أخبار وتقارير

فيروس كورونا يغلق الجامعات والمدارس في المنطقة العربية

تسبب الإعلان عن حالات مصابة بفيروس الكورونا في عدد من الدول العربية بإثارة مخاوف حول إمكانية انتشاره في المدارس والجامعات، حيث يجتمع آلاف الطلاب يومياً، مما دفع بالكثيرين للمطالبة بإيقاف الدروس وتعطيل الدراسة وهو الأمر الذي استجابت له العديد من الحكومات. مع ذلك، يعتقد كثيرون أن قرارات كهذه غير مجدية وتثير الفزع أكثر بين الناس كما أنها تهدد مستقبل آلاف الطلاب في المنطقة.

حتى الأن، وصل الفيروس إلى 12 دولة عربية هي: البحرين والكويت والإمارات وسلطنة عمان والعراق ولبنان والجزائر ومصر والأردن والسعودية وتونس والمغرب بعدد مصابين يتجاوز الـ150 شخص، بحسب منظمة الصحة العالمية. وبالرغم من قلة عدد الإصابات في المنطقة مقارنة بباقي دول العالم، فإن المطالبات بإيقاف الصفوف الدراسية في مختلف المراحل التعليمية زادت كثيراً الأسبوع الماضي خاصة مع إعلان بعض الدول في أسيا وأوروبا عن إجراءات مماثلة. 

إغلاق مبدئي

أقرت بعض الحكومات تعطیل الدراسة في مؤسساتها التعليمية في محاولة لمواجهة الفيروس والحد من انتشاره وتهدئة مخاوف المواطنين، خاصة مع ارتفاع نسبة الإصابات في دولة إيران المجاورة للمنطقة والتي ارتفع بها عدد الإصابات لما يقارب ألفي إصابة.

ففي الكويت، والتي أعلنت حتى الثالث من أذار/ مارس عن 56 إصابة وهي أعلى نسبة إصابات في المنطقة حتى الآن، تم  تعطيل كافة المدارس والجامعات والكلیات الحكومیة والخاصة والكلیات العسكریة ومراكز وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة لمدة أسبوعین.

في البحرين، والتي سجلت 49 إصابة، تم إغلاق بعض المدارس لمدة أسبوعين احترازياً بعد الإعلان عن إصابة سائق حافلة مدرسية بالفيروس ومن ثم تم الإعلان عن إغلاق جميع المؤسسات التعليمية في البلاد.

وقررت السلطات اللبنانية تعليق العمل بالدراسة وإغلاق جميع المؤسسات التعليمية في البلاد مطلع الشهر الحالي لمدة أسبوع كإجراء احترازي بعد مطالبات الكثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي.

“هناك حالة كبيرة من الخوف لدى الطلاب وذويهم نتيجة لانتشار الشائعات وغياب الثقة بالتصريحات الحكومية.”

إلهام صيداوي
 معلمة في مدرسة حكومية جنوب لبنان

قالت إلهام صيداوي، معلمة في مدرسة حكومية جنوب لبنان، “هناك حالة كبيرة من الخوف لدى الطلاب وذويهم نتيجة لانتشار الشائعات وغياب الثقة بالتصريحات الحكومية.” مشيرة إلى أن تعليق الدوام خطوة جيدة خاصة وأن كثيرمن الطلاب تغيبوا عن الدروس خلال الفترة الماضية.

كما أعلنت السلطات العراقية، تعليق الدراسة في الجامعات والمدارس وإغلاق مراكز التجمع العامة لمدتة 10 أيام، ومنع سفر المواطنين إلى 11 دولة منعاً من انتشار الفيروس.

قال أحمد الجعفري، مدير قسم ضمان الجودة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، “تم إغلاق نحو 100 جامعة حكومية وخاصة تحسباً. كما تم تخفيض العمل للموظفين إلى أدنى مستوى لمدة عشرة أيام،” مشيراً إلى أن الوزارة التعليم تتخذ إجراءات احترازية لتعقيم أماكن جلوس الطلبة والقاعات وساحات الجامعات خلال هذه الفترة. “في حال استمرار انتشار الفيروس، يمكن تمديد مدة التعليق.”

وكانت الحالة الأولى المسجلة في البلاد لطالب إيراني في النجف جنوب وسط العراق تلتها عائلة من أربعة أشخاص في محافظة كركوك الشمالية كانوا قد زاروا إيران مؤخراً.

في المقابل، دعت  وزارة الصحة الفلسطينية عن تعليق كافة الأنشطة الطلابية المدرسيةحالياً بالرغم من عدم الإعلان رسمياً عن أي إصابات بالفيروس هناك حتى الأن.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في وقت سابق أن “نافذة الأمل” لاحتواء الفيروس تُغلق ببطء، مؤكدة أن “كوفيد- 19″، الذي تتشابه أعراضه مع أعراض الإنفلونزا العادية، سريع الانتشار وقد يصل قريبًا إلى أغلب دول العالم إن لم يكن جميعها.

فريق طبي عراقي يفحص المسافرين القادمين من إيران في مطار النجف.  (تصوير: أنمار خليل / أسوشيتد برس)
فريق طبي عراقي يفحص المسافرين القادمين من إيران في مطار النجف. (تصوير: أنمار خليل / أسوشيتد برس)

بين القبول والرفض

يعتقد كثيرون أن قرار تعليق الدروس مهم مع استمرار انتشار الفيروس وغياب المعلومات الرسمية الموثوقة عن حالات الإصابة وسبل العلاج الممكنة.

قال أحمد عبد الحميد، 21 عام طالب بكلية العلوم في جامعة القاهرة، “يجب إعلاق الجامعات والمدارس  طالما تم اكتشاف حالات مصابة. لا يوجد لدينا معلومات كافية عن فرص الشفاء منه ولايجب المخاطرة بحياتنا.”

يتفق إبراهيم خلف، الطالب بكلية القانون جامعة المرقب في ليبيا، مع عبد الحميد. فعلى الرغم من عدم الإعلان عن إصابات في ليبيا حتى الأن، إلأ أن وجود إصابة في تونس يعني أن الخطر اقترب كثيراً.

قال “لابد من إتخاذ إجراءات احترازية وغلق الجامعات.”

يؤيد طارق المرحبي، معيد بكلية العلوم التطبيقية جامعة حجة في اليمن، قرار إغلاق الجامعات حال التأكد من وصول الفيروس إلى اليمن.

قال “بالتأكيد يجب إغلاق المدارس والجامعات لمنع زيادة انتشار الفيروس خاصة أن نظام الرعاية الصحية متدني جدا ولا نمتلك الإمكانات المالية لمواجهته.”

في المقابل، يعتقد أخرون أن قرار تعطيل الدروس غير مجدي خاصة أنه حل مؤقت ويضر بمستقبل الطلاب.

قال ناصر الأسعد، طالب في كلية التجارة في جامعة بغداد، “تعطلت الدروس الفترة الماضية بسبب الاحتجاجات، والأن تتوقف بسبب الكورونا.. نحن على وشك خسارة عام دراسي بأكمله.”

التعليم عن بعد.. حل مبدئي

أعلنت وزارة التربية في دولة الإمارات، تقديم إجازة الربيع وتعطيل طلاب المدارس ومؤسسات التعليم العالي بدءاً من الأحد المقبل و لمدة 4 أسابيع، وفقاً لوكالة أنباء الإمارات.

كما أعلنت الوزارة عن البدء في التعليم عن بعد، خلال بوابة التعليم الذكي، لجميع المراحل التعليمية، بشكل استثنائي لمواجهة فيروس كورونا والحد من إنتشاره.

في الكويت، سارع عدد من الأساتذة للإعلان عن نيتهم استكمال دروسهم عبر شبكة الانترنت.

“يجب إعلاق الجامعات والمدارس طالما تم اكتشاف حالات مصابة. لا يوجد لدينا معلومات كافية عن فرص الشفاء منه ولايجب المخاطرة بحياتنا.”

أحمد عبد الحميد  
طالب بكلية العلوم في جامعة القاهرة

إذ غرد  محمد الكندري، عضو هيئة التدريس في كلية الهندسة في جامعة الكويت، على حسابه على تويتر “سواء عطلت الدراسة في الجامعة او لا سأضمن أن طلبتي سيكملون المقرر عن طريق استخدام المحاضرات المسجلة.”

يعتقد حمد الياسين، أستاذ مساعد في طب الجينيوم في كلية العلوم الصحية في جامعة الكويت، أنه يمكن الإستفادة جزئياً من التعليم الإلكتروني في الوقت الحالي.

قال “نحاول تجنب التجمعات في قاعات مغلقة، لتقليل من نسب احتمالية العدوى. يمكن تدريس الأجزاء النظرية إلكترونياً بحيث نتجنب تجمع عدد كبير من الطلاب في قاعة المحاضرات.” مشيراً إلى أن الجانب العملي في المخابر لا يمكن تدريسه بهذه الطريقة “يمكننا تأجيله لحين العودة للدراسة بصورة نظامية.”

تكهنات حول مصير مؤتمرات دولية

على المستوى الدولي، بدأت سلسلة من الإلغاءات في الانتقال إلى جدول اجتماعات مسؤولي التعليم العالي الدوليين والباحثين. تُعد هذه الاجتماعات مصدرًا أساسيًا للتواصل وتبادل المعلومات، كما أنها غالبًا ما تكون المصدر الرئيسي لإيرادات المؤسسات التي تعقدها.

إذ كان من المقرر أن تجتمع الجمعية الفيزيائية الأميركية، وهي منظمة دولية رائدة التي يجتمع فيها تضم علماء الفيزياء في العالم، في مدينة دنفر بولاية كولورادو هذا الأسبوع. تم إلغاء الاجتماع في اللحظة الأخيرة بعد أن قامت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة برفع مستوى التهديد المتوقع من فيروس كوفيد-19 . كما أجلت رابطة آسيا والمحيط الهادئ للتعليم الدولي مؤتمرها المقرر عقده في الفترة من 22 إلى 26 أذار/مارس في فانكوفر، كندا اجتماعها حتى عام 2021.

في المقابل، تواصل هيئة المدرسين العالميين (نافسا) تحضيراتها لعقد مؤتمرها السنوي في سانت لويس في أواخر شهر أيار/مايو. لكن الهيئة قالت في بيان على موقعها على الإنترنت هذا الأسبوع إنها “تولي اهتمامًا وثيقًا للبيانات الصادرة عن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بانتشار الفيروس وتتبع المبادئ التوجيهية لتلك الوكالات.” مع إشارة إلى “أهمية انعقاد المؤتمر السنوي لمعرض نافسا 2020 في موعده.”

أخيراً، لم يقدم المجلس الثقافي البريطاني أية تحديثات حتى الآن فيما يتعلق بكيفية تأثير فيروس كورونا على مؤتمره السنوي “نحو العالمية” والمقرر عقده في أواخر حزيران/يونيو في لندن.

شارك في إعداد التقرير كل من طارق عبد الجليل (مصر) وعائشة الجيار (الكويت)

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى