أسفرت الاحتجاجات التي اندلعت في العراق الأسبوع الماضي عن مقتل أكثر من مائة شخص، في مؤشر على صراع طويل الأمد بين شباب البلاد وحكومتها.
تعتبر العوامل الاقتصادية جذر الكثير من أسباب سخط الشباب في العراق، الذي يُعدّ واحدًا من أكثر شعوب العالم شبابًا.
قال قصي كمال الدين الأحمدي، رئيس جامعة الموصل، “يطالب شباب العراق بوظائف وحياة كريمة. هذه هي مطالبهم من الحكومة”. (ولم تشهد الموصل، التي تتعافى الآن من الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، أية احتجاجات).
تشهد البلاد وضعًا اقتصاديًا سيئًا، حيث يتم انفاق مليارات الدولارات سنويًا على رواتب الخدمة المدنية. قدر البنك الدولي أن كل عامل حكومي ينجز حوالي 17 دقيقة من العمل في اليوم الواحد.
يعتبر العراق حاليا سابع أكبر بلد منتج للنفط، لكن عائدات النفط آخذة في الانخفاض. يتم استثمار القليل من الأموال التي تكسبها البلاد في تحقيق النمو الاقتصادي في المستقبل أو نشر الخدمات لتصل إلى نسب أكبر من السكان. في هذه الأثناء تستقبل سوق العمل حوالي 700,000 شاب عراقي جديد كل عام. قدّر تقرير تمهيدي حول إيجاد فرص العمل في العراق أعدّه البنك الدولي أن معدل بطالة الشباب يبلغ 36 في المئة.
يقضي الفساد على الكثير من الأموال التي تكسبها البلاد. فعلى مقياس الفساد في منظمة الشفافية الدولية، والذي يتراوح ما بين الصفر (البلد الفاسد للغاية) إلى 100 (النظيف جدًا)، يحتل العراق المرتبة 18. وكان أحد أعضاء لجنة برلمانية يفترض أنها تحقق في الفساد قد أقر علنًا أنه تقاضى أيضًا الملايين من خلال الرشى. إذ تم إهدار القدر الأكبر من نصف مليار دولار خصصت بهدف إثراء المساحات الثقافية في البلاد بسبب الفساد. (اقرأ التقرير ذو الصلة: العراق: إهدار 112 مليون دولار على مشاريع ثقافية وهمية).
وبينما بدأ بعض خريجي الجامعات الشباب العمل في أماكن مشتركة في بغداد في سعيهم الحثيث لركوب الحماس الإقليمي لريادة الأعمال، إلا إن الكثيرين يطالبون بالحصول على وظائف حكومية سهلة.
يثير انعدام المساواة الاقتصادية، بما في ذلك عدم المساواة في التعليم، غضب العديد من المتظاهرين. يقول محمود المشهداني، الناشط من شرق بغداد الذي شارك في الاحتجاجات هناك، “الكثير من المتظاهرين دون سن 18 عامًا، وهم فقراء للغاية لدرجة أنهم لا يملكون المال اللازم لدفعه للمدرسين الخصوصيين لضمان الحصول على درجات مرتفعة في امتحانات الثانوية العامة. كانوا يقولون إنهم لا يستطيعون تأمين أموال كافية لتغطية تكاليف دراستهم.”
شكراً لكم على متابعة قضايا الوطن العربي ونقل الحقائق بصدق وشفافية.
موادكم الإعلامية تسهم بإيضاح الصورة عن ما يدور حولنا.
نأمل أن نعيش في واقع أفضل.