يلجأ محمد سعيد، طالب بالسنة الثانية بكلية الهندسة بجامعة مقديشيو الخاصة، إلى استخدام دراجته البخارية ليقطع رحلة تستمر لمدة ساعتين يومياً، في درجة حرارة لا تقل عن 50 درجة مئوية، للذهاب إلى منزل أحد أصدقائه لإستخدام شبكة الإنترنت وتطبيق زووم لحضور محاضراته.
فمع إغلاق جامعته لأبوابها بسبب انتشار وباء كورونا المستجد، عاد سعيد إلى مسقط رأسه بمدينة ليغو على بعد 100 كم شمال غرب مقديشيو، حيث لا توجد خدمة اتصال لاسلكي بالإنترنت ولا تتوافر خدمات الجيل الثالث أو الرابع من شبكات الاتصال.
قال سعيد “لا تقتصر المشكلة بالوصول إلى شبكة الإنترنت، أحيانا يكون التيار الكهربائي مقطوعا مما يجعل من متابعة الدراسة أمراً شديد الصعوبة.”
تسبب إغلاق أكثر من 42 جامعة في الصومال منذ 19 آذار/ مارس الماضي، كإجراء احترازي لوقف تفشي وباء كورونا المستجد إلى لجوء بعض الجامعات لمواصلة التدريس عبر الإنترنت بواسطة منصات وتطبيقات رقمية كحال معظم الدول العربية. لكن طلاب البلد الذي يعيش أكثر من 70 في المئة من سكانه تحت خط الفقر وفقا لبيانات البنك الدولي يواجهون صعوبات تقنية ومعيشية كبيرة تعرقل استمرار تعليمهم. (اقرأ التقرير ذو الصلة: التحول إلى التعليم عبر الإنترنت يفاقم عدم المساواة في المنطقة العربية).
قبل كوفيد-19، كان هناك أكثر من 5 ملايين صومالي بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، من بينهم 2.6 مليون نازح معرضون للخطر بشكل خاص، إضافة إلى تأثر نحو مليون شخص بالفيضانات، في وقت تواجه فيه البلاد “أسوأ موجة من الجراد الصحراوي منذ نحو 25 عاما،” بحسب جيمس سوان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصومال.
تعليمياً، يسجل الصومال أحد أدنى معدلات الإلتحاق الإجمالية بالمدارس في العالم. إذ يوجد أكثر من 60 في المئة من الأطفال في سن المدرسة، غير ملتحقين بالمدارس حالياً و26 في المئة منهم فقط ملتحقين بالتعليم الثانوي، بحسب البوابة العربية للتنمية.
اليوم، يعتقد كثيرون أن التحول نحو التعليم الإلكتروني يزيد من صعوبات التعليم في البلاد ويفاقم الفجوة الاجتماعية بين سكانه.
قالت هانا أحمد، الطالبة في السنة الثانية بقسم الصحة العامة بكلية العلوم الصحية بجامعة زمزم الخاصة في مقديشيو، “لا أمتلك سوى هاتفي المحمول وهو لا يساعدني كثيرا في استذكار دروسي، حيث بالكاد أستطيع حضور المحاضرات عند تواجدي في محيط شبكة واي فاي.” موضحة أنه ليس بمقدورها شراء جهاز كمبيوتر شخصي حالياً.
قالت “أنا قلقة…أخشى أن لا أتمكن من تحصيل درجات متقدمة كما اعتدت سابقاً. الدراسة في الفصول أفضل بكثير.”