بعد أربع سنوات من الدراسة في كلية طب الأسنان في جامعة اليرموك الخاصة في الخرطوم، وقبل موعد تخرجها بعام واحد فقط، اضطرت دعاء محمود إلى ترك جامعتها والعودة لبلدها الأم مصر منذ نحو خمسة أشهر نتيجة استمرار الاضطرابات في السودان وتوقف الدراسة بالجامعات منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
قالت “مستقبلي يضيع أمام عيني ولا أحد يهتم بمساعدتي.”
تبدي محمود خوفاً شديداً حيال مستقبلها، إذ لا يبدو أن عودتها للسودان قريبة كما أن محاولاتها لاستئناف دراستها في كلية مماثلة في بلادها تبدو غير ممكنة خاصة وأن مجموع درجاتها في الثانوية العامة لا يؤهلها لدراسة طب الأسنان في مصر، وهو السبب الذي دفعها بالأساس للتوجه للسودان والدراسة فيها.
قالت “خسرت عاماً دراسياً كاملا في السودان وأنا شديدة الخوف من خسارة سنوات دراستي السابقة ومستقبلي الأكاديمي والمهني في حال لم أتمكن من استئناف دراستي في التخصص الذي أحب والذي أمضيت فيه 4 سنوات كاملة.”
لا يقل عدد الطلاب العرب في الجامعات السودانية عن 15000 الف طالب وطالبة، بحسب منظمة رعاية الطلاب الوافدين، وهي منظمة رسمية غير حكومية، موزعين على 38 جامعة حكومية وأكثر من 100 مؤسسة تعليمية خاصة موزعة في مختلف أنحاء السودان.
تحتل الصومال المرتبة الأولى من حيث عدد الطلاب الدارسين في جامعات السودان بـ7000 طالب وطالبة، تليها اليمن بـ 2000 طالب وطالبة ثم مصر بـ1200 طالب وطالبة. لكن جميع هؤلاء الطلاب متوقفين اليوم عن الدراسة بعد قرار حكومي بإغلاق الجامعات نتيجة لتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد سوء الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة والتي أدت في نهاية الأمر إلى الإطاحة بنظام الرئيس السوداني عمر البشير في 11 نيسان/ أبريل الماضي وتولي مجلس عسكري انتقالي للسلطة حالياً. (اقرأ التقرير ذو الصلة: الجامعات السودانية مغلقة حتى إشعار آخر).
فصول جامعية مغلقة
على الرغم من قرار المجلس إعادة فتح الجامعات لكن الدراسة لم تُستأنف حتى اليوم واستمرت الاحتجاجات للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة إلى المدنيين وهو الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل المجلس ونتج عنه الكثير من حوادث العنف.
قال محمد يوسف أحمد، الأستاذ في كلية الإقتصاد بجامعة الخرطوم وممثل تجمع أساتذة الجامعات “فتح الجامعات في هذا التوقيت تصرف غير مسؤول،” فالطلاب الجامعيين جزء من القوة الثورية – بحسب أحمد -مما “يضاعف احتمالية تعرضهم للاشتباك مع قوى الأمن في حال تم استئناف الدراسة.
لا يبدو أن الأوضاع السياسية ستستقر قريبا في البلاد مما يعني استمرار تعطيل الدراسة في الجامعات. في ذات الوقت، يواجه الطلاب العرب العائدون لبلادهم لاستئناف الدراسة في ذات تخصصاتهم الأكاديمية عقبات كثيرة.
ففي مصر، ترفض وزارة التعليم العالي قبول الطلاب الوافدين للدراسة في السودان بكليات مماثلة نظرا لاختلاف شروط القبول ونظم الدراسة وتقديراتهم فى الثانوية العامة وقت التحاقهم بتلك الجامعات، وعدم تحقيقهم شرط الحد الأدنى للقبول والالتحاق بالجامعات الخاصة.
قالت محمود “التقينا وزير التعليم العالي الذي أكد لنا أن استقبالنا في الجامعات المصرية قد يتم في حال حصولنا على درجات في الثانوية العامة تعادل درجات القبول المعتمدة لهذه الكليات اليوم شريطة إعادتنا للدراسة منذ السنة الأولى. أي أنه لن يتم احتساب سنوات دراستنا السابقة. هذا محبط جدا.”
بدوره، يؤكد عادل عبدالغفار، المتحدث الإعلامي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر على حرص الوزارة على متابعة أوضاع الطلاب المصريين بالجامعات السودانية بالتنسيق مع وزارة الخارجية والجهات المعنية لمتابعة سير العملية الدراسية وانتظامها بصورة يومية موضحاً أن حوالي 80 في المئة من الطلاب المصريين في السودان يدرسون في جامعات خاصة حريصة على استمرار الدراسة بصورة طبيعية.
قال “ندعم الطلاب وأولياء أمورهم في أي إجراء يضمن لهم استمرار دراستهم حفاظا على مستقبل أبنائهم.”
يبدو ان استقبال الجامعات السودانية باانسبة للطلاب الوافدين امر ا محمودا نششكر الشعي السودان الكريم وحكومة ثوؤة الإنقاذ ونرجوا من اللذين يأتون من بعدهم لمواصلة تلك الجهود وعدم تقهقر للوراء.