أخبار وتقارير

طلاب جامعيون يتطوعون لحماية نهر النيل

في الوقت الذي تواجه فيه مصر أزمة مياه محتملة، تعمل مبادرة مستقلة على نشر ثقافة بيئية بين طلاب الجامعات لحثهم على الحفاظ على مياه نهر النيل.

يتضمن برنامج مشروع النيل، والذي تموله مؤسسة دروسوس وتنفذه جمعية نهضة المحروسة الأهلية غير الحكومية، أنشطة متنوعة لتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لإدارة وتنفيذ مشاريع تهتم بالحفاظ على الموارد الطبيعية ضمن ثلاثة محاور هي: المياه، والطاقة والغذاء وذلك في ست جامعات بخمس دول من أعضاء حوض النيل هي: مصر وأثيوبيا وأوغندا وكينيا وتنزانيا.

قالت أريج هشام، مدير مشروع النيل للجامعات بمؤسسة نهضة المحروسة “يقوم المشروع على مبدأ التطوع والعمل ضمن فريق لإكساب المتطوعين مهارات تسهم في بناء شخصيتهم وتوسيع وعيهم تجاه فكر التطوع وخدمة المجتمع والحفاظ على مياه نهر النيل.”

“يقوم المشروع على مبدأ التطوع والعمل ضمن فريق لإكساب المتطوعين مهارات تسهم في بناء شخصيتهم وتوسيع وعيهم تجاه فكر التطوع وخدمة المجتمع والحفاظ على مياه نهر النيل.”

أريج هشام
 مدير مشروع النيل للجامعات بمؤسسة نهضة المحروسة

تعتمد مصر على نهر النيل بنحو 90 في المئة من احتياجاتها من المياه العذبة، بحسب مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية، وهو مركز غير الحكومي ومقره بروكسل. لكن مع اقتراب إثيوبيا من تشييد سد النهضة الذي يتوقع أن يولد نحو 6000 ميغاوات، تلوح في الأفق أزمة في الموارد الطبيعية في حوض النيل. إذ تعتقد الحكومة المصرية أن السد يعطل تدفق النهر بما يهدد ملايين المزارعين المصريين وكذلك إمدادات الغذاء في البلاد. حاولت مصر وإثيوبيا على مدى سنوات التوصل إلى اتفاق يتعلق بملء خزان السد، حيث تقترح أديس ابابا أن تتم عملية الملء على مدار ثلاث سنوات، بينما تقترح مصر أن يتم ذلك على مدى خمسة عشر عاما بسبب قلقها إزاء تأثير هذا الأمر على احتياجاتها من المياه.

تصنف مصر فعلياً تحت خط “فقر المياه” العالمي وتقترب من العتبة التي تعرفها الأمم المتحدة بأنها “الندرة المطلقة”. (اقرأ التقرير ذو الصلة: بحوث حثيثة لحماية موارد مصر المائية).

قال نادر نور الدين، أستاذ التربة والموارد المائية في جامعة القاهرة، “تعيش مصر مرحلة الشح المائي، حيث نعاني حالياً من عجز مائي بمقدار 42 مليار متر مكعب سنوياً،”موضحاً أنه من المفترض أن يكون لدى مصر 104 مليارات متر مكعب لتصنف فوق حد الفقر المائي، لكن الموجود هو 62 مليار فقط، منها 55 مليارا ونصف المليار متر مكعب من مياه النيل.

يستهدف المشروع طلاب الجامعات لكن بصورة غير رسمية، إذ أن جميع الأنشطة تتم خارج الجامعات ويتم الإعلان عنها على وسائل التواصل الاجتماعي. مع ذلك، وعلى مدى عامين، بلغ عدد المشاركين 183 طالبا وطالبة جامعيين، موزعين بين محافظتي القاهرة وأسوان اللتين يمر من خلالهما نهر النيل وقاموا تنفيذ أكثر من 20 مبادرة أهلية لتعزيز المسئولية الإجتماعية تجاه نهر النيل، بعدما تلقوا مجموعة تدريبات متنوعة.

