نصائح ومصادر

نصائح لزيادة فرص التعليم العالي للاجئين

لندن – كرّس مؤلفو تقرير صدر مؤخراً سنة كاملة لتقييم برامج التعليم العالي للاجئين. في تقريرهم، اهتم الباحثون بإدراج وجهة نظر الطلاب اللاجئين أنفسهم، وهي وجهة نظر واضحة لكنها غالباً ما تتعرض للتجاهل.

تهدف الورقة البحثية التي تحمل عنوان “التعليم العالي للاجئين في البيئات المنخفضة الموارد”، والتي أجريت بتكليف من شبكة دعم اللاجئين، وهي منظمة غير ربحية مقرها المملكة المتحدة، إلى المساعدة في توضيح الكيفية التي ينبغي من خلالها تغيير علم التربية ليضع السكان المهمشين في مركز اهتمام التعليم العالي.

وبينما يؤكد التقرير على الكثير ممّا يُتوقع بأنه يعوق الجهود التعليمية – مثل محدودية الوصول إلى الإنترنت، فإنه يوفر نُهجاً منهجية لأولئك الذين يتطلعون لتحسين برامج التعليم.

قالت كريستا بيتاني، المتطوعة في المبادرة اليسوعية للتعلم عبر العالم، والتي تقدم برامج تعليمية للاجئين في جميع أنحاء العالم، “يمنحنا التقرير المزيد من الثقة وسيساعدنا على مستويات مختلفة في تقديم خدماتنا.”

تدير المبادرة اليسوعية للتعلم عبر العالم بعض البرامج المدرجة في التقرير.

قام الباحثون بإجراء ثمانية زيارات ميدانية للإشراف على 15 برنامج تعليم عالي للاجئين في سبع دول في جنوب شرق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط (وتحديداً، في الأردن ولبنان).

ويرافق التقرير البحثي أيضاً ورقة بحثية منفصلة بعنوان “استعراض المنظر العام“، والتي تقدم الخطوط العريضة للبرامج التي تعمل حالياً على تقديم التعليم العالي للاجئين.

https://www.bue.edu.eg/

خلال الزيارات الميدانية، تم إجراء ما مجموعه 62 مجموعة تركيز و10 مقابلات فردية مع الطلاب باستخدام معايير تقييم إضافية. كما تم إدراج موظفي البرامج أيضاً في 11 مجموعة تركيز و38 مقابلة فردية.

بمرور الوقت، تحدث الطلاب عن استمتاعهم واستفادتهم من تجربة التعلم الإلكتروني الذي ربطهم بلاجئين آخرين في جميع أنحاء العالم. وتحدث ثلاثة أرباع الطلاب الذين تمت مقابلتهم عن مزايا بناء مثل هذه الإتصالات.

قال البعض إن ذلك ساعد في التخفيف من مشاعر العزلة. قال طالب لاجئ في ملاوي، “يتيح ذلك لنا الفرصة لتبادل خبرات واقعنا هنا كلاجئين. وبإمكاننا استخدام بلاكبورد [برنامج إدارة المساق] للتحدث مع أناس يمرون في حالات مماثلة في مخيمات اللاجئين الأخرى والذين يدرسون ذات المساق.”

وقال طلاب آخرون إن التفاعل مع لاجئين آخرين قد وسّع آفاقهم حيال التحديات التي يواجهها أشخاص آخرون، وأن لذلك تأثير علاجي.

قال أحد الطلاب في كينيا “أنا الآن أقل توتراً وأقل صدمة – وأشعر بأنني مرتبط بالعالم بأسره.”

على الرغم من إعراب الطلاب عن مزايا تكنولوجيا الإنترنت في تعليمهم، فإن عدداً كبيراً منهم قال إن اتصالهم بالإنترنت أبعد ما يكون عن الكمال.

كما قال ثمانية في المئة فقط من الذين شملهم التقرير إنهم لا يواجهون أية مشكلة في الوصول إلى الإنترنت، بينما قال 37 في المئة إنهم يواجهون مشكلة ما يومياً وقال 29 في المئة منهم إنهم يواجهون مشكلة ما مرة واحدة كل أسبوع. تصيب الاتصالات المتقطعة الطلاب بالإحباط لأنهم يقولون إن انعدام الوصول كثيراً ما يمنعهم من الوفاء بالمواعيد النهائية لتقديم مهامهم.

قال أحد الطلاب في أفريقيا الوسطى “إذا ما كنت تقوم بمهمة ما وتريد القيام بإرسالها، لكنك تفقد الإتصال بالإنترنت. يمكن أن يشكل ذلك تحدياً، لأنك ستفوت الموعد النهائي للتسليم.”

يفكر أكثر من ثلث الطلاب في ترك الدراسة في كثير من الأحيان أو أحياناً قليلة فقط، بحسب التقرير. وقال الطلاب إن أكبر عامل يساهم في التسرب من الدراسة هو التوتر الناتج عن ضرورة الالتزام بالمواعيد النهائية وضمان اكمال القراءة وغيرها من الأعمال الإضافية. وأضاف التقرير بأن التأكد من قدرة الطلاب على تحقيق التوازن بين تعليمهم وواجباتهم الأسرية أمر هام.

كما ورد ذكر انتقال الطلاب المتكرر في التقرير أيضاً بصفته عامل مهم يساهم في التسرب. وتشكل إعادة التوطين مشكلة لاسيما بالنسبة لللاجئين العرب، حيث  يعتبر العراقيون والسوريون في الأردن اللاجئين الأكثر عرضة لإعادة التوطين بشكل متكرر.

يقول التقرير إن إحدى أفضل الطرق لخفض معدلات الانقطاع عن الدراسة تكمن في أن تكون هناك شبكة من الأشخاص على أرض الواقع – ولا يشترط أن يكونوا من المعلمين – والذين يكون في مقدورهم الوصول للطلاب الذين يفوتون حصصاً دراسية وتقديم مشورة غير رسمية لهم لتشجيعهم على المثابرة. كما أن تقديم المساعدة في تكاليف النقل والإقامة أمر فعال أيضاً.

يكمل حوالي 7,2 مليون من اللاجئين المراهقين تعليمهم الثانوي، لكن أقل من 200 ألف لاجئ يحصلون على تعليم جامعي في المرحلة الجامعية، بحسب الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة. وإلى جانب الحاجة لزيادة إمكانية وصول اللاجئين للتعليم العالي، يوصي التقرير بالتأكد من عدم ترك اللاجئين الأكثر ضعفاً.

ويحذر التقرير من أن “التركيز المفرط على نماذج التكلفة لكل مستفيد تقود البرامج بعيداً عن التركيز على الأكثر تهميشاً بين الطلاب المحتملين من اللاجئين”. لذلك يوصي التقرير بأن تقوم المنظمات باستهداف النساء والمعاقين والأقليات الدينية والعرقية بشكل خاص.

قالت بيتاني “في كثير من النواحي، يفقد الجانب الإنساني عندما تتحدث عن الأرقام فقط. نحن نشجع بشكل فعال النساء في أفغانستان على الاستفادة من فرص التعلم معنا وفي شمال العراق قمنا بالذهاب إلى الأيزيديين. هدفنا الوصول إلى أي شخص وكل شخص على هوامش الهوامش.”

وكانت مسألة الجودة مقابل العدد حاضرة في النقاشات أيضاً.

يكلف المبادرة اليسوعية للتعلم عبر العالم 2,000 دولار أميركي سنوياً لكل طالب لإدارة برنامج دبلوم جامعي في الفنون المتحررة، و1,400 دولار أميركي لإدارة برنامج مهني، و600 دولار أميركي لتوفير دورة مكثفة في اللغة الإنجليزية. قالت بيتاني “الكثير من الناس يتساءلون عن سبب عدم التركيز على اللغة الإنجليزية لأنك تستطيع الوصول إلى عدد أكبر من الناس بذات المبلغ من المال. لكن جوابنا على ذلك هو أن طلاب الدبلومات سيكونون هم صانعي السلام. وكل مجتمع سلمي يحتاج لطلاب في كل هذه البرامج.”

يقترح التقرير أيضاً طرقاً لتحسين أساليب التدريس. يتوجب على موظفي البرنامج التحدث إلى طلابهم حول أنماط التعلم المفضلة لديهم وإجراء مراجعات لآرائهم في المساقات، كما هو الحال في العديد من الجامعات. كما وجدت الورقة البحثية بأن الطلاب يفضلون التعلم التشاركي.

يقول التقرير إن المدربين عن بعد، على الرغم من قيمة ما يقدمونه، لا يستفيدون من الخبرة التي قد يكتسبها المعلم من تواجده على أرض الواقع. وقال ثلث الطلاب إن الموظفين عن بعد يمتلكون فهماً جيداً للمشاكل التي يواجهها اللاجئون – فيما قال البقية إن المعلمين عن بعد يتفهمون مشاكلهم قليلاً أو لا يتفهمونها على الإطلاق. بشكل عام، قال الطلاب إن الأساتذة عن بعد قد فشلوا في فهم التحديات الشخصية التي يواجهها اللاجئون كل يوم وسبب تفويتهم للمواعيد النهائية.

عليه سيستفيد المعلمون عن بعد من التدريب المتخصص على التحديات التي يواجهها الطلاب اللاجئون، كما ينصح التقرير.

أما بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في إلقاء نظرة على تعليم اللاجئين من خلال عيون الطلاب، فقد يكون التقرير مفيداً.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى