تعتبر الامتحانات أمراً مرهقاً للطلاب بدون أدنى شك، لكن بحثًا جديدًا من الجامعة اللبنانية قام الآن بقياس الآثار البيولوجية لهذا الضغط على الجسم. يُظهر البحث أيضًا أن الطلاب لا يتحسنون في التعامل مع تلك الضغوط، حيث يشعر طلاب السنة النهائية بالضغط نفسه أثناء الامتحانات بقدر ما يشعر به الطلاب الجدد الأقل خبرة.
تناولت دراسة ثانية، من الجامعة اللبنانية أيضًا، بالتفصيل ارتفاع معدل انتشار الاكتئاب بين طلاب الطب وعلاقة هذا الاضطراب باستخدام موقع فيسبوك.
يقول العلماء المشاركون في الدراستين إنهما تبرزان الحاجة إلى أن يكون الطلاب أكثر وعيًا بمخاطر الصحة العقلية التي يتعرضون لها وأن يتخذوا الخطوات اللازمة لإدارتها. (اقرأ المقال ذو الصلة: نصائح للطلاب: كيف تتخلص من إجهاد الامتحانات).
قال مازن الكردي، أستاذ الكيمياء الحيوية في الجامعة اللبنانية، “وجدنا أن الطلاب لا يحكمون بشكلٍ جيد عمّا إذا كانوا يتعرضون للتوتر أو لا. أعتقد أن هذا يدل على ضرورة أن يكون الجميع أكثر وعيًا بالتوتر سواء أكانوا يعتقدون أنهم يعانون من التوتر أو لا.”
مراقبة القلب
قام الكردي وفريقه بتركيب رقعة صغيرة على صدور 90 طالبًا قبل ساعة واحدة من موعد جلوسهم لأداء الامتحان. تكونت عينة الدراسة من 60 طالبة و30 طالب. قام الجهاز بقياس تقلب معدل ضربات القلب قبل وأثناء وبعد إجراء الطلاب للاختبار.
قال الكردي “قد يكون من الصعب قياس التوتر. لكن تقلب معدل ضربات القلب من بين تلك الطرق. لكننا نقيس العوامل التي تسلط ضغطًا على القلب. الإجهاد، بعد كل شيء، عامل مهم من عوامل أمراض القلب والأوعية الدموية.”
لا تعتبر نوبات التوتر الفردية، مثل فترة الاختبارات، بين الحين والآخر كافية للتسبب في مشاكل صحية طويلة الأمد. ومع ذلك، فإن الفترة التي تسبق الاختبار تعتبر في كثير من الأحيان تجربة مرهقة للغاية – وهي تجربة يمكن أن تستمر على مدار عدة أشهر وتحدث مرة واحدة على الأقل في السنة طوال حياة الطالب الجامعي. هذا يعني أنه من المهم للطلاب اتخاذ خطوات لإدارة هذا الضغط.
قد لا يثير الدهشة أن الكردي وجد أن الطلاب كانوا تحت وطأة الضغوط أثناء وقبل فترة امتحاناتهم. فيما بعد، أظهرت معدلات ضربات القلب علامات العودة إلى طبيعتها بمجرد انتهاء الاختبار.
قال “نقارن إجهاد الطلاب بسنوات دراستهم التي يدرسون فيها لأننا اعتقدنا أن الطلاب قد يتكيفون مع الإجهاد.”
لكن النتائج لم تظهر ذلك.
بغض النظر عن السنوات الدراسية، عانى الطلاب من قدر مماثل من التوتر. يقول الكردي إن هذا يشير إلى أنهم لا يتعلمون آليات المواجهة. قال “لا يزال الإجهاد اجهادًا، ولا يبدو أنه يتغير مع تقدم الطلاب خلال دراساتهم.”
كما تضمنت الدراسة أيضا على عنصر للتقييم الذاتي. حيث طلب الكردي من الطلاب تقدير ما إذا كانوا يشعرون بالتوتر الجسدي أو لا. وقد كان أولئك الذين قالوا إنهم لم يشعروا بالتوتر حكامًا سيئين بخصوص حالتهم الخاصة لأنهم أظهروا مستويات متشابهة من التوتر، بحسب قياس تقلب معدل ضربات القلب، مقارنة بأولئك الذين اعترفوا بأنهم يشعرون بضغوط غير مريحة.
قال الكردي “كان الطلاب حقًا غير جيدين في معرفة ما إذا كانوا قد تعرضوا للتوتر أو لا. يبرز هذا الحاجة إلى أن يكون الناس أكثر وعيًا بأنفسهم عند خوض تجارب مرهقة وألا يفترضوا أنهم على ما يرام – يجب ألا يتجاهلوا احتمال الإجهاد. الأمر يوضح أنهم جميعا بحاجة إلى التفكير بعناية حول كيفية مساعدة أنفسهم.”