كان من من ضمن هذه المبادرات: تنظيف مياه النيل، حيث تم اختيار منطقة العجوزة وسط القاهرة لرفع ما يقارب 10 طن قمامة من مياه النيل قام بها الطلاب، مع حملات توعية للمواطنين بالمناطق المحيطة للتعريف بخطورة إلقاء المهملات في مياه النيل. كما قام البرنامج بمبادرة لتوصيل مياه شرب آمنة لمناطق لا يوجد بها مياه صالحة للشرب، عن طريق إنشاء مصدر مياه عام نظيف يغذي قريتين في مركز أوسيم شمال محافظة الجيزة، وتركيب فلاتر مياه بالإضافة إلى مبادرة التشجير في شوارع عشوائية مهملة وزراعة حدائق مدارس وتوزيع كتب توعوية لطلابها.

من تدريبات التوعية البيئية الموجهة للطلاب في القاهرة. (الصورة: نهضة المحروسة)

أيضاً شارك مشروع النيل للجامعات في إطلاق مبادرة Very Nile ، بالتعاون مع شركة بسيطة و  Greenish المهتمتان بالحفاظ على البيئة، بهدف التوعية بخطورة الإسراف فى استخدام المنتجات المصنوعة من البلاستيك وأهمية عدم إلقائها فى نهر النيل. إذ تمكنوا من جمع 11.5 طن من القمامة في ساعتين.

قال سالم مصالحة، مؤسس شركة بسيطة، شركة ناشئة مهتمة بالحفاظ على البيئة، “تتمثل مهمة very Nile في إنشاء أدوات إزالة عالية الكفاءة مثل السدود العائمة أو تنظيف من  خلال استخدام الروبوتات. لكن كل ذلك سيكون عديم الفائدة، إذا لم نتوقف عن إلقاء البلاستيك في النهر.”

يأتي معظم البلاستيك الموجود في المحيطات من الأنهار، بحسب  دراسة حديثة للمنتدى الاقتصادي العالمي. ويأتي 90 في المئة من البلاستيك من 10 أنهار فقط، ثمانية منهم في آسيا، والنهرين الأخرين في أفريقيا: نهر النيل والنيجر.

[هل أعجبك هذا المقال؟ إشترك الآن مجانا في نشرتنا الإخبارية ولا تدع أي قصة تفوتك]

من جهة أخرى، يتضمن المشروع برنامج زمالة لدعم الطلاب الجامعيين الشباب المهتمين بالمياه وقضايا الغذاء وتحول الصراع في مجال المياه لتمكينهم لتطوير شبكة إقليمية من نوادي مشروع النيل في حرمهم الجامعي لنقل المعرفة، وتقاسم الخبرات وإيجاد حلول بيئية وثقافية مبتكرة لتحديات استدامة النيل.

تعرفت أمنية أبازيد، طالبة بالسنة الأولى بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية في جامعة أسوان على المشروع عن طريق أحد صديقاتها. قالت “أنا أحب العمل التطوعي والمشاركة في المبادرات الجديدة.”

ساهمت أبازيد في تنفيذ مبادرة لبناء بيوت بلاستيكية موفرة لمياه الري في قريتي النجاجرة بمركز كوم امبو التابع لمحافظة أسوان.

قالت أبازيد “كنت أرغب في تحسين مهاراتي ومعارفي، وأصبح لدي اهتمام قوي تجاه المحافظة على البيئة.”

“كنت أرغب في تحسين مهاراتي ومعارفي، وأصبح لدي اهتمام قوي تجاه المحافظة على البيئة.”

أمنية أبازيد
 طالبة بالسنة الأولى بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية في جامعة أسوان

بدوره، يعتقد عبد الرحمن حسن حمدي، الطالب في السنة الرابعة في كلية الزراعة في جامعة بنها شمال القاهرة، أن المشروع ساهم في تغيير شخصيته وليس فقط في زيادة وعيه البيئي.

قال “تعلمت الكثير من الأنشطة التي شاركت بها وكذلك من العقبات التي واجهتنا، أصبحت أكثر قدرة على العمل ضمن فريق وأيضاً في إدارة المشاريع.”

أما عبد الرحمن فيأمل أن يتم يتوسع المشروع بحيث تتبناه الجامعات المصرية. قال “أتمنى أن تتم الإستفادة  من المشروع لتنمية الوعي بالحفاظ على مياه النيل داخل الجامعات المصرية بما يضمن تأثير أوسع ومشاركات أكبر.”

بدوره، يعتقد نور الدين بأهمية مشاريع التوعية كمشروع النيل، لكنه لا يعتقد أن ذلك كاف لوحده. قال “نحتاج لجهد  وخطط وتنسيق بين الحكومة وكافة الهيئات التي تعمل على ذلك لتحقيق فائدة فعلية.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى