أخبار وتقارير

القصة الكاملة لاكتشاف كواكب قطر الستة

الدوحة – ربما تكون قد سمعت أو لم تسمع بعد عن قطر 6-بي. إنه أحدث ستة كواكب تدور حول نجم آخر غير شمسنا – والتي تعرف أيضاً باسم الكواكب خارج المجموعة الشمسية – والتي تحمل اسم دولة قطر.

تم اكتشاف الكوكب في كانون الأول/ ديسمبر 2017 من قبل خالد السبيعي، كبير مديري الأبحاث للمشروعات الخاصة في جامعة حمد بن خليفة، والذي يرأس برنامج قطر للبحث عن الكواكب النجمية الخارجية QES. لكنه ومنذ اكتشافه لأول كوكب نجمي خارج المجموعة الشمسية، والمعروف باسم قطر 1-ب، في عام 2010، وهو يشعر بالانزعاج لأن العديد من الناس يفترضون أن الفضل في الاسم يعود إلى أموال بلاده وليس إلى جهوده البحثية.

قال السبيعي “لقد اعتقد معظم الناس بأننا اشترينا الكوكب فحسب. كان ذلك محبطًا.”

ففي حين أن الشعور الوطني ربما ساعد في تحفيز تمويل الحكومة لهذا المشروع، إلا أنه أكثر من مجرد مشروع للتفاخر، بحسب السبيعي. إنه علم متطور يأمل في المساعدة على إلهام المزيد من الشباب لدراسة الكون.

وبهدف القيام بمسح للفضاء بحثاً عن هذه الكواكب البعيدة، يحتاج السبيعي إلى تلسكوبات قوية جداً، لكنه واجه في البداية صعوبة في إقناع الوكالات بتمويل شراء مثل تلك الأجهزة. لذلك قرر شراء تلسكوب من نيو مكسيكو من أمواله الخاصة. يرفض السبيعي الكشف عن التكلفة، لكن من المحتمل أن يكون المبلغ قد اقترب من مليون دولار أميركي.

قال “إنه شغفي. أنا أقوم بذلك لأنني أحبه.”

بعد أن اكتشف السبيعي أول كوكب خارج المجموعة الشمسية وأطلق عليه اسماً، قامت مؤسسة قطر بتمويل شراء ثلاثة تلسكوبات أخرى، منتشرة في جميع أنحاء العالم للسماح له باجراء المسوحات بحثاً عن الكواكب النجمية الخارجية الأخرى على مدار اليوم.

قال يورج ماتياس ديترمان، أستاذ تاريخ العلوم في جامعة فرجينيا كومنولث في قطر، “هناك عنصر من عناصر الوطنية هنا. الأمر يتعلق بإسقاط تسمية “علامة تجارية” في الفضاء.” (اقرأ أيضاً المقال ذو الصلة، كتاب يوثق إنجازات العرب الحديثة في علوم الفضاء.)

قال ديترمان “يتعلق الأمر أيضاً باقتصاد المعرفة والحاجة إلى جذب المزيد من الشباب المهتمين بالعلوم.”

يستخدم السبيعي ما يُعرف باسم “طريقة النقل” للبحث عن الكواكب النجمية الخارجية. وهذا يعني قيامه بتوجيه تلسكوباته لدراسة نجمٍ ما وتسجيل التغيرات التي تطرأ على الضوء المنبعث منه – أي الظلال التي تلقيها الكواكب الخارجية عندما يجلبها مدارها في أثناء دورانها أمام النجم. يبدو المفهوم بسيطاً، لكن الإشارات التي يبحث السبيعي عنها دقيقة وهذا يجعل عملية التنفيذ معقدة.

قال “فكّر في الأمر كما لو كان بمثابة مرور ذبابة من أمام منارة. ولكي نكون صادقين، فإن التلسكوبات ليست معقدة جداً. الأمر يتعلق بالحوسبة ومعرفة كيفية القضاء على التداخل الحاصل من السُحُب والحرارة والأجرام السماوية الأخرى التي تجعل المهمة صعبة.”

غالباً ما يتضح بأن معظم الإشارات التي تلتقطها التلسكوبات لا تشير إلى وجود كواكب خارجية.

قال السبيعي “الأمر يماثل عملية استخراج المعادن، حيث تذهب وتحفر في مكان ما لفترة طويلة لكنك قد تنتهي بعدم العثور على أي شيء.”

يقول باحثون آخرون في مجال الكواكب الخارجية إنهم يحصلون أيضاً على نتائج على نحوٍ متقطع.

قال أندرو كاميرون، الأستاذ في كلية الفيزياء والفلك في جامعة سانت أندروز في المملكة المتحدة، “غالباً ما نكتشف بأن حوالي 90 في المئة من الكواكب المحتملة التي نحددها ليست كواكب في الواقع.”

يعتبر كاميرون أحد الأعضاء المؤسسين لمشروع Wide Angle Search for Planets، أو مشروع WASP، وهو جهد بريطاني لتحديد الكواكب النجمية الخارجية. يتعاون كاميرون مع السبيعي. قال “تتطلب أعمال المسح واسعة النطاق الصبر، لكنها تتضمن مكافآت في النهاية.”

قال كاميرون “يساعدنا ذلك في اكتشاف تاريخ كوكبنا ونظامنا الشمسي. يعتمد تركيب الأرض على كيفية تشكيلها. ويتمثل الهدف الحقيقي في تحديد مراحل تكوين الكواكب بشكل أفضل.”

لكن قد يكون من الصعب العثور على ممولين لديهم ما يكفي من المال والصبر لدعم علماء من أمثال السبيعي وكاميرون وتطلعاتهم المحدقة في النجوم.

قال كاميرون “هناك اتجاه خطير نحو البحوث قصيرة المدى في العلوم في جميع أنحاء العالم. لكن بعض العلوم الأساسية لا يمكن القيام بها ببساطة في الإطار الزمني الذي يتضمن نيل درجة الدكتوراه. أعتقد بأن مشروع قطر للبحث عن الكواكب النجمية الخارجية سيكون مثالًا يثبت بأن الاستثمار في البحوث طويلة الأمد أمرٌ يستحق.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى