ملاحظة المحرر: يتبع التقرير أدناه تقرير أخر بعنوان: المتطوعون يجنون ثمار مساعدة الطلاب اللاجئين في فرنسا.
ليل، فرنسا – لم يكن رياض أحمد ينوي الذهاب إلى فرنسا، لكن الشاب ذو الوجه المستدير والبالغ من العمر 29 عامًا اضطرّ للفرار من وطنه في شمال غرب باكستان بعد أن هددت حركة طالبان المحلية بقتله إذا لم يعمل سرًا معهم من خلال وظيفته مع منظمة غير حكومية.
كانت بريطانيا وجهة أحمد. لكن، بعد أن انتهى به المطاف في “الغابة“، وهو مخيم لاجئين مترامي الأطراف في كاليه، شمال غرب فرنسا، وتعرضه للإصابة وهو يحاول القفز على ظهر شاحنة متجهة إلى إنجلترا، التحق الآن بأكبر جامعة فرنسية، جامعة ليل، في عام 2016، في إطار برنامج جديد لاستقبال اللاجئين.
الآن، يدرس أحمد في الصف الأخير من برنامج لنيل درجة البكالوريوس في مجال الإعلام. لا يزال أحمد يناضل من أجل إجادة اللغة الفرنسية لكنه يرى مستقبلًا مشرقًا لنفسه في بلده الجديد. قال “أحيانًا أسجّل المحاضرات وأستمع إليها مرارًا وتكرارًا بعد الفصل. زملائي الطلاب لطيفون للغاية، فهم يحاولون دائمًا شرح الدروس لي.”
برامج إعداد ناجحة
هناك ما يقرب من 2,000 طالب لجوء مسجلين حاليًا في برامج خاصة في فرنسا، مثل البرنامج الذي سجّل فيه أحمد، بهدف إعدادهم للدراسة الجامعية. أُنشئت البرامج من قبل نصف الجامعات الحكومية البالغ عددها 80 جامعة تقريبًا، بما في ذلك جميع المؤسسات الرئيسية تقريبًا، في أعقاب التدفق الهائل للمهاجرين إلى أوروبا في عامي 2015 و2016.
يقول مسؤولو الجامعة إن هذه البرامج حققت نجاحًا كبيرًا لسببين.
يتمثل الأول منهما في معايير القبول صارمة: إذ يجب أن تتوافر في المتقدمين من اللاجئين ذات المؤهلات الأكاديمية تقريبًا المطلوبة من المتقدمين الفرنسيين، حتى إذا تم السماح بمرونة كبيرة في توثيق شهادات الثانوية أو التعليم العالي من بلدانهم الأصلية. (عندما تكون المستندات مفقودة، أو من مناطق ضعيفة أكاديميًا، يمكن للطلاب إجراء اختبارات لتحديد مستواهم الأكاديمي).
والسبب الثاني يتمثل في تلقي اللاجئين المقبولين في هذه البرامج لتدريب لغوي ودعم اجتماعي لمدة عام على الأقل لمساعدتهم على التكيف مع بيئتهم الجديدة.
على الرغم من معارضة اليمين المتطرف، توحّدت جهود التعليم العالي الفرنسي إلى حد كبير لدعم هذه البرامج. إذ وقّعت رابطة رؤساء الجامعات، وفي الخريف الماضي عززت الحكومة دعمها، وبذلك أصبح الطلاب اللاجئون المقبولون في هذه البرامج الخاصة مؤهلون الآن للحصول على ذات رواتب المعيشة للطلاب الفرنسيين ذوي الدخل المنخفض.
كان هذا القرار انتصارًا لشبكة المهاجرين في التعليم العالي، وهي رابطة تضم 40 جامعة لديها برامج لتسجيل اللاجئين.
قال ماثيو شنايدر، نائب رئيس جامعة ستراسبورغ ومنسق الشبكة، “اليوم، تصل أعداد أقل من اللاجئين إلينا، لكن الكثير من المتواجدين هنا لم يتم إعلامهم عن برامجنا وهم الآن يتقدمون. نحن نواصل العمل بكامل طاقتنا.”
جهد مماثل في ألمانيا
تعتبر جهود فرنسا متواضعة مقارنة بجهود جارتها ألمانيا. إذ استقبلت الأخيرة عددًا أكبر بكثير من المهاجرين مقارنة بأي دولة أوروبية أخرى خلال أزمة 2015-2016 – أكثر من مليون لاجيء. قدر مؤتمر رؤساء الجامعات الألمانية أن أكثر من 10,000 لاجئ ممّن وصلوا مؤخرًا قد التحقوا بالبرامج الأكاديمية في الجامعات الألمانية بحلول عام 2018، ويتوقع المسؤولون أن يقفز هذا العدد إلى 40,000 بحلول نهاية هذا العام، مع إتمام الطلاب لبرامج الإعداد الأكاديمي المختلفة.
أطمح دائماً لغد مشرق ، لمستقبل مزدهر ، لأن أكون عضواً فعالاً في مجتمعي وبين عائلتي ، أريد دائماً التعلم والدراسة والعمل لتحسين مستوى العائلة وتحقيق التوازن الإقتصادي في المنزل ، رؤية أمي فخورة بي هو الحلم الموجود على رأس الهرم ، أن أصبح إنساناً مستقلاً يُعتمد عليه ، رغم كل الظروف التي تمر بها بلدتي الجميلة لم أيأس ، إني استمر في المضي قدماً رغم تصادمي بالواقع الصعب ، أريد مراراً وتكراراً أن أتعلم لغة جديدة وأعيش في بقعة آمنة تدعم الطموحات ! لا تدعس عليها.