أخبار وتقارير

مقاطعة قطر تهدد مستقبل الطلاب العرب

لن تتمكن دانة المنصوري، طالبة قطرية تدرس في السنة الثالثة في كلية الطب في الإمارات، من إجراء امتحاناتها لهذا العام بسبب قرار الإمارات مقاطعة بلادها.

قالت “صدر القرار في فترة الامتحانات، بعدها تلقيت اتصالاً من وزارة الداخلية الإماراتية وُصفت به أنني شخص غير مرغوب في وجوده في البلاد ويتوجب علي المغادرة خلال 14 يوماً.”

حاولت المنصوري التواصل مع إدارة جامعتها طالبة تقديم موعد الإمتحانات، لكن الإدارة اعتذرت عن عدم إمكانية القيام بذلك. اشترت المنصوري تذكرة العودة لبلادها على خطوط الطيران العماني، لكن الإمارات منعت انتقال القطريين من أراضيها لسلطنة عمان لتجد المنصوري نفسها عالقة وغير قادرة على المغادرة.

في الخامس من الشهر الجاري، أصدرت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين قراراً بمقاطعة قطر دبلوماسياً وغلق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور فى الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية، ومنع دخول وعبور المواطنين القطريين إلى بلادهم، ومنع مواطنيهم من السفر إلى دولة قطر والإقامة فيها والمرور عبرها ومنع البريد معها. لاحقاً، أصدرت مصر والأردن قراراً شبيهاً يقضي بتخفيض التمثيل الدبلوماسي ووقف جميع الرحلات الجوية مع قطر تلتها ليبيا واليمن وتشاد وموريتانيا وجزر القمر والسنغال لكن دون المطالبة بمغادرة مواطنيها لقطر أو مغادرة القطريين لأراضيها. أما عن أسباب المقاطعة فكانت بسبب “تدخل قطر في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب”، بحسب بيانات رسمية. يأتي القرار في ظل تصاعد التوتر بين دول الخليج عقب بث تصريحات منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الشهر الماضي قال فيها إنه من غير الحكمة معاداة إيران ورفض تصعيد الخلاف معها.

وعلى الرغم من أن أسباب الخلاف سياسية، إلا انعكاساته كانت كبيرة جداً على الطلاب والأساتذة القطريين خارج بلادهم. فكحال المنصوري، سيضطر العديد من الطلاب القطريين الجامعيين في كل من السعودية والإمارات والبحرين إلى التوقف عن دراستهم والعودة لبلادهم فوراً. يأتي القرار في الوقت الذي يفضل به كثيرون الدراسة داخل المنطقة عوضاً عن الذهاب إلى الجامعات الغربية. (إقرأ أيضاً القصة ذات الصلة: صدق أو لا تصدق: الطلاب العرب يفضلون الدراسة في المنطقة).

في المقابل، يعيش طلاب وأساتذة سعوديين وإماراتيين وبحرينيين في قطر في قلق مستمر. فعلى الرغم من أن قطر لم تصدر حتى الآن قراراً مماثلاً يقضي بمغادرة مواطني دول المقاطعة لأراضيها، إلا أن القلق يسيطر على الكثيرين كسوسن محمد، أخصائية إعادة تأهيل وطالبة الدكتوراه. تحمل محمد الجنسية القطرية لكن ولداها يحملان جنسية أحد دول المقاطعة الخليجية، ويدرس أحدهما في كلية الطب في قطر والثاني في كلية الهندسة.

قالت “نحن جميعاً قلقون. أبنائي في مرحلة الامتحانات وفي حال عودتهما لبلدهما فقد يخسران دراستهما لأنهما لن يتمكنان من العودة لقطر مجدداً.”

بحسب محمد، فقد نشرت كلية الهندسة جامعة قطر على حسابها الرسمي في تويتر رسالة تطمين للطلاب جاء فيها “لجميع طلبتنا من السعودية والامارات والبحرين في كلية الهندسة بجامعة قطر، جميع الإمكانيات متوفرة لنجاحكم.” كما أن الإدارة تستقبل تساؤلات الطلاب يومياً برحابة صدر وتعمل على طمأنتهم.

لكن بعض الأساتذة الخليجيين بدأوا فعلاً بالإستجابة لقرار حكوماتهم ومغادة قطر. ففي اليوم التالي لقرار المقاطعة، كتب موسى الزهراني، سعودي الجنسية وأستاذ الفلسفة الإسلامية في جامعة قطر، رسالة إلكترونية لوداع لطلابه وطالباته قال فيها “قضيت في هذه الجامعة ثلاث سنوات، وأعتز بما قدمته لي جامعة قطر، ولا أدعي أني قدمت لها شيئاً إلا محبتي لطلابي وطالباتي.”

دفعت مغادرة الزهراني طلابه لإطلاق حملة على تويتر تطالب ببقاءه مع هاشتاغ #لا_لرحيل_دكتور_موسى_الزهراني_جامعة_قطر.

قالت نجود محمد، إحدى طالبات الزهراني في كلية الشريعة في جامعة قطر، “يجب أن تظل السياسة بعيدة عن التعليم، إن خسارة أستاذ مثله أمر سئ.”

تتفق نورة الهاجري، طالبة قطرية في السنة الثالثة في كلية الصحة في جامعة قطر، مع محمد حول انعكاس مغادرة الأساتذة سلباً عليهم. قالت “القرار أجبر أساتذة أكفاء على ترك التدريس في جامعاتنا. كما أنه يجبر طلاب زملاء على التوقف عن الدراسة ومغادرة البلاد وهناك كثيرين على مشارف التخرج.”

لايوجد حتى الآن تحرك أكاديمي أو طلابي داخل أو خارج قطر للمطالبة بوقف تطبيق القرار على الطلاب والأساتذة. كما أصدرت الإمارات والسعودية إجراءات عقابية لمنع التعاطف مع قطر.

قال شفيق الغبرا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت ورئيس الجامعة الأميركية السابق في الكويت، “كان يجب عزل مواطني الدول موضع الخلاف ومن ضمنهم الطلاب عن أي خلافات أو صراعات سياسية، لكن مازال هناك متسع من الوقت لحل الخلافات في إطارها الدبلوماسي والسياسي بعيداً عن المواطنين ومنهم الطلاب والأساتذة.”

يوم أمس، أصدرت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين بيانات أكدت فيها مراعاة الحالات الإنسانية للأسر المشتركة. لكن لا شئ واضح بخصوص الطلاب والأساتذة.

تنوي المنصوري التقدم بشكوى للجنة حقوق الإنسان في قطر، حيث لا فرصة أمامها للاعتراض في الإمارات. قالت “لقد ظلمت، لا أعرف ماذا أفعل الأن في مستقبلي الدراسي.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى