أخبار وتقارير

قريباً دراسة لتحديد حاجات صحة الشباب اللبناني النفسية

يأتي التقرير أدناه كجزء من سلسلة تقارير وقصص صحفية حول الصحة النفسية في العالم العربي، وتأثيرها على الشباب العربي، وفرص حصولهم على الدعم والعلاج. اقرأ أيضاً: القلق والاكتئاب يلاحقان الشباب العربي.

بيروت – يحاول الباحثون في لبنان تحديد الاحتياجات النفسية للشباب كخطوة أولى نحو زيادة فرص الحصول على الرعاية. إذ كشفت دراسة تمهيدية أن 25 في المئة من الشباب في منطقة بيروت الكبرى يعانون من مشاكل نفسية، وهي نسبة أعلى بقليل من تلك السائدة حول العالم، وفقاً لفادي معلوف الباحث الرئيسي في فريق إعداد الدراسة من المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت. يدير معلوف قسم علم نفس الأطفال والمراهقين في المركز ويقول إنه أحد أربع أطباء نفسيين فقط في مجال الصحة النفسية للأطفال في بلاده التي يقدّر عدد سكانها بستة ملايين.

وبحسب معلوف، فإن المثير للاهتمام في نتائج الدراسة التمهيدية هو أن 6 في المئة فقط من الشباب الذين يحتاجون للمساعدة قد طلبوها. وتعني هذه الإحصاءات طبعاً أن 94 في المئة من الشباب الذين يعانون من مشاكل نفسية لا يتلقون أي علاج.

ويضيف معلوف أن نحو نصف المراهقين الذين يحتاجون إلى رؤية طبيب في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، يرون واحداً. كما أن نحو 60 في المئة من الشباب الذين يعانون من الاكتئاب لا يتلقون العلاج. وترتفع النسبة إلى 80 في المئة للشباب الذين يعانون من القلق، وفقاً لمؤسسة فكر الأطفال،  Child Mind Institute وهي منظمة يقع مركزها في نيويورك.

اليوم، يعمل معلوف على تطوير المشروع البحثي ليتخطى حدود العاصمة اللبنانية، “وسعنا الفئة العمرية في مشروعنا الجديد لندرس الأعمار التي تتراوح بين 4 و18 سنة وسنأخذ العينات من جميع المناطق.”

وتعتبر سعاد موسى، وهي بروفيسور في علم نفس الأطفال والمراهقين في جامعة القاهرة، الدراسات الاستقصائية المماثلة خطوة أولى مهمة لتحسين إمكانية الحصول على العناية النفسية. قالت “إذا كنت تنوي أن تضع سياسات، إن هذه الدراسات حاسمة. وإذا كنت تروّج الصحة النفسية للسياسيين، فأنت بحاجة إلى معرفة هذه الأمور. إذا لم تكن تعرفها، فسينتهي بك المطاف بأن تنفق الموارد في المناطق الخاطئة وعلى الاضطرابات الخاطئة.”

في لبنان، سيتم اختيار 2,000 عائلة بشكل عشوائي ليشتركوا في الدراسة. وسيتم اختيار طفل واحد فقط من العائلات متعددة الأطفال. ولكون الاختيار سيكون عشوائياً، حرص واضعو الدراسة على التأكد من أنها ستضم مختلف المجموعات الدينية والثقافية في لبنان.

يأمل معلوف أن يكتشف كيف تختلف حاجات الصحة النفسية في المدن الصغيرة والمناطق القروية في لبنان عن الحاجات في بيروت الكبرى، إذا كان هناك اختلاف بالفعل.

كما سيجري فريق من الباحثين مقابلة مع الأهل والطفل في كل من المنازل التي سيزورونها. وسيحلّل محترفون متدربون في مجال الصحة النفسية مثل معلوف لاحقاً هذه المعلومات، وسيشخصون إذا ما كان الطفل عرضة لمشكلة نفسية معينة، وسيحددون المشكلة إذا وُجدت.

قال معلوف “هذه هي الدراسة الوطنية الشاملة الأولى. ستساعد على تحديد خطوتنا التالية. علينا أن نفهم أولاً حجم الفجوة في العلاج ولكن نريد أن نعلم أيضاً ما هي الاضطرابات الموجودة.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى