أخبار وتقارير

صعوبات عمل باحث عراقي تسلط الضوء على الحاجة للاستثمار في البحوث

ملاحظة المحرر: يأتي التقرير أدناه كجزء ضمن مجموعة من خمسة تقارير حول العقبات التي يواجهها الباحثون في الدول العربية. يمكن للقراء الوصول إلى جميع التقارير في هذه الصفحة.

دهوك- يستخدم عبدالرحمن بامرني، عالم الجيولوجيا بجامعة دهوك في العراق، صخورًا نادرة من جبال كردستان للمساعدة في حل لغز سبب انقراض الديناصورات. لكن مختبره يفتقر إلى المعدات اللازمة لتحليل تلك العينات.

يضطر بامرني لإرسال عيناته الجيولوجية من العراق إلى إيطاليا عن طريق البريد، حيث يسمح له زملاؤه الودودين في جامعة أوربينو باستخدام أجهزتهم للمساعدة في تحديد طبيعة الصخور.

قال “الأمر يتعلق بالأدوات. لا أمتلك الأدوات اللازمة لإجراء تحليل النظائر [والذي يعطي تحديدًا دقيقًا للغاية لعمر الأشياء]. أصبحتُ أكثر الرجال حظًا في كردستان والعراق عندما وجدت مقطعًا صخريًا محفوظًا. لكن ليست لدي الأدوات التي أحتاجها لقياس العينة وربطها.” (اقرأ التقرير ذو الصلة: جهود بحثية لاكتشاف سر الحياة بعد الديناصورات).

يتشارك الكثير من الزملاء بين العلماء العرب مع بامرني هذه الصعوبات. إذ أظهر استطلاع حديث أجرته الفنار للإعلام شمل 650 باحث وباحثة أن  الدول العربية تحتاج للكثير من الجهود للحفاظ على مهاراتها البحثية. وقال أكثر من90 في المئة من الباحثين أنهم يأملون في الهجرة للعمل في بلد آخر، وأشار 57 في المئة منهم إلى الرغبة في وجود مرافق بحث أفضل هو السبب. (اقرأ التقرير ذو الصلة: استطلاع جديد: الهجرة حلم الباحثين العرب).

قال كمال بدر، أستاذ الطب في الجامعة الأميركية في بيروت، والذي كتب عن طرق جذب الباحثين للعودة إلى المنطقة العربية، “يجب أن يكون هناك استثمار لعكس ما يسمى بهجرة العقول. لا يرغب الأشخاص الذين يعملون في مختبرات في لندن أو شيكاغو أو نيويورك في العودة إلى مراكز الأبحاث ذات النوعية الرديئة.”

يقضي بامرني أيامًا يجوب سفوح تلال كردستان بحثًا عن مقاطع صخرية يعتقد أنها يمكن أن تتوافق مع الفترات الزمنية التي سبقت وتزامنت مع وتلت زوال الديناصورات. منذ زمنٍ بعيد، وانتهاء عصر الديناصورات لا يزال لغزا علميا. وتقول النظرية السائدة أن كويكبًا سقط على الأرض، مما تسبب في تغير جذري في المناخ. عندما يحدد بامرني عينة يعتقد أنها يمكن أن تكون متطابقة، يتوجب عليه إرسال هذه الصخور النادرة والهشة إلى إيطاليا لمعرفة ما إذا كان توقعه صحيحًا وإجراء تحليله.

لا يمكن القيام بذلك في العراق. لا تتوفر لدينا المعدات. يمكنني البقاء في العراق فقط، لكنني لا أريد العمل على تصميم بحثي وفق أسلوب قديم.”

عبد بامرني
عالم الجيولوجيا بجامعة دهوك في العراق

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد  القصص. 

قال “لا يمكن القيام بذلك في العراق. لا تتوفر لدينا المعدات. يمكنني البقاء في العراق فقط، لكنني لا أريد العمل على تصميم بحثي وفق أسلوب قديم.”

قام بامرني بنقل مقطع عرضي جيولوجي في عام 2018 وقال إنه شعر بالتوتر الشديد لإمكانية تعرض جودة العينة للخطر أثناء الرحلة. وقال إن خوفه تمثل في “إحتمالية وجود نوع من التلوث على طول الطريق”. أضاف “إذا ما حدث ذلك، فإنه سيؤثر على نتائجي. لكن هذا لم يحدث. كنتُ محظوظا!”

كان بامرني على استعداد لإنفاق أمواله الخاصة وشراء المجاهر باهظة الثمن حتى يتمكن من إجراء بعض التحليلات في دهوك. لكنه وجد نفسه أيضًا أمام طريق مسدود. إذ قالت شركة المجاهر إنها لا تستطيع شحنها إلى العراق.

يواجه الكثير من الباحثين العرب وضعًا مماثلًا. إذ وجدت دراسة الفنار للإعلام أن الغالبية العظمى من الأكاديميين في المنطقة، 84 في المئة، ينفقون أموالهم الخاصة لدعم أبحاثهم. وهذا الرقم أعلى من ذلك، 91 في المئة، بالنسبة للباحثين العراقيين.

قال “بصراحة، ليست هناك بيئة بحثية. يتوجّب عليّ أن أديرها بنفسي وأن أشتري المعدات بنفسي.”

يتمثل التحدي الأكبر، الذي يواجه بامرني، في الحاجة إلى إيقاف التزاماته في دهوك والسفر ذهابًا وإيابًا إلى إيطاليا. قال “يجب أن أجد شخصًا آخر ليأخذ مكاني بينما أنا غائب عن التدريس.”

أما بدر فيعتقد أن قصصًا مثل قصة بامرني تشير إلى وجود مشكلة خطيرة. قال “لدينا وفرة من الموارد البشرية في العالم العربي، لكنهم يغادرون لأنهم لا يملكون البنية التحتية التي يحتاجونها للقيام بعمل جيد.”

Countries

تعليق واحد

  1. موضوع مهم جدا، انا ايضا طالبة دكتوراه وواجهت الكثير من الصعوبات.
    بالمختصر الطالب يبدأ من تحت الصفر بالبحث.
    رحلة الدراسة والبحث ممتعة لكنها تتحول الى قصة مليئة بالصدمات في واقعنا الحالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى