أخبار وتقارير

مها الأصمخ: قدوة للنساء العربيات في مجال العلوم

ترغب مها الأصمخ في معرفة الكيفية التي تتمكن من خلالها ما تسمى بالبكتريا “النافعة” في القناة الهضمية للأم من التأثير على تطور الجنين، خصوصاً بالنسبة للحاجز الدموي الدماغي، وهو حاجز يحافظ على بقاء الدم في الدماغ خالياً من المواد التي يحتمل أن تكون ضارة.

وإلى جانب كونها أم، حصلت الأصمخ على درجة الدكتوراه من معهد كارولنسكا في السويد العام الماضي، وتعمل الآن أستاذة مساعدة في قسم العلوم الطبية الحيوية بجامعة قطر.

وفي الشهر الماضي، حصلت الأصمخ على جائزة برنامج زمالة لوريال-يونسكو “من أجل المرأة في العلم” في الشرق الأوسط لعام 2016. يقدر برنامج الزمالة جهود النساء من العالمات العربيات اللاتي تمتلك بحوثهن معرفة علمية متقدمة من شأنها أن تغير العالم نحو الأفضل.

سيمنح برنامج الزمالة الأصمخ 20,000 يورو (حوالي 25,000 دولار أميركي) لمساعدتها في إجراء مشروعها البحثي المقبل. تخطط الأصمخ الآن لاستخدام هذا الدعم في معرفة إذا ما كان في إمكان البكتيريا النافعة في الأمعاء منع الإصابة بمرض السكري.

قالت “أنا سعيدة جداً لحصولي على تلك الجائزة.”

“أنصح الناس بالمضي وراء أحلامهم”.

وكانت أسماء آل ثاني، عميدة كلية العلوم الصحية والمشرفة على الأصمخ، قد شجعت الأصمخ على التقديم بطلب للحصول على الزمالة. قالت “إنها عالمة واعدة تعمل بجد. وكنت أحاول تأمين بعض الأموال لها لاستخدامها في تمويل الأبحاث.”

وأضافت “نحن بحاجة ماسة إلى عالمات من الشابات قدر الإمكان. الأمر ليس سهلاً. فحتى إذا ما عثرت على فتيات يحببن علم الأحياء، فإنهن سيجدنها مهنة يصعُب معها تحقيق التوازن مع حياتهن الاجتماعية والأسرية. لذلك، هن بحاجة لنموذج حي ماثل أمامهم.”

يضيف كون المرء عالم أحياء صعوبات إضافية. حيث يتم إجراء التجارب في كثير من الأحيان ليلاً، فلن يتمكن العلماء ببساطة من التوقف وإعادة إجراء كل شيء مرة أخرى في الصباح. وبعد الإحباط المتعلق بالأجور وفرص الترقية، غالباً ما تؤدي القيود المرتبطة بالأسرة بالنساء لترك مجال العلوم.

تدرك مها الأصمخ صعوبات إدارة هذا التوازن بشكل أفضل من غيرها. لكنها نجحت في تحقيق هذا التوازن. ولمعرفتها بأن الكثير من الباحثات يتقاسمن هذا القلق، ترغب الأصمخ في أن تعرف النساء من العالمات بأن في الإمكان القيام بذلك.

قالت “أنصح الناس بالمضي وراء أحلامهم.”

في محاولة للإجابة على الأسئلة العلمية التي تسعى للحصول عليها، قامت الأصمخ بإجراء تجارب على الفئران الحوامل من خلال التلاعب بالبكتيريا المتواجدة في الأمعاء، ومن ثم دراسة نسلها بعد ذلك.

قالت موضحة “من الواجب إغلاق الحاجز الدموي الدماغي بهدف منع المواد الضارة من المرور. لقد وجدنا بأن مستوى البكتيريا النافعة يؤثر في تطور [الحاجز الدموي الدماغي].” كما تعتقد بأن المواد الكيميائية التي تطلقها البكتيريا – وإن لم يتم إثبات ذلك بعد – يمكن أن تساعد في تكوين الحاجز.

وأضافت “الآن، أنا أفكر في الانتقال إلى البشر. لدينا نسبة عالية من المصابين بمرض السكري في الدوحة وأرغب في معرفة إذا ما كان في الإمكان منع ذلك.” هناك بالفعل بعض الدراسات التي توضح بأن للبكتيريا النافعة تأثير ممكن على مستويات الإنسولين، لكن تلك الدراسات قد أجريت على البالغين، والأصمخ ترغب في معرفة تأثير البكتيريا الموجودة في أمعاء الأم على فرص إصابة طفلها الذي لم يولد بعد بمرض السكري.

تقول الأصمخ إن هذه الدراسة لن تكون بسيطة ولم يتم وضع اللمسات الأخيرة للكيفية الدقيقة التي سوف يتم إجراؤها وفقاً لها بعد. لكن أولئك الذين عملوا معها من قبل يعتقدون بأنها ستكون قادرة على العثور على وسيلة لتحقيق ذلك.

قال فهد الزدجالي، الأستاذ المساعد في جامعة السلطان قابوس في سلطنة عُمان، والذي درس مع الأصمخ في السويد، “عندما لا تسير الأمور على ما يرام، لا تنهار الأصمخ وتقول إنها نهاية العالم.”

يأمل الزدجالي في التعاون مع الأصمخ في المستقبل، قال “مها شخص عظيم للعمل معه، وشخصية حكيمة. إنها لطيفة وذكية وتستمتع بما تقوم به.”

من الضروري أن تقوم الأصمخ باستخدام بيانات من السكان العرب عندما تبدأ بإجراء دراستها حول مرض السكري، بحسب آل ثاني. قالت “إن تأثير بكتيريا الأمعاء على الأمراض أمر مهم وقد أصبح موضوعاً مثيراً للجدل، والعديد من شركات الأدوية مهتمة بذلك. لكن البكتريا الموجودة في أمعاء السكان من العرب ستكون مختلفة، ولذلك سيكون من المهم أن يكون لدينا عالمة قطرية محلية مهتمة بهذا الأمر.”

يأمل أنصارها في أن تساعدها الجائزة في الحصول على الدعم الذي تحتاج إليه للمضي قدماً في حياتها المهنية والبحثية.

قال فهد الزدجالي “هذه الجوائز مهمة للنساء العربيات لأنها تساهم في توفير التمويل، لكنها تخلق صورة في الوقت ذاته. نحن بحاجة لأن نظهر للعالم والمنطقة بأن العالمات العربيات جديرات بالتقدير.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى