أخبار وتقارير

منصة مرجع تحدث خدماتها للتكيف مع كورونا

لا يعد العمل عبر الإنترنت أمراً جديداً على فريق منصة مرجع، إذ أنهم يعملون منذ عام 2016 على مساعدة الطلاب للإطلاع على كل الأخبار المتعلقة بالمنح الدراسية والفرص التعليمية المتاحة عبر موقعهم الإلكتروني. مع ذلك، فإن التحول الأخير للمؤسسات الأكاديمية في المنطقة العربية نحو التعليم الإلكتروني، كوسيلة من وسائل مواجهة انتشار وباء كورونا، تسبب في تغيير كبير في أسلوب عملهم.

قال عبده سامي، عضو مؤسس في فريق مرجع، “قبل انتشار كوفيد-19، كنا نقوم بإرشاد الطلاب للفرص والمنح المتوفرة من خلال ندوات تعريفية وورش عمل بصورة رئيسية بالإضافة إلى الإعلان عنها على موقعنا. لكن ذلك تغير اليوم.” موضحاً أن كافة الأنشطة القائمة على التواصل المباشر تم إيقافها حالياً والإستعاضة عنها بوسائل التواصل الإلكترونية وتسجيلات الفيديو. كما تم تطوير المحتوى بما يتناسب مع الفرص التعليمية المتاحة اليوم عبر الإنترنت.

بدأت مرجع بجهود ثلاثة رواد أعمال هم سامي الأحمد وأحمد الجبالي وعبد الله سامي. جاء الأحمد،  وهو طالب سوري، إلى القاهرة بعد أن اجتاحت الحرب بلاده. خلال فترة دراسته الجامعية، أسس مبادرة  “خطوة” لدعم الطلاب السوريين ومساعدتهم على استكمال تعليمهم الجامعي. لاحقاً، أدرك الأحمد أن الموضوع  لا يقتصر على السوريين أو اللاجئين فقط، وأراد مساعدة أي شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتطلع إلى متابعة دراسته العليا أو يبحث عن فرصة مهنية أفضل. تضافرت جهود الشباب الثلاثة وأطلقوا منصة مرجع والتي تنشر أخبار المنح الدراسية بصورة دورية ومجانية، لكنهم يحصلون رسوماً مقابل النشر من قبل الجامعات.

أطلقت مرجع “دليل الدورات التدريبية“، وهو قسم تم إضافته حديثاً ليستطيع الطلاب من خلاله البحث والمقارنة بين أهم الدورات والتدريبات المتاحة عن بعد وإمكانية الإلتحاق بها دون تكبد عناء الخروج من المنزل. كما قامت بتحديث  بحيث بات يركز على الكليات التي تتيح الدراسة عن بعد مع إمكانية المقارنة بين الجامعات من ناحية عدد سنين الدراسة، والتكلفة، وطرق التدريس بها.

“قبل انتشار كوفيد-19، كنا نقوم بإرشاد الطلاب للفرص والمنح المتوفرة من خلال ندوات تعريفية وورش عمل بصورة رئيسية بالإضافة إلى الإعلان عنها على موقعنا. لكن ذلك تغير اليوم.”

عبد الله سامي
 عضو مؤسس في فريق مرجع

قال سامي الأحمد، مؤسس مرجع، “الجامعات تحتاج إلى الوصول للطلاب في منازلهم، والطالب يحتاج إلى إرشاد ومساعدة لاختيار ما يناسبه. الاحتياج المتبادل أصبح مضاعفاً اليوم.”

مع بدء انتشار وباء كورونا وفرض قيود على السفر في مختلف دول العالم، انخفض عدد الزيارات لموقع مرجع بحسب الأحمد. قال “فقد الكثيرون الأمل بإمكانية السفر والدراسة في الخارج، لكن الإعلان عن فرص للدراسة عن بعد وشرح كيفية تحقيق ذلك لاحقاً، تسبب في ارتفاع عدد الزائرين للمنصة الشهر الماضي لنحو ٢,٥ مليون زيارة. لقد تسبب الفيروس في خلق طلب متصاعد على التعليم الإلكتروني الذي كان منسياً ومجهولاً بالنسبة للكثيرين في المنطقة.”

