أخبار وتقارير

باحثة إماراتية تطور طريقة جديدة لقياس أضرار السكتة الدماغية

أبوظبي – تستخدم مهندسة طب حيوي في الإمارات العربية المتحدة التكنولوجيا لمساعدة الأطباء على فهم شدة السكتات الدماغية بشكل أفضل، وتقول إن طريقتها قد تؤدي إلى تحسين إعادة التأهيل.

تأمل الباحثة في أن تتمكن من خلال مراقبة الطريقة التي يسير بها ضحايا السكتة الدماغية من قياس شدة أي هجوم.

تشغل كندة خلف منصب الرئيس المشارك لقسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة خليفة، وقد سبق لها أن قامت بقياس كيفية توزيع ضغط وزن الجسم من خلال آثار الأقدام للتنبؤ إذا ما كانت أعراض مرض السكري في طريقها للتحسن أو التفاقم. (اقرأ التقرير ذو الصلة: باحثون إماراتيون: القدمان مفتاح لعلاج مرض السكري).

تعمل خلف الآن ضمن فريق بحثي لمعرفة ما إذا كان في الإمكان اتباع نهج مماثل مع السكتات الدماغية.

قالت “أصبحت السكتات الدماغية مشكلة كبيرة هنا في الخليج. يصاب الناس في العشرينات من أعمارهم بالسكتات الدماغية. يبدو أن حدوثها في وقت مبكر يتزايد على نحوٍ كبير.”

تزايد الوفيات

تحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع وصول الدم إلى احدى مناطق الدماغ، مما يتسبب في موت خلايا الدماغ بسبب فقدان الأكسجين. إذا لم يتم اكتشاف السكتات الدماغية بسرعة، يمكن أن يتسبب ذلك في حصول تلف دائم للمخ أو موته.

هناك نوعان من السكتة الدماغية. تحدث السكتة الدماغية الإفقارية عندما تتشكل جلطة في الأوعية الدموية للمخ فيما تحدث السكتة الدماغية النزفية عندما تنفجر الأوعية الدموية ويتسرب الدم إلى أنسجة المخ مسببًا أضرار.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

يشهد كلا النوعين من السكتة الدماغية ارتفاعًا في العالم العربي. تقدر منظمة الصحة العالمية وفاة أكثر من 326,000 شخص عام 2016 بسبب السكتات الدماغية في منطقة شرق البحر المتوسط، والتي تشمل منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وقبرص وأفغانستان وباكستان. إذ ارتفع عدد الأشخاص الذين يموتون جراء السكتات الدماغية في المنطقة بمقدار يتجاوز الـ 30 في المائة بين عامي 2000 و2016 (اقرأ التقرير ذو الصلة: اختلاف الأمراض المسببة للوفاة في المنطقة العربية).

يعود الارتفاع في هذه النسبة جزئيًا إلى أن عددًا أقل من الناس يموتون جراء الأمراض المعدية مثل الكوليرا، مما يعني أنهم يعيشون لفترة كافية ليموتوا بسبب مرض غير معدي مثل السكتة الدماغية. ولكن من الصحيح أيضًا أن عوامل الخطر المرتبطة بالسكتات الدماغية سائدة في العالم العربي.

” نحن نحاول إنشاء طريقة متكاملة للمساعدة في تحديد مدى سوء السكتة الدماغية. هناك نافذة صغيرة بعد السكتة الدماغية لإعادة بناء الطرق العصبية التالفة ومعرفة شدة الضرر هي مفتاح ذلك.”

كندة خلف، الرئيس المشارك لقسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة خليفة

التلوث من بين الأمثلة على عوامل الخطر تلك. قامت نجاة صليبا، أستاذة الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت، بقياس تلوث الهواء في مدينتها وطلبت من زميل لها في لوس أنجلوس القيام بذات الشيء. (اقرأ التقرير ذو الصلة: باحثون يحاولون معالجة تلوث الهواء في المنطقة العربية).

توضح النتائج أن بيروت تعاني من مشكلة كبيرة في التلوث ولكنها ليست الأسوأ في المنطقة العربية. قالت صليبا “يصاحب ذلك ارتفاع في مخاوف صحية كبيرة ذات صلة مثل مشاكل القلب والأوعية الدموية ومنها السكتات الدماغية.”

بالإضافة إلى ذلك، تزيد معدلات التدخين والسمنة المرتفعة من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

تشخيص شدة السكتة الدماغية

تقوم خلف بتحليل طريقة سير ضحايا السكتة الدماغية، وتبحث عن مؤشرات لما تسميه “عجز المشية”، ويشمل ذلك أشياء مثل الخطوات القصيرة، أو إلتواء أصابع القدمين أو جر القدمين. ثم يتم دمج هذا المقياس مع نتائج رسم القلب، الذي يقيس النشاط الكهربائي للقلب، وتخطيط كهربية العضلات، التي تقيس النشاط الكهربائي لعضلات الجسم.

قالت “نحن نحاول إنشاء طريقة متكاملة للمساعدة في تحديد مدى سوء السكتة الدماغية. هناك نافذة صغيرة بعد السكتة الدماغية لإعادة بناء الطرق العصبية التالفة ومعرفة شدة الضرر هي مفتاح ذلك.”

بالإضافة إلى المساعدة في تشخيص شدة السكتة الدماغية، ستقوم خلف أيضًا بمتابعة المرضى خلال فترة شفائهم وإعادة تأهيلهم لمعرفة مدى تقدمهم، مع أخذ القياسات طوال عملية الشفاء. وهي تأمل في أن يسلط هذا الأمر الضوء على رؤى جديدة محتملة بخصوص ما يعجّل عملية التعافي، وقد يبرر ذلك إجراء المزيد من البحوث في المستقبل.

يقول خبراء آخرون إن اتباع نهج جديد مثل هذا يعد جزءًا ضروريًا لمعالجة ارتفاع معدلات الأمراض غير المعدية في العالم العربي.

يتمثل الجزء الآخر في الوقاية، ولاسيما في إقناع الناس بتغيير العادات غير الصحية – ولكن قول ذلك أسهل من تنفيذه، بحسب حنان عبد الرحيم، الأستاذة المشاركة في الصحة العامة بجامعة قطر.

قالت “لا يمكنك أن تطلب من الناس تغيير سلوكياتهم وتبني عادات صحية والاستمرار في العيش في ذات البيئات التي تقودهم إلى التدخين أو الإفراط في تناول الطعام أو الخمول.” ويعني هذا تقديم تشريع جديد لتنظيم صناعة التبغ وتسويق الأغذية غير الصحية – ولا يمكن تحقيق أي من ذلك بسهولة، بحسب عبد الرحيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى