على غرار ما حصل في أجزاء أخرى من العالم، انتشر مرض كوفيد-19، الناجم عن فيروس كورونا المستجد، بشكل غير متساوٍ في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إذ أصاب بعض المناطق بشدة فيما تجنّب مناطق أخرى بالكامل تقريبًا. أما بخصوص عالم النشر العربي المترابط، فقد اهتزّ وضع جميع دور النشر العربية بسبب عمليات إغلاق فيروس كورونا، من المغرب وحتى عُمان والبحرين.
ناقشت ندوة لمؤسسة “ناشرون بلا حدود” عُقدت في 2 أيار/ مايو عبر تطبيق زووم التحديات الخاصة التي يواجهها الناشرون العرب في الوقت الذي تكافح فيه الدول حول كيفية الاستجابة لهذا الوباء.
أشار الناشرون المشاركون في الندوة إلى أن إلغاء معارض الكتب الإقليمية والدولية منذ أوائل آذار/ مارس شكل تحديًا رئيسيًا. تحتل المعارض قلب تجارة الكتب العربية، وفي غياب شبكات توزيع موثوقة، يبقى العديد من الناشرين العرب مشتّتين من خلال حمل كتبهم من معرض إلى آخر في جميع أنحاء المنطقة. قال شريف بكر، من دار العربي للنشر والتوزيع المصرية، “توقّف هذا، وبهذا توقّف كل شيء.”
أقيمت معارض الكتاب التي تعقد تقليديا في شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير في وقتها المحدد. لكن، بعد انتهاء معرض مسقط في عُمان، في 7 آذار/ مارس، بدأ الإلغاء. إذ تم إلغاء معرض لندن للكتاب الضخم، الذي كان من المقرر عقده في الفترة ما بين 10 إلى 12 آذار/ مارس، حيث كان من المفترض أن تشكل صناعة النشر في الشارقة “محور تركيز المعرض”. أعقب ذلك إلغاء معرض البحرين الدولي للكتاب (25 آذار/ مارس إلى 4 نيسان/ أبريل)، وكذلك معرضي الرياض (2-11 نيسان/ أبريل) وأبو ظبي (15-21 أبريل). كما تم إلغاء أو تأجيل معارض الكتب المتخصصة والإقليمية.
حتى قبل تفشي وباء فيروس كورونا، كانت صناعة النشر في بعض البلدان تشهد أزمة بالفعل. إذ تم تأجيل معرض بيروت العربي الدولي للكتاب لعام 2019 بسبب موجات الاحتجاجات ضد الفساد التي شهدتها في البلاد. لا تبدُ رانيا المعلم، مديرة تحرير دار الساقي للنشر في بيروت، متفائلة بشأن المستقبل.