مُجددا، جاءت المنطقة العربية في ذيل القائمة تقريباً في المقارنات الدولية من اختبار البرنامج الدولي لتقييم الطلبة PISA فيما يخص قدرات الأطفال البالغين من العمر 15 عامًا في القراءة والرياضيات والعلوم. إذ كشفت النتائج التي صدرت للتو من الجولة الأخيرة من برنامج تقييم الطلاب الدولي (PISA) أن طلاب خمس دول عربية هي لبنان والأردن والمغرب وقطر والمملكة العربية السعودية قد حلّوا في الثلث الأسفل من بين 79 دولة مشاركة.
سجلت الإمارات العربية المتحدة، وهي الدولة العربية الأخرى المشاركة، انجازًا أعلى بقليل من الدول العربية الأخرى. فيما حققت قطر تحسنًا كبيرًا في درجات طلابها، رغم احتلالها مرتبة سيئة على المستوى العالمي.
تنذر النتائج بواقع سيء، بحسب التربويين، بخصوص آفاق تكوين مواطنين متعلمين جيدًا، اعتادوا على التفكير بشكل نقدي، وهو أمر من شأنه أن يحسّن الاقتصاديات، ويعزز المجتمع المدني والحكم الديمقراطي في المنطقة.
قال أندرياس شلايخر، مبتكر ومدير برنامج PISA، إنه من بين مناطق العالم، “ربما يكون أمام المنطقة العربية الطريق الأطول للتحسن” وأن شباب المنطقة “يجيدون تكرار ما تعلموه ولكنهم لا يجيدون المشاركة في المهام التي تتطلب من الطلاب التفكير الإبداعي”. (اقرأ التقرير ذو الصلة: تحليل واقع التعليم العربي من خلال اختبارات تقييم الطلاب الـ PISA).
وأضاف، على سبيل المثال، حقّق أسوأ 10 في المئة من الطلاب في الصين وفيتنام في التقييمات نتائج أفضل من أكثر 10 في المئة تميّزا من طلاب المملكة العربية السعودية.
بارقة أمل في قطر
على عكس ميل معظم الدول المشاركة التي رأت أن نتائجها لم تتغير إلى حد كبير على مدى العقد الماضي، أظهرت دولة عربية واحدة، هي قطر، تحسناً قوياً، على الرغم من انطلاقها من نقطة منخفضة. في جميع الموضوعات الثلاثة، القراءة والرياضيات والعلوم، تقلصت نسبة الطلاب ذوي الأداء المنخفض وزاد نصيب الطلاب المتفوقين.
تشير اختبارات الـ PISA إلى أن ثلث هذا التحسن تقريباً ناتج عن زيادة عدد الطلاب الوافدين في قطر، الذين كانوا، على عكس المهاجرين في العديد من البلدان الأخرى، يميلون لتحقيق درجات أفضل من الطلاب المولودين محليًا.