انضم الآلاف من الطلاب إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية، والتي دخلت الآن شهرها الثاني.
بالطبع، ونتيجة لذلك، يتغيّب الطلاب عن الفصول الدراسية في العديد من الجامعات والمدارس الثانوية في بغداد ومدن جنوب العراق للمشاركة في الاحتجاجات، على الرغم من صدور قرار حكومي بوجوب استمرار عمل المدارس والجامعات بشكل طبيعي. يهتف المتظاهرون في ساحة التحرير ببغداد، مركز الاحتجاجات، “إنها ثورة طلابية، كلا للحكومة، وكلا للأحزاب!”
كما يهتف الطلاب في الديوانية بجنوب العراق “لا مدارس، لا دوام، حتى يسقط النظام.”
بدأت قوات الأمن في قمع التظاهرات مستخدمة الذخيرة الحية. قُتل أكثر من 270 شخصًا منذ بدء الاحتجاجات في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، وفقًا لوكالة فرانس برس، بما في ذلك أربعة متظاهرين أطلق عليهم الرصاص خلال مظاهرة في كربلاء يوم الاثنين الماضي. كما قُتل 18 شخصًا خلال مظاهرة أخرى في كربلاء الأسبوع الماضي.
كحال المظاهرات في لبنان وبلدانٍ أخرى، تفجّرت المظاهرات في العراق بفعل الغضب من الفساد والركود الاقتصادي وسوء الخدمات العامة. على الرغم من ثروته النفطية الهائلة، يعاني العراق من ارتفاع معدلات البطالة والبنى التحتية المتهالكة، مع انقطاع متكرّر للتيار الكهربائي يُجبر الكثيرون على الاعتماد على المولدات الكهربائية الخاصة.
يعتقد العديد من المحتجين أيضًا أن النظام الحالي يخضع لسيطرة إيران، ويريدون تثبيت حكومة جديدة خالية من النفوذ الأجنبي.
في 28 تشرين الأول/ أكتوبر، أعلنت نقابة الجامعات والمدارس في الديوانية عن إضراب لمدة عشرة أيام “حتى سقوط النظام”، حيث غصّت الشوارع بآلاف الطلاب والأساتذة.
كما أعلنت نقابة المعلمين في العراق عن إضراب عام لمدة أربعة أيام الأسبوع الماضي، قائلة إن أعضائها سيحتجون بسلام في جميع أنحاء البلاد، باستثناء إقليم كردستان. قال عباس كاظم السوداني، نقيب المعلمين، في بيان مصور “إذا لم تستجب الحكومة لمطالب الشعب المشروعة، فسيصدر المعلمون العراقيون قرارات أقوى،” كما انضمت العديد من النقابات المحلية، بما في ذلك نقابة المحامين والمهندسين، إلى الحركة، مع خطوط اعتصام تمنع موظفي الحكومة من الوصول إلى مكاتبهم.
تشمل مطالب المتظاهرين اتخاذ إجراءات قانونية ضد قتل المتظاهرين، واستقالة الحكومة، وتعديل الدستور والقوانين الانتخابية.
لكن وزير التعليم العالي قصي السهيل حذر الأكاديميين وأكّد على وجوب تجنّب الاحتجاجات، بحسب وكالة فرانس برس.