أخبار وتقارير

شبكة بريطانية لدعم تعلّم اللاجئين

لندن – تساعد شبكة دعم اللاجئين، وهي منظمة يقع مركزها في لندن، الشباب اللاجئين في الحصول على العلم. إذ توسّعت من مجموعة من المعلّمين الخاصين المتطوعين إلى عملية ستتمكن قريباً من دعم طموح 500 شاب في التعلّم في المملكة المتحدة.

يتألّف فريق عمل الشبكة من 15 شخصاً، و تقدّم بالإضافة إلى مهمتها التربوية خدمات بحثية وتحليلية لوكالات إغاثة دولية كبيرة.

يجمع موظفوها بين الخبرة في العمل مع اللاجئين في المملكة المتحدة والخبرة المكتسبة في الخارج مع المنظمات الدولية. قالت كارولينا ألبويرن رودريغير، وهي تنتمي إلى منظمة ريفيوجي آكشن Refugee Action، أكبر مزوّد للدعم في إعادة التوطين للاجئين في المملكة المتحدة، وأحد المتعاونين مع شبكة دعم اللاجئين في تدريب المهارات، “بإمكانهم مطابقة ما يقومون به هنا [في المملكة المتحدة] مع فهم عميق للظروف السائدة في الأماكن التي يأتي منها هؤلاء الشباب.”

نمت شبكة دعم اللاجئين في خلال مدّة نشاطها القصيرة نسبياً، للاستجابة للطلب المتزايد على خدماتها، وأبقت “هذا النمو في وتيرة معقولة” وفقاً لألبويرن.

انطلقت شبكة دعم اللاجئين في العام 2009 كمشروع في كنسية المجتمع في هارليسدين، وهي مجموعة مسيحية مستقلة صغيرة في حيّ هارليسدين، حيّ متواضع اقتصادياً ومختلط الأعراق في شمال غرب لندن. تنتمي هذه الكنيسة إلى مجموعة “سالت آند لايت” الدولية وهي مجموعة من المسيحيين الناشطين، وتتضم 30 عضواً يجتمعون في منازلهم ويلتزمون بتلبية حاجات جيرانهم في هذه المنطقة في لندن.

قبل إطلاقها لشبكة دعم اللاجئين، عملت كاثرين غلادويل، مديرة ومؤسسة الشبكة في سياسة التعليم لمؤسسة إنقاذ الطفل الخيرية Save the Children، وفي مساعدة تأمين التعليم للأطفال في المناطق المتأثرة بالنزاعات المسلحة وغيرها من الحالات الطارئة. كما عملت في 17 بلداً مختلفاً، بما فيها هاييتي، جنوب السودان والأردن. وخطرت لها فكرة توفير التعليم الخاص للشباب اللاجئين في حيّها حين بدأت الدراسة للحصول على شهادة الماستر في التربية في التنمية الدولية في معهد التربية في جامعة يونيفيرسيتي كوليدج في لندن.

قالت “أدركت أنه مع أنني كنت أعمل على هذه المسائل من وجهة نظر دولية لدى مؤسسة إنقاذ الطفل، هناك في الواقع العديد من الشباب اللاجئين هنا في هارليسدين.”

قدّمت كنيسة هارليسدين التمويل الأولي لإطلاق برنامج التعليم الخاص الذي بدأ بتقديم المساعدة لعشرة تلاميذ حالتهم حساسة، في كليات محلية تقنية ومهنية. وفي غضون سنتين، ازداد الطلب على التعليم الخاص مع انتشار الأخبار عنه. وبدأت المدارس ووكالات الخدمات الاجتماعية والشباب اللاجئين بطلب المساعدة من المعلّمين الخاصين المتطوعين. ومع توسّع المشروع، اتخذ مقراً له في الطابق العلوي من مبنى جيش الخلاص بالقرب من شارع التسوق الأساسي في الحي.

يتضمن عمل المنظمة اليوم المشورة والتوجيه التربوي الخاص للطلاب ذوي الاحتياجات الأكثر تعقيداً، بالإضافة إلى برنامج لتدريب الأساتذة في دعم الطلاب اللاجئين.

بالإضافة إلى ذلك، تمكنت المنظمة من الاستفادة من تجربة أعضاء فريق العمل في التنمية الدولية، وخبرتهم وتعلمهم لإنشاء شق ثان من العمل: تحضير التقارير لمنظمات الإغاثة الدولية التي تريد الحصول على بيانات حول موضوع محدد، بالتعاون مع جيغساو كونسالت  Jigsaw Consult، شركة مستشارين في الأبحاث. ويدعم المدخول الذي يجنوه من هذا العمل عملهم مع اللاجئين.

يتضمن زبائن الشبكة في أعمال البحث اليونيسيف ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومجموعات إغاثة من إنقاذ الطفل ومؤسسة طفل الحرب War Child.

قالت غلادويل “إنّ أحد الأمور التي تثير شغفنا فيما يتعلق بالبحث هي المساعدة في تصغير الهوة بين ما يحدث على الصعيد الدولي في حصول اللاجئين على العلم وما يحدث في المملكة المتحدة. ومن المفاجئ أنه نادراً ما يحصل انتقال من العمل دولياً إلى العمل محلياً. بعض الأشخاص الذين يعملون مباشرة مع الأطفال اللاجئين هنا في المملكة المتحدة لم يعملوا قط في البلدان التي يأتي منها هؤلاء اللاجئون.”

في نيسان/أبريل 2016، نشرت شبكة دعم اللاجئين تقريراً حول ما حصل للأفغانيين اللاجئين الشباب الذين حصلوا على إذن بالدخول إلى المملكة المتحدة مؤقتاً لأنهم كانوا قاصرين قانونيين، ولكنهم أجبروا على العودة إلى أفغانستان حين بلغوا سن الـ18 – وذلك موضوع لم تعيره الحكومة البريطانية أي أهمية حتى ذلك الحين.

قالت إميلي باويرمان، مديرة برامج التعليم العالي في شبكة دعم اللاجئين وإحدى واضعي التقرير، “لم يكن هناك أي متابعة لما كان يحصل لهؤلاء الشباب لدى عودتهم إلى أفغانستان.”

استخدمت الشبكة باحثاً محلياً في أفغانستان لكي يتواصل مع الخمسين شاب الذين عادوا إلى البلاد بعد ترحيلهم من المملكة المتحدة. قالت باويرمان “تتبّعنا طيلة سنتين ما حصل معهم في تعلمهم وحالتهم النفسية والاجتماعية.”

أظهر التقرير أن الشباب واجهوا صعوبات شديدة في إعادة التأقلم مع الحياة في أفغانستان، والانخراط في عائلاتهم ومجتمعاتهم من جديد.

يذكر التقرير دراسات لحالات تظهر الصعوبات التي يواجهها الشباب الأفغانيون العائدون إلى بلادهم. يروي شاب يبلغ من العمر 21 عاماً أن طالبان دعوه للانضمام إليهم بعدما وجدوه نائماً في الشارع. ووعدوا بأن يحموه ويؤمنوا له الطعام والمأوى. قال “اضطررت للانضمام إلى طالبان […] لأبقى على قيد الحياة.”

تظهر حالة أخرى كيف يدمر الغياب عن البلاد علاقات المحسوبية الاجتماعية التي قد تكون أساسية في الحصول على عمل. قال شاب آخر “إنني بحاجة إلى عمل، ولكن حين أتقدم بطلب توظيف، لا يقبلوا بي. ويقولون لي: “إننا لا نعرفك. […]”. لا يوجد أحد ليوصي بي. […] كما ويقولون لي إنني بحاجة إلى شهادة إجازة ونوع من الرشوة أو المعارف.”

وتضيف باويرمان “إنّ أحد أوجه نجاح هذا التقرير هو أنه تم استخدامه في جلسات الاستئناف في المملكة المتحدة، وزوّد معلومات حول ما قد يحصل للمرء إذا تم ترحيله إلى بلده الأم.”

مع أن شبكة دعم اللاجئين نمت منذ تأسيسها منذ ثمانية أعوام، إنها تحافظ على مبدأ “كل ما هو صغير جميل”. قالت كاثرين غلادويل “إننا نخضع بصفتنا منظمة إغاثة للضغط من أجل جذب عدد معقول من الأشخاص إلى برنامجنا. ويكمن الخطر هنا في التركيز على الأرقام فقط. إنّ الفارق الأبرز الذي نحدثه في عملنا هو حين نتمكّن من معاملة الناس على أنهم أفراد وليس على أنهم إحصائيات.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى