أخبار وتقارير

باحثة مغربية تدرس تأثير المناخ على الاقتصاد والمجتمع

على الرغم من حصولها على شهادة الدكتوراه حول الاستغلال الأمثل لمياه الري في المغرب العام الماضي وانتهاء زمالتها التدريبية في وكالة ناسا الأميركية منذ عامين، إلا أن شغف خلود كاهيم بالبحوث حول تأثيرات التغييرات المناخية على بلادها مازال مستمراً وكبيراً.

قالت “يمتلك المغرب الكثير من الموارد الطبيعية كالشمس والرياح، لكن لا يتم توظيفها بشكل فعال لدعم الاقتصاد والمجتمع المغرب.”

تركز كاهيم في أبحاثها على تأثير تغير المناخ على الصحة العامة، حيث عملت على دراسات حول تأثير ارتفاع حرارة المناخ الأكثر على زيادة الإصابة بداء الليشمانيا، وهو مرض جلدي ينتشر عن طريق الذباب. في الوقت نفسه، واصلت العمل على مشروع لوكالة ناسا للفضاء في الولايات المتحدة يستخدم بيانات الأقمار الصناعية لرصد استخدام المياه في الري، بحيث يمكن للمزارعين استخدام المياه بصورة اقتصادية وأكثر دقة في الزراعة.

ويرتبط الموضوعان ببعضهما ارتباطاً وثيقاً.

إذ يعاني المغرب بشدة من التغير المناخي، فهو يقع في إحدى أكثر المناطق جفافاً في العالم والتي ستعرف أكثر فأكثر تواتراً للظواهر الحادة “الجفاف والفيضانات” وتدهوراً للنظم الإيكولوجية، و ندرة في موارد المياه وتطوراً لأمراض جديدة و هجرة قسرية للسكان بحسب المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية.

كاهيم كانت العربية الوحيدة، ضمن عشرة طلاب دكتوراه من دول نامية أخرى، تحصل على منحة أمير موناكو لعام 2015، والتي سمحت لها بالتسجيل في برنامج تدريبي في مختبر علوم المحيط الحيوي في مركز غودارد لرحلات الفضاء في ولاية ماريلاند بالولايات المتحدة. وفي ناسا،ر كز بحث كاهيم خلال برنامجها التدريبي في وكالة ناسا على عدم وجود تقدير محدد لكمية المياه المستخدمة في الزراعة، لذلك حاولت استخدام التكنولوجيا، والأقمار الاصطناعية وتقنية الاستشعار عن بعد لتحديد هذه الكمية.

اليوم، لا تزال كاهيمي مقرها في جامعة القاضي عياد في مراكش، وتعمل بدوام جزئي على مشروعها مع ناسا.

قال عبد اللطيف موكريم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة بن زهر والمشرف على بحث الماجستير الخاص بكاهيم”خلود طالبة ذكية ومجتهدة، تجيد استثمار ما تعلمته، طورت أبحاثها التي بدأتها في الماجستير في منطقة أخرى في نفس المجال، وأضافت شقا آخر وهو الأمن الغذائي في بحثها للدكتوراه.”

نالت كاهيم جائزة الاستحقاق من جامعة بن زهر على بحثها لنيل شهادة الماجستير عام 2010، ومنحة بحثية لمدة عام من مؤسسة “ستارت” الأميركية ضمن أحد عشر باحثاً أخرين، ووصل عدد أبحاثها العلمية المنشورة 15 بحثاً.

اليوم، تعمل كاهيم مع خمس مزارع في مراكش لاختبار أساليب الري الجديدة القائمة على الرصد الدقيق لاستخدام المياه.

وبحسب كاهيم، فإن الحكومة المغربية قد أبدت التزاماً عاماً بدعم التقنيات والسياسات التي تساعد البلاد على التكيف مع التغييرات المناخية. لكن لا تزال هناك حاجة إلى تحسين التواصل بين صانعي السياسات والعلماء. قالت “نحن بحاجة إلى خلق علاقة بين صانعي القرار والعلماء. إذ يتعين على صناع السياسات أن يكونوا قادرين على اتخاذ قرارات مستنيرة، ولدينا البيانات التي يمكن أن تساعدهم على القيام بذلك.”

حصلت كاهيم على البكالوريس من كلية العلوم بجامعة القاضي عياض عام 2008 في مراكش، وانتقلت لنيل الماجستير من جامعة بن زهر في أغادير 2010، ثم عادت لجامعة القاضي عياض لنيل الدكتوراه، وشملت رحلتها البحثية، إضافة إلى تدريب وكالة ناسا، تدريباً آخر في معهد أبحاث التنمية في فرنسا عام 2013.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى