أخبار وتقارير

باحثة يمنية تستأنف عملها من النرويج

بعد عامين من الترقب والانتظار، حصلت إقبال دعقان، الباحثة اليمنية في مجال الكيمياء الحيوية على فرصة عمل جديدة في جامعة أغدر في النرويج  كأستاذ مساعد.

قالت “سأستكمل دراساتي وأبحاثي هنا من الجديد، حفاوة إستقبال الأساتذة في إغدر أدهشتني وأشعرتني بالألفة والحماس.”

لم يكن التحاق دعقان بفريق الجامعة ممكناً دون دعم مؤسسة علماء في خطر، وهي منظمة أميركية لرعاية العلماء اللاجئين وواحدة من مجموعة منظمات كصندوق إنقاذ الباحثين، ومجلس أكاديمية المخاطر في المملكة المتحدة (CARA) ، والأكاديمية العالمية للعلوم والتي تهتم جميعها بدعم الباحثين في مناطق النزاع ومساعدتهم على متابعة أبحاثهم. راسلت دعقان المؤسسة لشهور طويلة قبل أن يتمكنوا من توفير فرصة لها للتدريس في الجامعة النرويجية مطلع الشهر القادم. (اقرأ القصة ذات الصلة: فيلم لتوثيق حياة باحثين عرب في المنفى).

شهدت مسيرة دعقان العملية انقطاعات كثيرة خلال السنوات الثلاثة الماضية.

فمع اشتداد المعارك والقصف على مدينة تعز، أغلقت جامعة السعيد الخاصة أبوابها حيث كانت تعمل دعقان كأستاذة و رئيسة قسم المختبرات في كلية العلوم الطبية.

قالت دعقان، واحدة من أفضل 5 علماء في العالم في الكيمياء الحيوية بحسب مؤسسة  Elsevier الهولندية ، “لم يكن الأمر سهلاً خاصة وأنني كنت انتهيت للتو من إنشاء أول قسم لعلوم التغذية وصحة الإنسان في الجامعة.” (اقرأ القصة ذات الصلة: اليمن: استمرار الحرب يشل البحوث العلمية).

لاحقاً، اضطرت دعقان وأسرتها للانتقال إلى منطقة الحوبان شمال شرق تعز بعدما تعرض منزلها للتدمير ووفاة 9 من أقاربها جراء القصف المكثف على مدينة تعز في عام 2015.

مع ذلك، لم تستسلم وبدأت رحلتها في البحث عن فرصة لاستكمال أبحاثها وعملها خارج اليمن هذه المرة. إذ بدأت بمراسلة العديد من الجامعات في ماليزيا، حيث سبق لها وأن درست هناك وحصلت على شهادة الدكتوراه الخاصة بها في الكيمياء الحيوية من جامعة ماليزيا الوطنية عام 2012 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.

لم تكن المهمة سهلة خلال الحرب مع الانقطاع الدائم لكهرباء وانعدام الأمان بسبب القصف العشوائي على مدار اليوم.

قالت “كنت أضطر إلى الخروج للسيارة لشحن هاتفي ومراسلة أساتذتي في ماليزيا لمساعدتي في التقديم على منح بحثية.”

نجحت دعقان في الحصول على منحة ممولة من  المعهد الدولي للتعليم (IIE)   في نهاية عام 2015 للعمل بجامعة ماليزية لمدة عام، ثم تم تجديدها لعام أخر. خلال هذه الفترة، نشرت دعقان كتاباً يعتبر الأعلي مبيعاً على موقع أمازون في ماليزيا، حول ثمار الفواكه المذكورة في القرآن الكريم وفوائدها الصحية. إذ ركزت أبحاثها خلال المنحة على تأثير مضادات الأكسدة الطبيعية في الاغذية، من الزيوت النباتية إلى الأعشاب إلى الفواكه.

العام الماضي، انتهت المنحة ولم يعد أمام دعقان سوى مغادرة ماليزيا خاصة مع انتهاء إقامتها.

قالت “كانت فترة عصيبة جدا، إذ لم يكن متاحاً لي العودة لليمن نتيجة استمرار الحرب كما أنني كنت مضطرة لمغادرة ماليزيا لانتهاء إقامتي، وكان لزاما علي الخروج منها والعودة كزائر لفترة مؤقتة في حال رغبت بالبقاء فيها وطبعا هذا مكلف جداً.”

يتشابه وضع دعقان مع مئات من الباحثين والطلاب اليمنيين المبتعثين في ماليزيا، خاصة مع عدم قدرة الحكومة اليمنية على سداد مصاريفهم الدراسية.

قالت “لا يقل سوء وضع الأكاديمي اليمني في الخارج عن وضعه في الداخل، فالأعباء المالية كبيرة جدا والصعوبات القانونية للإقامة والدراسة لا تنتهي.”

يتفق عبده الدقاف، عميد جامعة السعيد، مع دعقان حول سوء أوضاع الأكاديميين اليمنيين. قال “الحرب في اليمن كارثة على الجميع، لايوجد خيارات كثيرة والفرص قليلة. إقبال باحثة ممتازة ونشيطة، خسرناها في اليمن كما خسرنا أخرين نتمنى عودتهم جميعاً حال أن تضع الحرب أوزارها.”

لكن دعقان لا تعتقد بإمكانية تحقق ذلك قريباً.

قالت، وهي تستعد اليوم لبدء رحلة جديدة في النرويج، “سيكون ذلك صعباً وسيحتاج إلى وقت ليس بقصير. لذا، يتوجب علينا اليوم عدم الاستسلام وهدر المزيد من الوقت والبحث عن فرص لاستئناف عملنا وبحوثنا التي بالتأكيد ستكون مفيدة لجميع الدول بمافيهم اليمن.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى