مع تصاعد حالات الوفاة من جراء مرض كوفيد-19، يتأمل الفنانون والكتاب والموسيقيّون والقيمون الفنيون العرب موقعهم في عالم ما بعد فيروس كورونا.
يأمل البعض أن يؤدي هذا التحول في توفير المزيد من الفن عبر الإنترنت إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على الفن، مما يجعله في متناول أولئك الذين لا يستطيعون شراء تذكرة لحضور معرض فني كبير في دبي أو فينيسيا أو عرض في دار الأوبرا بالقاهرة. ويفكّر البعض الآخر في إمكانية عرض الفن في محلات السوبر ماركت والشركات الأخرى التي لا يزال يُسمح بافتتاحها في عالم تم إغلاقه في محاولة لوقف انتشار فيروس كورونا الجديد ومرض كوفيد-19 الناجم عنه.
لكن، وبينما يستمتع عشاق الفن والموسيقى بالتوافر المفاجئ للفن على الإنترنت، يبدو الفنانون الذين يعتمدون على المبيعات للحصول على دخل في حيرة من أمرهم بشأن أسئلة أساسية، مثل إمكانية توفير مصاريفهم ومصير حياتهم المهنية.
من الواضح أن الإلغاء الواسع للحفلات الموسيقية والمهرجانات السينمائية والمعارض الفنية قد قضى على الأجندة الثقافية العربية لفصل الربيع وربما الصيف التالي.
إلغاء أو تعليق الأحداث المباشرة
عادة ما يكون هذا الموسم مزدحمًا بالأحداث الفنية، حيث تجري الحوارات والمعارض الفنية والمعارض والبيناليات. لكن تم إلغاء أحداث مثل اجتماع الشارقة السنوي في آذار/ مارس، ومهرجان جدة الأول للأفلام ومعرض آرت دبي، أو تأجيلها أو إعادة تنسيقها على عجل كأحداث رقمية فقط مع اتضاح نطاق جائحة كوفيد-19. ولم يتأكد بعد ما إذا كان مهرجان جرش الثقافي الأردني، الحدث الأكبر من نوعه في المملكة والذي يُعقد بانتظام في تمّوز/ يوليو، سيقام هذا الصيف أو لا.
بالمثل، ألغيت إصدارات الكتب وجولات المؤلفين بسبب قيود السفر. أُلغيت فعاليات مهرجان بلفاست أو فلسطين للأدب هذا العام، وتم تأجيل معرض أبوظبي الدولي للكتاب، المقرر عقده في الفترة من 15 إلى 21 نيسان/ أبريل، إلى نهاية شهر أيار/ مايو.
بالنسبة للكاتب المصري علاء الأسواني، مؤلف الرواية الأكثر مبيعًا عمارة يعقوبيان والحاصل على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة كفافيس الدولية، كان ذلك يعني تأجيل محاضرة وجولة تواقيع في أوروبا لكتابه الجديد، متلازمة الديكتاتورية. قال “إنها انتكاسة. لكن بمجرد أن تعود الأمور إلى سابق عهدها، سأسافر مرة أخرى. لقد قمتُ باستغلال هذا الوقت بدلاً من ذلك للتركيز على الكتابة واستمرار عملي من المنزل.”