أخبار وتقارير

لأول مرة: شهادة دولية في إتقان اللغة العربية

في الوقت الذي يمكن فيه لدارسي اللغة الإنجليزية الخضوع لاختبار موحد ومعترف به عالمياً لقياس مهارتهم اللغوية، لا يتوفر لدارسي اللغة العربية اختبار مماثل. لكن ذلك تغير الآن مع إطلاق  معهد العالم العربي في باريس شهادة لإتقان اللغة العربية، مشابهة لـ “التوفل” باللغة الإنكليزية. إذ بات بمقدور متعملي اللغة العربية إجراء امتحان لقياس مستوى مهارتهم اللغوية بدءً من الشهر الحالي في عدة مؤسسات تعليمية خاصة في عدد من المدن العربية كالرباط وتونس والقاهرة والإسكندرية والدوحة وجدة والمنامة وعمان بالإضافة لبعض الدول الأوروبية كفرنسا وسويسرا.

لاقى الإعلان عن إطلاق الشهادة ترحيب العديد من مدرسي اللغة العربية.

قالت إلهام سليمان، والتي ترأس دبلومة برنامج التواصل باللغة العربية في مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية كلية التابعة لجامعة لندن SOAS، “هناك بالتأكيد حاجة إلى شهادة من هذا النوع. هناك الكثير من فرص العمل للأشخاص الذين درسوا اللغة العربية ووصلوا إلى مستوى معين، لكن لم يكن هناك حتى الآن شهادة مقبولة دولياً لإثبات كفاءتهم.”

تتبنى الشهادة الجديدة معايير الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات، وهي وثيقة صادرة عن مجلس أوروبا  أياً كانت اللغة التي يدرسها المرء، حيث يمكن إعطاء رمز مفهوم ومقبول على نطاق واسع لمستوى الكفاءة في تلك اللغة. على سبيل المثال  يصف المستوى A1 بدقة القدرة المطلوبة للمبتدئين في دراسة اللغة ، بينما يصف المستوى C2 بإتقان اللغة. تشمل الاختبارات مستوى الفهم والتعبير الشفوي والكتابي في اللغة العربية.

تعرف الشهادة باختصار اسمها الفرنسي CIMA أو “سيما” باللغة العربية، وهي متاحة إلى أي شخص يزيد عمره عن 15 عاما ويرغب في الحصول على شهادة تثبت مستواه في اللغة العربية سواء لأسباب أكاديمية أو احترافية أو شخصية.

يختبر امتحان سيما اللغة العربية الفصحى المعاصرة فقط، وهي الشكل الأدبي العالمي للغة العربية. تستخدم اللغة العربية الفصحى الحديثة بالتوازي مع العديد من اللهجات المحلية العامية، والتي يتم التحدث بها في بلدان ومناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لكن الشهادة لا تقيس إجادة اي من هذه اللهجات.

[هل أعجبك المقال؟ اشترك\ي الآن في نشرتنا الالكترونية عن التعليم والبحوث والثقافة في العالم العربي]

قال باتريك بيرجوت، مدير المشروع “يرجع ذلك إلى مجموعة واسعة من اللكنات العربية العامية، حتى داخل البلد الواحد.”

لايعرف بيرجوت سبب عدم وجود امتحان موحد للغة العربية سابقاً.

قال في رسالة الكترونية”هذا سؤال صعب. لا توجد قيادة طبيعية [باللغة العربية] كما هو الحال مع اللغات الأخرى.”

تعتبر خطوة معهد العالم العربي خطوة جيدة لسد هذا النقص، حيث تمت الاتفاق على إطلاق الشهادة بالتعاون بين حكومة فرنسا وجامعة الدول العربية.

 قال “يهدف معهد العالم العربي إلى أن يكون منظمة عربية من دون أن تواجه مشكلة شرعية ذلك.”

يقدم المعهد فصولاً باللغة العربية لحوالي 1500 طالب سنويًا ، وقام بتطوير مشروع الشهادة بالتعاون مع متخصصين في اللغة في وزارة التعليم الفرنسية. تسارعت وتيرة العمل في المشروع في عام 2016 عندما قدمت شركة نوكيا فرنسا الدعم وإدارة المشروع.

وبحسب بيرجوت فإن اختبار سيما سيتوفر مستقبلاً عبر مؤسسات تجارية يمكنها الالتزام بإجراءات الاعتماد والترخيص. قال “لابد من الحصول على موافقتنا لكن “سعر الحصول على ذلك [الترخيص] اليوم مجاني.”

بدوره، يرحب مارك كريتشلي، مدير مركز دراسات اللغات الأجنبية بجامعة دورهام في بريطانيا والذي يعمل على تطوير معايير مشتركة لتعلم اللغات للجامعات، بإطلاق الشهادة؟

قال “نحن نؤيد ذلك بشدة، من الضروري جدًا أن يكون لدينا معيار معترف به دوليًا للغة العربية.” موضحاً أن الوقت سيكون كفيلاً بتحديد مدى نجاح ذلك.

يمكن الإطلاع على نموذج للامتحان الخاص بالمبتدئين، والذي يتضمن اختبارات في القراءة والكتابة والاستماع والتحدث هنا.

Countries

‫3 تعليقات

  1. شكرا لكم
    هل هذه المسابقة لغير الناطقين باللغة العربية فقط ؟
    هل من الممكن مشاركة الأردن بها اذا كانت للناطقين بالعربية
    أرجو الرد

  2. هل هذه المسابقة لغير الناطقين بالعربية فقط ؟
    إذا كانت للناطقين هل يجوز مشاركة الأردن بها ؟ لأن اسم الأردن لم يرد ضمن الدول العربية المشاركة
    أرجو الرد مع الشكر الجزيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى