لندن ـ يُنظر إلى “قاهرة”، البطلة المسلمة التي ابتكرتها دينا محمد،على أنها تحدٍ للمبادئ، ليس بسبب امتلاكها قوة عظمى أو قدرتها على الطيران، ولكن لأنها تقوم بفعل تلك الأشياء وهي ترتدي الحجاب. أضحت “قاهرة” الآن أيقونة نسوية للنساء في مصر، لكن ذلك لم يكن القصد منها عندما رسمت محمد، وهي رسّامة غرافيك تبلغ من العمر 24 عامًا، مغامراتها الأولى.
قالت محمد خلال الجلسة الافتتاحية لبيينالي شبّاك في المكتبة البريطانية “يميل الناس إلى افتراض أن عملي يمثل جميع النساء المصريات أو أنه يمثل الحركة النسوية اليوم. في الواقع، إنه يعكس حقًا وجهة نظر مختلفة خاصة بي.”
بعد مرور ست سنوات على إنشاء موقع القاهرة الهزلي على شبكة الإنترنت، والذي حصد أكثر من 750,000 مشاهدة، تشعر محمد بالإحباط الشديد لأن وجود امرأة قوية ترتدي الحجاب لا يزال يشكل مفاجأة. قالت في مقابلة أجريت معها، “الأمر يعزز الصورة النمطية عن المرأة المحجبة.”
كانت مسألة التمثيل موضوعًا تكرر طرحه أثناء الحدث، الذي انعقد يوم الأحد الماضي، عندما اجتمع روائيون وشعراء وصحافيون ومترجمون ورسامو غرافيك من جميع أنحاء العالم العربي في نقاش استمر ليوم واحد حول أعمال جديدة في مجالات النسوية والكتابة عن المثلية والأدب الكردي، وغيرها من أشكال الكتابة. وشكل الحدث الفصل الأدبي لمهرجان شباك الذي يعقد مرة كل عامين، والذي يعمل على عرض الثقافة العربية المعاصرة في المسارح وقاعات الحفلات الموسيقية ودور السينما والمعارض الفنية والمتاحف والأماكن المفتوحة في جميع أنحاء لندن.
يناصر موضوع الدورة الخامسة، الذي يبحث في مسألة العادات، الفنانين العرب الذين يبحثون في الروايات الراسخة ويعيدون تخيل التعاريف التقليدية.
قال إيكهارد ثيمان، المدير الفني للمهرجان، “نحن نسعى إلى تغيير الخطاب حول علاقتنا المعقدة مع العالم العربي. إن امتياز هذا المهرجان هو أنه يمكننا من تقديم عدد كبير من الأصوات، وجماليات مختلفة، وآراء مختلفة في وقت قصير. من شأن هذا أن يكافح القراءة الأحادية والبسيطة للعديد من تعبيرات الفنانين العرب.”