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

مع ذلك، يواجه فريق مرجع تحديات مختلفة تتعلق بأسلوب عملهم وطريقة تواصلهم مع الطلاب فضلا عن بطء استجابة الجامعات في المنطقة، على حد قولهم.

قال الأحمد “كل شئ تغيير بسرعة، الدراسة والعمل والتواصل الإنساني مع ذلك مازالت الكثير من المؤسسات الأكاديمية في المنطقة مترددة تجاه التحول الكامل للتعليم عبر الإنترنت. هذا التردد ينعكس على الطلاب الذين يبدون تخوفاً من الانتقال أيضاً لهذا النوع من الدراسة.”

يشرح الأحمد أن حماس الطلاب للتعليم الإلكتروني يخفت عند التفكير بمتطلباته اللوجستية كتوفر اتصال جيد بشبكة الإنترنت وحاسوب شخصي وما إلى ذلك، (اقرأ التقرير ذو الصلة: التحول إلى التعليم عبر الإنترنت يفاقم عدم المساواة في المنطقة العربية). من جهة أخرى،  هناك العديد من الطلاب الذين لم يعتادوا على أسلوب الدراسة عن بعد وعدم وجود تواصل مباشر وفعلي مع الأساتذة ويبدو تخوفهم من عدم الاعتراف لاحقاً بشهاداتهم، بحسب الاحمد.

قال “نحاول من خلال استشاراتنا التي نقدمها عبر الإنترنت الإجابة على كافة الاستفسارات وتقديم نصائح بخصوص أسلوب الدراسة عن بعد وكيفية إدارة الوقت بشكل جيد.”

وعلى الرغم من الإمكانات الهائلة التي تقدمها تكنولوجيا الاتصال حالياً، إلا أن ذلك لا يضمن سهولة الوصول إلى كل الطلاب في ظل تباين واقع انتشار وسرعة شبكة الإنترنت لكل دولة، إضافة إلى إمكانية امتلاك حواسب شخصية وهواتف ذكية.

“نحاول من خلال استشاراتنا التي نقدمها عبر الإنترنت الإجابة على كافة الاستفسارات وتقديم نصائح بخصوص أسلوب الدراسة عن بعد وكيفية إدارة الوقت بشكل جيد.”

سامي الأحمد
 مؤسس مرجع

قال الأحمد “بالتأكيد هناك عدد كبير من الطلاب نحن غير قادرين على الوصول إليه حالياً.”

يقول مستخدمو المنصة الحاليين إنها مفيدة.

قالت سلمى مرحابي، طالبة السنة الأولى دكتوراه في الهندسة الكيميائية، بمنحة معهد البحوث الاسترالي في جامعة نيو ساوث ويلز بأستراليا، “مرجع من الأساس منصة الكترونية – لا تذهب الى مكتب لكي تحصل على المعلومات والاستشارات، فكل خدماتها التعليمية أونلاين، لكن الظروف الراهنة ساهمت في إبراز أهمية الخدمات التي تقدمها.”

بينما تعتقد رانيا طه، طالبة بالسنة الثالثة كلية العلوم جامعة المنيا قسم كيمياء، أن المنصة بحاجة إلى تخصيص اشخاص لتقديم المساعدات والاستشارات الشخصية حول كيفية التقديم في مثل هذه المنح والدورات التدريبية. قالت “المنصة جيدة، لكنني أحتاج إلى التواصل بصورة شخصية للتعرف على ما يناسبني من منح خاصة لكوني أتعامل معها لأول مرة.”

تعمل مرجع حاليا على إصدار تقرير يتضمن تجارب الطلاب وانطباعاتهم عن تجربة التعلم عن بعد بشكل يسمح للجامعات التعرف على البرامج التي يفضل الطلاب التعلم عن طريقها. بينما يعمل مبرمجيها على وضع نظام إلكتروني يساعد الطلاب في تأهيلهم وقياس قدراتهم ومدى توافقها مع التخصص الذي يريدون دراسته ويعطيهم الفرصة للتوافق بالاستشارات .

قال الأحمد “نحتاج للمزيد من الوقت للتكيف تماما مع متطلبات الواقع الجديد، الحياة اليوم وغدا لن تشبه الأمس أبداً.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى