أخبار وتقارير

باحث عراقي يسعى لتحسين نوعية المحاصيل الزراعية

دهوك – يمكن أن تكون الزراعة مهنة صعبة، حيث يجد الكثير من المزارعين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا صعوبة في تغطية نفقاتهم. لذلك يرغب ضياء أيوب إبراهيم، الأستاذ المساعد في الهندسة الوراثية في جامعة دهوك شمال العراق، في استخدام بحثه لجعل فرص نجاح المزارعين أسهل قليلًا.

يأمل إبراهيم في القيام بذلك من خلال مجموعة من الغرسات والشتلات التي يزرعها في غرفة صغيرة من دون نوافذ في الحرم الجامعي. يستخدم إبراهيم الإضاءة الاصطناعية وجرعات دقيقة من المواد الغذائية وبيئة معقمة لزراعة محاصيل مهمة اقتصاديًا في مختبره.

تم تصميم عملية التكاثر المختبرية هذه للتخلص من الأمراض وزيادة أعداد النباتات وتقليل الوقت المستغرق لوصول النبات إلى مرحلة النضج.

قال إبراهيم “نقوم بأخذ أي جزء من النبات – الساق أو الورقة أو البذور – ويمكننا تكثيرها لإنتاج نبات كامل. يعطي ذلك عددًا كبيرًا من النباتات في وقت قصير نسبيًا وخالٍ من عدوى البكتيريا والفطريات.”

في الغرب، ليس غريبًا أن يقوم المزارعون بشراء النباتات أو البذور المنتجة بهذه الطريقة، ليقوموا بزراعتها بعد ذلك في حقولهم، وهم يشعرون بالأمان لمعرفتهم بأن فرصهم في الحصول على محاصيل أقل عرضة للمرض أفضل. يعني ذلك أيضًا أن بإمكانهم توقع الحصول على عائد من العام الأول. أمّا في العراق وأجزاء كثيرة من العالم العربي، فقد يستغرق الأمر سنوات، اعتمادًا على المحصول، لكي يحصل المزارعون على عائد إذا ما قاموا بزراعة البذور ذاتها.

قال إبراهيم “في غضون 6 أشهر، يمكنك الحصول على 1,000 شجرة تفاح. للحصول على ذلك بشكل طبيعي يمكن أن يستغرق الأمر 10 سنوات أو أكثر.”

يقوم إبراهيم بأخذ الأنسجة النباتية ويعمل على تعقيمها لمنع العدوى قبل أن يغرسها مزودة بمستويات عالية للغاية من الفيتامينات والمعادن. وفي المراحل المختلفة من نمو النبات، يضيف الباحث أيضًا الهرمونات لتحفيز النمو السليم. يستغرق الحصول على الجرعات الصحيحة من الفيتامينات والهرمونات الكثير من الوقت. أجرى إبراهيم سلسلة من تجارب المحاولة والخطأ للحصول على الوصفة الأمثل. قال إبراهيم “نجري الاختبارات حتى نحصل على البروتوكول الأمثل لإنتاج النباتات، ثم ننتقل إلى المرحلة الميدانية، والمتمثلة في التأقلم.”

عندما يُنتج نباتات صحية، خالية من العدوى، يضعها في البيوت الزجاجية  حتى تبدأ بالإزهار وانتاج الفاكهة.

قال “تقوم العديد من المصانع الكبيرة في الغرب بذلك وهي تجني ثروات ضخمة.”

مع ذلك، لم يستطع إبراهيم ببساطة استنساخ تلك الوصفات من الغرب. قال “النباتات هنا تختلف عن هناك من الناحية الوراثية، كما أن البيئة مختلفة أيضًا.”

حتى الآن، نجح إبراهيم في تكثير الزنجبيل والتفاح والكمثرى والعنب بهذه الطريقة. ويقول إنه سيستمر في المحاولة مع محاصيل أخرى تزرع عادة في العراق، حيث تقع شجرة الفستق كهدف آخر على قائمته.

تصنف العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا رسميًا باعتبارها دول “تعاني من انعدام الأمن الغذائي” لأنها تستورد كميات كبيرة من الغذاء من أماكن أخرى. من المرجح أن تصل قيمة الواردات الغذائية السنوية في العالم العربي إلى 115 مليار دولار بحلول العام 2020، وهو ما يعني أن التذبذب في أسعار المواد الغذائية قد يتسبب في حدوث أزمة على مستوى المنطقة. (اقرأ التقرير ذو الصلة: الأمن الغذائي العربي في خطر والبحوث نادرة).

يواجه العراق صراعاً مع تغير المناخ وتذبذب إمدادات المياه التي يصعب التنبؤ بها على نحوٍ متزايد.

تشترك جميع الدول في المنطقة في مواجهة هذه المشاكل. ففي تونس يحذر الخبراء من حاجة المزارعين إلى التحديث والابتكار بشكل أكبر. يوضح هيثم بحري، الباحث في المعهد الوطني للبحوث في الهندسة الريفية والمياه والغابات بتونس، “قمنا بالفعل باستغلال 100 في المئة من الأراضي المتاحة الصالحة للزراعة، ولتغير المناخ ومسألة المياه أثرها”. (اقرأ التقرير ذو الصلة: مشاكل المياه وراء انعدام المساواة في تونس).

قال “نحن بحاجة إلى زيادة كفاءة عملية الزراعة.”

يعتقد إبراهيم إن إحدى الطرق الممكنة للقيام بذلك تتمثل في التحول إلى التكثير المختبري لتسريع عملية انتاج المحاصيل الناضجة وزيادة الغلة.

قال جلادت جبرائيل، مدير مركز البحث العلمي بجامعة دهوك، إن المركز مستعد لمشاركة أبحاث إبراهيم مع أي شركات أعمال زراعية ترغب في استخدام تكنولوجيا تكثير المحاصيل في العراق.

قال جبرائيل “تتوافر لدينا المعلومات الخاصة بالعناصر الغذائية والتركيبة الهرمونية اللازمة في كل مرحلة من مراحل تكثير المحصول إذا كان أي شخص يرغب في استخدامها.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى