نصائح ومصادر

تقرير جديد: تعلم اللغات ضروري لتعزيز قدرات اللاجئين

يحتاج اللاجئون السوريون للكثير من الأشياء، كالأمان والطعام والتعليم وهذا غيض من فيض. ولمساعدتهم على النجاح – في البلدان المضيفة أو حتى حين عودتهم في نهاية المطاف إلى بلادهم -يبدو من الضروري مساعدتهم على تطوير مهاراتهم اللغوية، سواء لغتهم الأم العربية أو حتى لغات أخرى كالتركية والإنجليزية والفرنسية. إلا أن اللغات والاستراتيجيات، التي يتوجب على المنظمات والحكومات التركيز عليها، تختلف من بلد إلى آخر بحسب النتائج التي توصل إليها تقرير جديد صدر مؤخراً عن المجلس الثقافي البريطاني.

يهدف تقرير “اللغة لتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات” إلى التعرف على الاحتياجات الأساسية للاجئين والممارسات الأساسية للمنظمات والحكومات المشاركة في عمليات الاستجابة لاحتياجات اللاجئين، إضافة إلى اقتراح أساليب لتطوير برامج اللغة في أوقات الأزمات الطويلة وتنسيق الجهود بحسب جوزيف فيلد، مدير مشروع المجلس الثقافي البريطاني في الأردن.

قال “نحن نأمل أن نظهر للناس ما يتعين عليهم القيام به، وكيف يمكن أن يتعاونوا معاً لتحسين ظروف اللاجئين بصورة حقيقية.”

تختلف اللغة التي يتوجب التركيز عليها بحسب اختلاف النظم التعليمية بين الدول. لكن فيلد يقول إن”اللغة لتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات” ليست هامة للطلاب فقط.

قال “إنها هامة للجميع، للشباب في مجال التعليم العالي، والآباء في محاولة دعمهم لأطفالهم، وكبار السن الذين يحاولون التواصل مع الأطباء والباحثين عن فرص العمل.” مضيفاً أنها أيضاً “للأساتذة وقادة المدارس الذين يحاولون التعامل مع التدفق الهائل للطلاب من خلفيات تعليمية مختلفة.”

يشير التقرير إلى أن اللاجئين في الأردن يحتاجون إلى تطوير مهاراتهم في اللغة الإنجليزية بالإضافة إلى اللغة العربية في الأطر الرسمية وغير الرسمية سواء.

قال فيلد “إذا كنت طفلاً قادماً للدراسة في الأردن ولم تدرس الإنجليزية من قبل فإن وضعك سيكون حرجاً.”

ويشير التقرير إلى العراق أيضاً كمكان يتطلب مهارات جيدة في اللغة الإنجليزية مع أهمية تحسين أساليب مدرسي اللغة الإنجليزية، بحسب فيلد.

ويقول التقرير أنه من الضروري في لبنان تطوير مهارات أساتذة اللغة و”البناء على البرامج المقدمة حالياً،” خاصة مع الحاجة إلى إجادة اللغة الإنجليزية والعربية والفرنسية في هذا البلد.

بالطبع، يتسبب موضوع اللغة في خلق مجموعة كبيرة من التحديات للطلاب اللاجئين السوريين. وبينما يشيد التقرير بالوضع في لبنان لنجاحه في تعزيز الاندماج متعدد الثقافات في الفصول الدراسية، فإنه يشير إلى صعوبات الدراسة باللغتين الإنجليزية والفرنسية بوصفهما لغة ثانية في المدارس بدلاً من كونهما لغات أجنبية. ويوصي التقرير الأساتذة أن يكونوا أكثر وعياً لهذه الحقيقة. كما يوصى التقرير بضرورة شرح نتائج النزوح والخسارات التي يعاني منها الطلاب اللاجئين الذين يدرسون بلغة ثانية.

في تركيا، تحظي اللغة التركية باهتمام رئيسي – وهو أمر يبدو طبيعياً – ليس فقط من ناحية التدريب الرسمي على اللغة، ولكن التقرير يحث على حاجة اللاجئين لممارسة الغة التركية لاستخدامها في وسائل النقل العام والخدمات وفرص العمل.

يتمنى فيلد أن يتم النظر لقضية اللغة بجدية. ويؤكد أن مؤسسته تعمل منذ أربع سنوات على برامج اللغة في الأردن، لكنها لم تطلق عليها اسماً خاصاً إلا مؤخراً. كما يأمل أن يسهم اطلاق اسم “اللغة لتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات” في تسليط الضوء على المشكلة وجمع الأفكار والممارسات المختلفة التي تعمل بصورة منفصلة حتى الآن.

قال “هذه دعوة إلى العمل. يعمل المجلس الثقافي البريطاني في هذا المجال في جميع البلدان التي تستضيف اللاجئين السوريين، ونحن نرحب بأي اهتمام من الجامعات والمنظمات غير الحكومية لدعم هذا الجهد.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى