أخبار وتقارير

مطالبات بتأجيل امتحانات كليات الطب في مصر

القاهرة- أثار قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الخاص بإجراء امتحانات لطلاب السنوات الرابعة والخامسة والسادسة في كليات الطب أول تموز/ يوليو القادم غضب الكثيرين من الطلاب والأكاديميين لخوفهم من إمكانية إصابتهم بفيروس كورونا المستجد في ظل استمرار انتشار الوباء في البلاد وغياب الإجراءات الوقائية الكافية.

يطالب الطلاب بتأجيل الامتحانات أو إلغائها كما أقر لباقي طلاب الجامعات في السنوات الانتقالية والإستعاضة عنها بأبحاث أو مهام أخرى. (اقرأ التقرير ذو الصلة: الامتحانات ومنع الغش: تحديات التحول نحو التعليم الإلكتروني).

قال عبد الرحمن سمير، طالب بالسنة الرابعة كلية الطب جامعة أسيوط، “لا توجد تدابير سلامة محددة وواضحة، نخاطر بأنفسنا في سبيل ورقة امتحان من السهل ان تكون إلكترونية أو تؤجل. سيكون لزاما علينا حضور الامتحانات، سنكون عرضة للإصابة خلال استخدام وسائل مواصلات عامة، وتكدسنا في قاعات الامتحانات.”

لم ترد إدارة الجامعات أو الوزارة حتى الأن على مطالبة الطلاب، كما لم تحصل الفنار للإعلام على رد حول ذلك.

الفيروس في مشافي الجامعات

تبدي ريم عزت، طالبة بالسنة السادسة بكلية الطب جامعة بني سويف، تخوفها من إجراء الامتحانات أيضاً. قالت “أخشى الإصابة ونقل العدوى لأفراد أسرتي، خاصة والدي نظراً لكبر سنهما.”

تعتقد عزت أن إجراء الامتحانات الإكلينيكية في المستشفيات الجامعية الممتلئة غالبا بمرضى كوفيد-19 والتي تعاني من نقص وسائل الوقاية الشخصية أمر شديد الخطورة. قالت “يمكننا تجنب الخطر بتأجيل الامتحانات لحين استئناف الدراسة بصورتها الاعتيادية.”

يمثل سمير وعزت آلاف الطلاب في 29 كلية للطب البشري على مستوى مصر، من بينها 24 كلية طب حكومية و5 كليات خاصة، ممن يتخوفون من أداء الامتحانات واستكمال التدريب في مثل هذه الظروف التي يرتفع خلالها عدد الإصابات بالفيروس. إذ وصل إجمالي عدد المصابين إلى ما يقارب 40 ألف مصاب و1342 حالة وفاة، بحسب بيانات وزارة الصحة.

https://www.bue.edu.eg/

وعلى الرغم من إلزام وزارة التعليم العالي الجامعات خلال فترة الامتحانات بإتخاذ التدابير اللازمة وكافة الإجراءات الاحترازية المعلنة للحد من انتشار الفيروس، بارتداء الكمامات واستخدام كواشف الحرارة على الطلاب قبل دخول الامتحانات، وتوفير لجان طبية متخصصة من لجان مكافحة العدوى. إلا أن الطلاب لا يعتقدون أنها إجراءات كافية لضمان سلامتهم.

قال علي عمار، طالب بالسنة الرابعة كلية الطب جامعة أسيوط، “تحولت أغلب المدن الجامعية لأماكن عزل للحالات المصابة، مما سينتج عنه صعوبة توفير أماكن إقامة للطلاب المغتربين وطلاب المحافظات الأخرى والمناطق النائية خلال فترة الامتحانات.”

تداعيات الأزمة

تأتي مطالبات الطلاب في أعقاب أزمة بين نقابة الأطباء ووزارة الصحة عقب وفاة أحد الأطباء نتيجة إصابته بالفيروس، دون أن تقدم له الرعاية الطبية المناسبة، بحسب نقابة الأطباء. إذ اتهمت النقابة  الحكومة بالتقاعس في توفير المستلزمات الطبية اللازمة لوقاية الأطقم الطبية من الإصابة بالفيروس محذرة من “انهيار” تام للنظام الصحي في البلاد. خلال السنوات الماضية، عانت المستشفيات المصرية من هجرة الأطباء إلى الخارج، في حين أن الطواقم العاملة في الخطوط الأمامية تركت بدون إمدادات طبية كافية أو معدات حماية، ما يزيد من احتمالات الإصابة بالعدوى. (اقرأ التقرير ذو الصلة: مصر تواجه نقصاً في الأطباء وتراجعاً في الخدمات الصحية).

“لا توجد تدابير سلامة محددة وواضحة، نخاطر بأنفسنا في سبيل ورقة امتحان من السهل ان تكون إلكترونية أو تؤجل. سيكون لزاما علينا حضور الامتحانات، سنكون عرضة للإصابة خلال استخدام وسائل مواصلات عامة، وتكدسنا في قاعات الامتحانات.”

عبد الرحمن سمير
 طالب بالسنة الرابعة في كلية الطب جامعة أسيوط

قال ايهاب الطاهر، أمين عام نقابة الأطباء مصر “لابد من قيام وزارة الصحة بواجبها نحو حماية الأطقم الطبية، فالوضع يهدد بحدوث أزمة، المستشفيات قد لا تجد الأطباء.”

أصدر طلاب كليات الطب بالجامعات المصرية بيانا موحدا موجها لوزير التعليم العالي، لإعادة النظر في القرار مقترحين عدة بدائل من بينها القيام ببحوث علمية على غرار سنوات النقل في المواد التي يسمح بها ذلك مع تقييم الجزء النظري باختبارات الكترونية، وتأجيل الجزء العملي لطلاب السنوات الخامسة والسادسة لحين انتهاء الأزمة على أن تتم دراسته في أقسام المستشفيات الجامعية وليس إلكترونيا، وهو ما لا يمكن تنفيذه حاليا بعد تحول أغلب المستشفيات الجامعية لمستشفيات عزل. فيما اقترح طلاب السنة الرابعة توزيع مادتي الأنف والأذن، والرمد على السنتين المتبقيتين لهم بالكلية (الخامسة والسادسة)، ثم الامتحان على هذا الجزء العملي فقط، أو أن يتم تطبيق ما تم تطبيقه في الكليات العملية الأخرى (صيدلة وعلاج طبيعي)، وهو أن تتم دراسة الجزء العملي قبل بداية العام الدراسي الجديد.

لم تصدر إدارة الجامعات حتى الأن أي تعليق أو رد على مطالب الطلاب. لكن  نقابتي أطباء مصر وأطباء القاهرة أرسلت خطابات لرئاسة مجلس الوزراء ومجلس النواب ووزارة التعليم العالي توضح خطورة عقد امتحانات كليات الطب للسنوات النهائية في صورتها التقليدية وما يمثله  ذلك “من بؤرة انتشار الوباء في صفوف الطلاب وذويهم، والمجتمع، ويشكل تحديا كبيرا للنظام الصحي والاقتصادي للدولة في الوقت الراهن.”

قال سمير “أتمنى أن يتم الاستماع لمطالبنا وتلبيتها بما يضمن سلامتنا وسلامة من حولنا.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى