دبي – عملت العديد من مدن دولة الإمارات العربية المتحدة على تحويل العروض الفنية والمؤسسات الثقافية بمختلف أنواعها لجزء من هويتها العالمية. وكما هو الحال في أجزاء أخرى من العالم، أغلقت جائحة فيروس كورونا الجديد العديد من تلك المؤسسات. الآن، تتخذ كل إمارة طريقها الخاص في محاولة إعادة فتح هذه المؤسسات وتنشيطها.
استثمرت دبي الملايين في عروضها الثقافية، من دار أوبرا دبي، إلى ساحة “كوكا كولا أرينا” متعددة الأغراض، التي افتتحت العام الماضي. قال غي نغاتا، الرئيس التنفيذي للساحة، إن استعادة مجال الفنون مرة أخرى لعافيته أمر بالغ الأهمية لأسباب عديدة.
في المملكة المتحدة، أظهرت البيانات أنه مقابل كل جنيه إسترليني يُنفق على مبيعات التذاكر، يتم إنفاق 5 جنيهات إسترلينية إضافية في الاقتصاد في قطاعات أخرى.
قال نغاتا “ليس هناك شك في وجود موازٍ مماثل على مستوى العالم لصناعة الأحداث الحيّة. عندما يشتري المشجعون تذاكر لحضور أحداث مباشرة، يكون هناك تدفق طبيعي على الأنشطة التجارية التكميلية مثل النقل والضيافة والترويج والإقامة. تعتبر مبيعات التذاكر نقطة الاتصال الأولية لمزيد من الإنفاق في الاقتصاد.”
تقع الساحة في قلب منطقة سيتي ووك في دبي، وقد افتتحت وسط صخبٍ كبير في حزيران/ يونيو الماضي، وقد جذبت فنانين عالميين مثل جون ليجند وفرقة مارون 5. كما عرضت مجموعة من الأعمال العربية التي ستكون جزءًا كبيرًا من “الوضع الطبيعي الجديد”، بحسب نغاتا.
قال “ربما يكون الوقت مناسباً الأن للنظر عن كثب إلى الفنانين العرب المحليين وكذلك المواهب المحلية”، إذ جعلت الإجراءات الاحتياطية الناجمة عن فيروس كورونا استقدام المواهب الدولية تحدياً كبيراً. وأضاف “كما رأينا في حملة Be Live in Dubai في ذروة الإغلاق، فإن المدينة تمتلك عددًا كبيرًا من الفنانين الرائعين، لذلك هناك بالتأكيد طرق للنظر في الأمر محليًا أيضًا.”
حي الفنون في دبي “مفتوح نوعًا ما”
كان السركال أفينيو، منطقة الفنون والثقافة في دبي، من بين أوّل المناطق التي أعيد فتحها بعد أن خففت الإمارة من إجراءات الإغلاق الصارم الذي فرضته خلال ذروة جائحة كوفيد-19.
تعَدّ المنطقة، التي تضم حوالي 80 من المنظمات والفنانين والموسيقيين، والمقاهي وصالات العرض، جزءًا محوريًا من المشهد الفني في المدينة. وقد أعيد فتحها مؤخرًا تحت شعار “أعدنا الافتتاح (نوعًا ما)”، معترفين بأن الأمور لم تعد إلى طبيعتها تمامًا بل تقريبًا.
تقول فيلما جوركوت، مديرة المنطقة، إن إعادة الافتتاح بسرعة أمر بالغ الأهمية. قالت “أعتقد أن الأمر كان ضرورياً للاستقرار الاقتصادي وسبُل العيش لأعمالنا ومجتمعنا.”