائما بالنسبة للمباني الآيلة للسقوط.”
يتضمن ذلك عدداً من الأبنية الجامعية والمدرسية.
قال ألبير شمعون، المسؤول الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية لـ “الفنار للإعلام”، إنّ “عشرات المدارس والجامعات داخل العاصمة بيروت تضررت في ممتلكاتها جراء الانفجار الكبير، كما معظم الأبنية الأخرى. لا يمكن تقديم قيمة الخسائر الآن، لكنها كبيرة بملايين الدولارات.”