أثار مقتل باحث عراقي بارز في الجماعات الجهادية على أيدي مسلحين مجهولين وسط بغداد مشاعر الغضب والصدمة في أوساط العراقيين. كما جدد المخاوف من تجدّد موجة الاغتيالات التي تستهدف منتقدي الميليشيات المدعومة من الخارج العاملة في البلاد.
قُتل هشام الهاشمي، الباحث والمحلل الأمني البالغ من العمر 47 عامًا، برصاص ثلاثة مسلحين خارج منزله في حي زيونة ببغداد يوم الاثنين الماضي. وبينما لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الإغتيال، قال أصدقاؤه إنه تلقى تهديدات في الأسابيع الأخيرة من المليشيات المدعومة من إيران في العراق، التي انتقد تدخلها في الشؤون العراقية.
كان الهاشمي، بصفته أحد الباحثين البارزين في العالم في شؤون تنظيم الدولة الإسلامية أو داعش، مستشارًا رئيسيًا في حرب العراق ضد التنظيم الإرهابي منذ عام 2014. كان الهاشمي عضوًا في المجلس الاستشاري العراقي غير الحكومي، وزميل مركز السياسة العالمية في الولايات المتحدة، وباحثًا في مركز النهرين للدراسات والأبحاث الاستراتيجية ببغداد.
كما كان الهاشمي معلقًا يظهر بانتظام على القنوات التلفزيونية العراقية والعربية، واستفاد العديد من المسؤولين والصحافيين والباحثين العراقيين من خبرته.
قال حسام بوتاني، مدير مركز صنع السياسات للدراسات الدولية والاستراتيجية، ومقره اسطنبول، “سيترك استشهاده فراغًا وأثرًا سلبيًا على جهود مكافحة الإرهاب. لقد ساعد بنشاط في محاربة الجماعات الإرهابية والمليشيات الأخرى التي تقوض الدولة.”
وأضاف بوتاني، الذي نشر مركزه أحد بحوث الهاشمي الأخيرة في تموز/ يوليو، وأطلق برنامجًا بحثيًا جديدًا، باسم “برنامج الشهيد هشام الهاشمي لدراسات السلام” تكريما له، كشف الهاشمي بانتظام صلات الميليشيات بالدول الأخرى وهيمنتها على الاقتصاد ومراكز صنع القرار العراقي.”
قبل وفاته بساعة، غرد الهاشمي أن الانقسام الحالي في العراق كان نتيجة لنظام المحاصصة العرقية والدينية الذي جاء به الغزو الذي قادته الولايات المتحدة والذي أطاح بصدام حسين في 2003. وقد أعيد نشر هذه التغريدة أكثر من 5,000 مرة حتى يوم الأربعاء.
مخاوف من المزيد من عمليات القتل
جدد مقتل الهاشمي مخاوف استهداف الباحثين العراقيين مرة أخرى بالاغتيال، كما كان يحصل في العقد الذي أعقب الإطاحة بنظام صدام. في عام 2013، أفادت محكمة بروكسل، وهي مركز أبحاث ومنظمة سلام، أن أكثر من 20,000 أكاديمي ومهني فروا من البلاد، وقتل أكثر من 400 آخرين. (اقرأ التقرير ذو الصلة: أعمال العنف في العراق تطال الأكاديميين مجدّدًا).
أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.
كان عدد الأشخاص الذين شاركوا بعملية الإغتيال أربعة أفراد يستقلون إثنتين من الدراجات البخارية (الموتورسايكل) كما شوهدوا في الفيديوات التي عرضت على الفضائيات. شخص واحد منهم فقط ترجل وقام بإطلاق الرصاص على المغدور حال إيقافه لسيارته.