أخبار وتقارير

الإضراب يشل الجامعات الجزائرية

الجزائر- يستمرالأساتذة والطلاب الجزائريون في مقاطعة الدروس في عدة جامعات بحجة التضامن مع الحراك الشعبي، الذي تشهد البلاد منذ 22 شباط/ فبرايرالماضي، مما يثير مخاوف البعض من خسارة الطلاب لعام دراسي كامل.

إذ أعلن الطلاب، مطلع الأسبوع الحالي، إضراباً وطنياً وأغلقوا جامعات كل من البليدة، وباب الزوار والجامعة المركزية بالعاصمة، وجامعة وادي سوف، تعبيراً عن رفضهم لاستمرار النظام في الحكم.فعلى الرغم من إعلان الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة تراجعه عن الترشح للرئاسة لولاية خامسة وتقديمه لاستقالته التي وافق عليها المجلس الدستوري والبرلمان الجزائري، إلا أن الحراك الشعبي مازال مستمراً لحين رحيل رموز النظام السابق، واستقالة الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالحوحل الحكومة.

يلعب الطلاب دوراً محورياً في الحراك الشعبي، (اقرأ القصة ذات الصلة: طلاب الجزائر يقوضون أحلام بوتفليقة بولاية خامسة) إلا أن استمرار انخراطهم بالاحتجاجات وتوقف الجامعات عن تقديم الدروس يثير مخاوف الكثيرين من خسارة الطلاب لعام دراسي كامل.

قال هشام بوعروري، طالب بقسم الاتصال والعلاقات العامة بجامعة محمد الامين دباغين بسطيف، والتي أعلنت الدخول في إضراب مفتوح يوم 14 نيسان/ ابريل، “الخاسر الوحيد من الإضراب هو الطلاب. أنا مع الحراك ومطالبه لكنني لا أجد سبباً لتعطيل الدراسة.”

مخاوف من سنة “بيضاء”

تبدي تسنيم مباركي، طالبة في السنة الثالثة بكلية الهندسة المعمارية بجامعة الاخوة منتوري بقسنطينة، خوفها أيضاً من استمرار تعطيل الجامعات وانعكاس ذلك على مستقبلها الدراسي.

قالت “استمرار الإضراب يعني إقرار سنة بيضاء في الجامعات وضياع سنة دراسية كاملة علينا، هذا أمر مكلف جدا، نحن بحاجة لإنهاء دراستنا والانخراط بالعمل.”

يتم عادة استخدام تعبير السنة البيضاء للإشارة إلى عام دراسي لا يتضمن اي امتحانات وبالتالي لايتم تقييم الطلاب ويطلب منهم إعادة الدراسة لجميع مقررات العام.

حكومياً، انتقد علي غماز، المفتش في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إقحام الطلاب في الحراك السياسي واعتبره تشويشاً على مسارهم الجامعي

قال “نعرف جيداً موقف الأساتذة والطلاب ورسالتهم المطالبة بالتغيير وتحسين وضع التعليم العالي وصلت،” مضيفاً بأهمية الفصل بين ما يحدث في الشارع وما يحدث في الجامعة.

لعب الطلاب دوراً محورياً في الحراك الشعبي ودفع الرئيس السابق بوتفليقة للتراجع عن الترشح لفترة رئاسية خامسة. (الصورة: سيف بوعنداسي)

لايخفي الأساتذة قلقهم أيضاً من تأثير استمرار الاحتجاجات على العملية التعليمية في الجامعات.

قالت سكينة بن ثامر، أستاذة الكومبيوتر من كلية الاقتصاد بجامعة عنابة شرق الجزائر، “أنا مع الحراك ومطالب الشعب، لكن بالمقابل يجب أن ينعكس ذلك بحبنا للعمل وطلب العلم، فالسنة البيضاء إن حدثت ستبقى وصمة على جبين الجامعة الجزائرية وستؤثر كثيرا على الطلاب في سنوات التخرج.”

مع ذلك، يعتقد آخرون أن تعطيل الدراسة واستمرار الإضراب أمر إيجابي.

قال سيف الدين أوشان، طالب ماجستير في تخصص الاتصال الجماهيري والوسائط الجديدة بجامعة سطيف2 الواقعة على بعد 300كلم من العاصمة، “الإضرابات التي يشارك بها الأساتذة والطلاب لمساندة مطالب الشعب الشرعية شيء إيجابي وستنعكس نتائجه إيجاباً على مستقبل التعليم في كل البلاد في حال نجح الحراك في تحقيق مطالبه.”

رسالة الجامعات

يتفق يامين بودهان، أستاذ الإعلام والعلاقات العامة من جامعة سطيف 2، مع الطالب أوشان حول أهمية مشاركة الأساتذة والطلاب في الحراك. إذ تعكس إيمان الطرفين بأهمية التغيير والتطوير الذي سينعكس على التعليم قبل كل شئ.

قال “منذ اللحظة الأولى فتحت الجامعات الجزائرية أبوابها ليس للاعتصامات فقط وإنما للنقاشات والحوار للوصول إلى يمكنها من اخراج البلد من الازمة التي تعيشها. وهذا جزء أساسي من مهمة الجامعات.”

حتى الآن، استجابت 98 في المئة من جامعات الجزائر والبالغ عددها 105 جامعة، لدعوة الإضراب بحسب عبد المالك عزي، المنسق الوطني لنقابة أساتذة التعليم العالي. قال “كانت الجامعات الضحية الكبرى لسياسات النظام السابق، الذي لم يكن ليهتم إلا بزيادة عدد الجامعات دون مراعاة شروط الجودة في المناهج والامتحانات،” مشيراً إلى ارتفاع نسبة البطالة بين خريجي الجامعات الجزائرية والتي بلغت 26.4 في المئة بين الشباب دون ثلاثين عاما، والذين يشكلون ما يزيد عن ثلثي سكان البلاد البالغ عددهم 41 مليون شخص.

وعلى الرغم من تصاعد وتيرة الاحتجاجات، فإن استئناف الدراسة قريبا يبدو ممكناً. إذ يتوقع بودهان توقف الاضراب العام خلال أيام واستبداله بأيام احتجاجية واعتصامات بالتزامن مع استئناف الدراسة، باعتبارهمطلب غالبية الأساتذة والطلاب خاصة مع اقتراب موعد نهاية السنة الدراسية الحالية.

قال “لا أعتقد أنه سيكون هناك عام أبيض، لدى الأساتذة حماس كبير لتدارك ما فات قبل موعد العطلة الصيفية.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى