منح دراسية، منح الدراسية، منح الدراسية. كانت تلك هي الكلمة الوحيدة في خطاب العديد من المنظمات غير الحكومية في وقت مبكر من أزمة اللاجئين السوريين، حيث كافح الشباب السوريون الذين فروا من الحرب في بلادهم للحصول على فرص لاستكمال التعليم العالي.
بمرور الوقت، تحولت لغة الخطاب لتشمل كلمات مثل التوظيف وريادة الأعمال والاندماج الاقتصادي. يمكن أن تكون تركيا، والتي تتمتع بأكبر اقتصاد في وسط الشرق الأوسط وتضم معظم اللاجئين السوريين، بمثابة الاختبار الرئيسي لمعرفة ما إذا كان بإمكان المهاجرين الجدد المشاركة في اقتصاد البلد المضيف. جمّد لبنان والأردن، البلدان اللذان كانا يعانيان بالفعل من بطالة مرتفعة في أوساط الشباب عندما بدأ النزاع السوري، مشاركة السوريين الإقتصادية إلى حد كبير.
تمت مراجعة الوضع الحالي للإدماج الاقتصادي للسوريين في المنطقة في مؤتمر عُقد في اسطنبول هذا الشهر، بعنوان “الإدماج الاقتصادي وتنمية سبل العيش للاجئين الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”. نظمت المؤتمر منظمة سبارك Spark، وهي منظمة هولندية غير حكومية تركز على التعليم العالي وريادة الأعمال في البلدان الخارجة من الصراع، بدعم من شركاء متعددين، بما في ذلك البنك الإسلامي للتنمية.
انعدام التوازن بين الجنسين
تعطي إحصاءات المديرية العامة التركية لإدارة الهجرة صورة عن المشاركة الاقتصادية السورية في تركيا. تقول المديرية التركية إنه من بين أكثر من 3.5 مليون سوري في البلاد، هناك ما يزيد قليلاً عن مليوني شخص في سن القوى العاملة، ما بين 15 و64. ومن بين هؤلاء، هناك أكثر من 900,000 موظف.
لكن المشاركة غير متوازنة إلى حد كبير بين النساء والرجال: إذ يعمل حوالي 832,000 سوري من الرجال و105,000 من النساء. وقد حصلت منظمة تركية غير حكومية تعمل بتمويل هولندي على نتائج مماثلة: فمن بين 3,000 وظيفة للسوريين، كانت 8 في المائة فقط منها للنساء، على الرغم من أن المنظمة تبذل الآن جهودًا قوية لتقليل هذا التفاوت.
أظهرت النتائج أن ما يقرب من 38 في المئة من تصاريح العمل التركية الصادرة كانت لرجال الأعمال. (يتم استخدام المصطلح الآن على نطاق واسع ليشمل أولئك الذين يحاولون بيع الحرف أو الطعام، وليس فقط أولئك الذين يحاولون بدء عمل تجاري يوظف آخرين.)
قالت باشاك سارال، المسؤولة في “بيلدينغ ماركتس“، وهي منظمة غير حكومية تدعم رواد الأعمال في العديد من البلدان النامية والمتوسطة الدخل، “إن ظروف السوق في تركيا وروح المبادرة للسوريين تساعد في اندماجهم”.
لكن تشجيع ريادة الأعمال في الشرق الأوسط قد يكون مثيرًا للجدل. يشكو النقاد من أن الشركات التي تسيطر عليها الحكومة تحتكر العديد من القطاعات الاقتصادية، وأن البيئات القانونية والملكية الفكرية في الدول العربية لا تدعم دائمًا رواد الأعمال. بالإضافة إلى ذلك، تعمل بعض المدن والبلدان على حظر عمل رواد الأعمال السوريين، حتى عندما يعملون في المنزل أو عبر الإنترنت. (اقرأ التقرير ذو الصلة: عمل اللاجئين في المنطقة العربية: معضلة لا تنتظر حلاً“). لكن المتبرعين المحتملين من المتشككين يرون بأن إغراء الشباب اللاجئين على أمل أن يكونوا رجال أعمال، يماثل وضعهم لتلقي خيبة أمل قاسية.
كيف يمكنني التوظيف في تركيا