أخبار وتقارير

استخدام الذكاء الاصطناعي لقراءة الكتب المصورة العربية

بيروت – تستخدم عالمة حاسوب في الجامعة الأميركية في بيروت الذكاء الاصطناعي لتصنيف محتوى القصص المصورة العربية. إذ تطبق العلوم المرتكزة على المعلوماتية على هذا الفن المتطور في العالم العربي.

تأتي جهود مارييت عوض، التي تترأس المشروع وهي أستاذة مساعدة في قسم الهندسة الالكترونية والكومبيوتر في الجامعة الأميركية في بيروت، ضمن محاولات متخصصين في الذكاء الاصطناعي المستمرة لتوسيع قدرات الحاسوب العقلية. فإذا كان من الممكن استخدام الذكاء الاصطناعي للعب لعبة الضامّة الصينية القديمة غو (Go)، أو لعبة الأسئلة الأميركية المتلفزة جيبوردي (Jeopardy)، فمن المنطقي استخدام القصص المصورة العربية أيضاً.

قالت عوض “أحاول العثورعلى تطبيقات غير اعتيادية للذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة. أردت الابتعاد عن المهمات الميكانيكية أو الروتينية التي نقرنها دائماً بالذكاء الاصطناعي، والبحث على مستوى الشعور، وعلى مستوى الفهم، وهما عمليتان غالباً ما نربطهما بقدرات الإنسان المعرفية المتقدمة.”

تعتقد عوض أن تطبيق الذكاء الاصطناعي على القصص المصورة العربية سيساعد العلوم على التأقلم مع الثقافة واللغة العربية وجعل التطبيقات المناطقية الأخرى ممكنة.

تطورت القصص المصورة كثيراً في السنوات الماضية، مع دمجها الغني للكلمة والصورة، حتى أصبحت حركة إبداعية مزدهرة تقدم قصصاً معاصرة في الدول العربية بواسطة خيال آخاذ وصور ذات جودة عالية. يخترع كل مبتكر للقصص المصورة العربية طريقته الخاصة في استخدام تسلسل الكلمات والصور لإخبار قصته ولنقل خفايا المشاعر وإحساس التجربة الإنسانية. (اقرأ التقرير ذو الصلة:  اهتمام أكاديمي بالكاريكاتير العربي).

قالت عوض “نجد غنىً في المعلومات في القصص المصورة العربية. فكما قد تدرس حضارة ما من خلال أدبها، رسوماتها أو موسيقاها، علينا أن ننظر إلى القصص المصورة باعتبارها نوع من التواصل. إنها تخبرنا الكثير، فتعكس آراء المجتمع في بلدان الشرق الأوسط في ما يتعلق بالاضطهاد والحركات السياسية والهيكلية السياسية ومشاكل جنس الفرد. وتزودنا بمعلومات حول التاريخ وبنظرة شاملة عن المجتمع.”

استخدمت عوض وزملاؤها عينات مرقمنة من القصص المصورة العربية الموجودة في مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت كجزء من مبادرة معتز ورضا صوّاف للشرائط العربية المصوّرة. كما استخدموا نسخاً مصورة ضوئياً عن كتب مصورة مختلفة من جميع أنحاء العالم العربي، ولكن بالأخص من مراكز النشر الأساسية في العراق، ومصر، وسوريا ولبنان.

تتعرف تقنية عوض الجديدة على جذر الكلمة العربية. الصورة من تصميم: لينا غايبة

عملت عوض مع لينا غايبة، وهي مديرة مبادرة الشرائط المصورة في الجامعة ومصممة غرافيكية، وجورج خوري، أحد زملاء غايبة، بهدف وضع قاعدة بيانات يمكن البحث فيها.

قام الباحثون باستخدام مجموعة من عمليات الذكاء الاصطناعي لوضع نظام يمكنه قراءة المواد عبر التعرف على العناصر البصرية مثل اللون والشكل. وكان الابتكار الذي وضعته عوض هو تصميم عملية لمعالجة النص في الكتب المصورة.

قالت “هل يمكننا أن نستخدم تعليم الآلة لفهم إطار اللغة العربية؟ لم يقم أي شخص بهذا من قبل.”

تتطلب قواعد اللغة العربية في النحو والصياغة تقنية جديدة في تخصص الذكاء الاصطناعي تدعى معالجة اللغة الطبيعية. إذ تتعرف هذه التقنية الجديدة على جذر الكلمة العربية. فمعظم الكلمات والأفعال العربية مبنية انطلاقاً من وزن مؤلف من ثلاثة صوامت، ويحمل هذا الجذر المعنى الأساسي ويتفرع منه الأفعال والأسماء المقاربة له من حيث المعنى.

يبحث محرك الذكاء الطبيعي الناتج عن هذا العمل عن مختلف أشكال الكلمات العربية وتصريفاتها، ولكنه يقوم أيضاً بربط معانيها. تشرح عوض قائلة “تتمتع الكلمة العربية العادية بعدة مستويات من المعاني. وهناك مستويات عميقة جداً من الروابط بين الكلمات”. أي أنه يمكن للعملية أن تتعرف على فوارق المعنى البسيطة.

يعتقد جوناثان غويير، أستاذ زميل في معهد رادكليف للدراسات المتقدمة في جامعة هارفرد والذي يكتب كتاباً حول الكتب المصورة العربية، أن حالة الفن في الكتب المصورة العربية تتطلب مقاربة متعددة التخصصات لنبدأ بالتقاط هذه الخفايا.

قال “سواء كان عندك عالم سياسي يكتب عن الكتب المصورة العربية في مجلة أكاديمية، أو عالم ينشر الذكاء الاصطناعي، ستكون النتيجة دائماً غير دقيقة.”

وبحسب غوبير، فإنه من الصعب جداً تحليل الفكاهة خاصة وأن الكثير منها في الكتب المصورة العربية بصري. قال “هناك نوع معين من الفكاهة السوداء، الفكاهة الداكنة وفكاهة المشانق المروعة.”

وأضاف غويير “نجد الكثير من المزاح المَرَضي الكئيب الذي قد يبدو غير لائق لبعض القراء،” في إشارة منه إلى  كتاب مصور مثل “توك توك” وهي مجلة كتب مصورة مصرية هي على الأغلب أبرز ما يُنشر في هذا النوع.

سابقاً، عملت عوض على تحليل الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي لاستخلاص معلومات يمكن أن تُستخدم لتسهيل الاستجابة الإنسانية السريعة  لأضرار الحرب والكوارث الطبيعية. واليوم، تعمل على تطبيق نظام معالجة اللغة العربية الطبيعية لتحليل وسائل التواصل الاجتماعي.

قالت “يمكن استخدام ذلك كأداة لقياس الرأي العام. أي صوت الشارع العربي.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى