لا يمانع غالبية العرب في أن تترأس بلادهم امرأة، لكن ثلثهم فقط يعتقدون أنه يجوز للمرأة السفر بمفردها. في الوقت نفسه، يشعر الشباب العربي بخيبة أمل كبيرة بشأن مستقبلهم في بلدانهم حيث يرغب عدد كبير منهم بالهجرة.
هذه بعض النتائج من أحدث التقارير الصادرة عن شبكة الباروميتر العربي، وهي مؤسسة بحثية مستقلة وغير ربحية تجري مسوحات للرأي العام في المنطقة العربية منذ عام 2006، والتي شملت 12 دولة عربية في الفترة مابين أيلول/سبتمبر 2018 وحزيران/يونيو 2019.
تتناول أسئلة الاستطلاع، من بين أمور أخرى، الحكم والشؤون السياسية، والظروف الاقتصادية الشخصية والوطنية، والدين، والعلاقات الدولية. تنشر الشبكة نتائج الاستطلاع على مراحل خلال العام، إذ أصدرت مؤخرا نتائج بشأن وضع المرأة واتجاهات الشباب.
تستند التقارير إلى الردود التي جمعها شركاء محليون أجروا مقابلات مدتها 45 دقيقة وجهاً لوجه مع أكثر من 25000 مواطن في منازلهم. كان هناك حوالي 2400 شخص شملهم الاستطلاع في كل من الدول الـ 12 التي شملها الاستطلاع وهي: الجزائر، ومصر، والعراق، والأردن، ولبنان، وليبيا، والكويت، والمغرب، وفلسطين، والسودان، وتونس، واليمن. تحاول الشبكة التوسع إلى دول عربية أخرى، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، لكن منظمي المبادرة يقولون إنهم لم يتمكنوا من الحصول على ضمانات “الوصول الحر والعادل” إلى المواطنين والتي لا يمكنهم العمل في أي بلد من دونها.
في التقرير الخاص بالمواقف تجاه المرأة، حقوق المرأة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وجد الاستطلاع دعمًا متواضعًا ولكنه مختلط لحقوق أكبر، مع عدم تغيير المناصب إلى حد كبير منذ بدء الاقتراع قبل أكثر من عشر سنوات. في العديد من الأسئلة ، جاء أكبر دعم لحقوق المرأة من أشخاص في لبنان والمغرب وتونس.
قالت مارينا أوتاواي، زميلة مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين، “أصبحنا أقٌل صبراً مع الدول العربية لأنها لا تتغير بشكل أسرع، لكننا ننسى مدى تباطؤ التغيير في الولايات المتحدة وأوروبا. لقد مر قرن منذ أن حصلت النساء على حق التصويت في الولايات المتحدة، لكن لم يتم انتخاب رئيسة بعد.”
تباين في الأراء حول دور المرأة في السياسة
بشكل عام، يعتقد 60 في المئة من المشاركين في الإستطلاع أنه بإمكان المرأة رئاسة دولة مسلمة (تتراوح النسبة بين77 في المئة في لبنان إلى 37 في المئة في الجزائر)، لكن 66 في المئة يشعرون بأن الرجال، عموماً،هم الأفضل للقيادة السياسية.
في الوقت نفسه، هناك دعم لمزيد من المشاركة السياسية للمرأة. إذ يدعم أكثر من ثلثي الأشخاص فكرة الكوتا للنساء في البرلمانات خاصة وأن العديد من الدول العربية تتبنى هذه الفكرة.