أخبار وتقارير

مشروع لتشارك المعدات العلمية يخلق أفاقاً جديدة للتعاون

لطالما اشتكى العديد من الباحثين العرب من نقص التواصل والتعاون فيما بينهم، لكن يبدو أن الباحثين في دولة الإمارات العربية المتحدة في طريقهم لتجاوز ذلك من خلال إنشاء منصة لتشارك المختبرات العلمية ومعداتها بين الجامعات والمؤسسات البحثية في البلاد.

تسمح منصة الإمارات للمختبرات العلمية، التي تم إطلاقها في أيار/مايو الماضي وتعد الأولى من نوعها في الإمارات، للباحثين والعلماء بالوصول إلى معدات المختبرات المتطورة دون الحاجة إلى شرائها وخلق بيئة للعلماء لتبادل المعرفة والخبرات والنتائج العلمية.

قالت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة في بيان مكتوب، “ستحول المنصة البلاد إلى مختبر علمي يستخدم البنية التحتية المتطورة المتاحة في الجامعات، حيث سيصبح بإمكان العلماء والباحثين إجراء بحوث تقدم حلولاً مبتكرة لاستخدامها في مجالات الصحة والصناعة والطاقة والأمن الغذائي وغيرها من القطاعات.”

توفر المنصة لجميع الباحثين والطلاب في الإمارات العربية المتحدة  فرصة الوصول السريع والمباشر إلى أكثر من 150 جهاز بحث في جميع أنحاء البلاد. وتقدر الحكومة أن المنصة ستخفض تكلفة إجراء البحوث بنحو 30 في المئة.

في عام 2015، بلغ إنفاق الإمارات على البحث والتطوير 0.87 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وفقاً لمؤشرات البنك الدولي. وفي عام 2018 ، بلغ الاستثمار في البحث والتطوير 2 مليار دولار. مع ذلك ، لا يتجاوز الإنفاق واحد في المئة من الناتج المحلي الإجمالي كما هو الحال في معظم الدول العربية.

قال طارق قابيل، أستاذ التقنية الحيوية المساعد بكلية العلوم في جامعة القاهرة وجامعة الباحة السعودية، “هذا مشروع مهم للغاية لأنه يوفر معدات بحثية متقدمة للباحثين والطلاب، مع ارتفاع نسبة تشغيل للأجهزة على نحوٍ يحقق الاستفادة القصوى منها ويخفض تكاليف أ البحث العلمي بنسبة كبيرة، نظرًا لعدم الاضطرار لشراء الأجهزة أكثر من مرة، والاعتماد على الأجهزة غير المستغَلة في الأماكن الأخرى بالإضافة إلى خلق بيئة للتشبيك بين العلماء؛ ومشاركة الأفكار وتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات البحثية”.

تعد منصة المختبرات العلمية، والتي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم  أحد مبادرات مجلس علماء الإمارات لدعم الأبحاث والعلماء كجزء من أجندة الإمارات للعلوم المتقدمة 2031. وتشمل المنصة جامعة خليفة، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، والجامعة الأميركية في الشارقة، ومركز محمد بن راشد للفضاء، والمركز الدولي للزراعة الملحية، وإدارة الطاقة في أبوظبي وجامعة نيويورك أبو ظبي.

حاولت الفنار للإعلام ​​الاتصال بهذه الجامعات للتعرف عن تجربتها بالتعاون مع المنصة، لكن لم يرد أي منها على أسئلتنا.

يعتقد قابيل أن المنصة تمثل حلاً مناسبًا جدًا لتمكين الباحثين من الاستفادة إلى أقصى حد من المعدات العلمية المتراكمة في مختبرات الأبحاث والمنتشرة في جميع أنحاء البلاد. مع ذلك،  لا يبدو متأكداً من النتائج الفعلية.

قال”لا أعرف ما إذا كانت قد عملت بشكل فعال على أرض الواقع أم لا، لكنها بالطبع خطوة جيدة لدعم الباحثين وتعزيز التعاون فيما بينهم.”

وكانت الجامعات الحكومية المصرية قد اتخذت خطوة مماثلة، رغم صعوبة تقييم أثرها لليوم. إذ يوجد مختبرات مركزية في بعض الجامعات الكبرى تحتوي معدات بحثية متطورة. لكن التعاون البحثي مازال محدودا رغم ذلك.

قال قابيل “للأسف، لا يزال التعاون ضعيفًا حيث يعتمد على القرارات الشخصية للمسؤولين. بعض رؤساء مختبرات الأبحاث في أكبر الجامعات لا يسمحون لأي زميل من خارج المختبر باستخدام أجهزتهم. أتمنى أن يكون الوضع أفضل في دولة الإمارات العربية المتحدة بما يمكن أن يشكل تشجيعاً للأخرين على اتخاذ خطوة مماثلة في تشارك المرافق والمعدات.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى