أخبار وتقارير

كفاح الطلاب العراقيين النازحين لإستكمال تعليمهم

بغداد- لم تتمكن أمال هادي، طالبة جامعية من مدينة الفلوجة، من تحقيق حلمها بإستكمال دراستها الجامعية في كلية الحقوق بسبب نزوحها مع عائلتها من المدينة التي سيطرت عليها قوات تنظيم الدولة الإسلامية  قبل عامين.

قالت “كنت طالبة متفوقة في جامعة الأنبار، لكن دخول إرهابيي تنظيم الدولة دفعنا للفرار من المدينة حفاظاً على حياتنا.”

تعتبر هدى طالبة من آلاف الطلاب العراقيين، الذين أجبرتهم العمليات العسكرية المتواصلة في  محافظاتهم على النزوح وترك مقاعدهم الدراسية هرباً من جحيم المعارك المستمرة منذ احتلال مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لمدينة الموصل في العاشر من شهر حزيران/ يونيو من عام 2014. اليوم، يسيطر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على نحو 40 في المئة من مساحة العراق، الأمر الذي نتج عنه وتوقف الدراسة في سبع جامعات عراقية في محافظات نينوى وتكريت و صلاح الدين والأنبار والفلوجة وكركوك وديالى.

وبحسب تقديرات الحكومة العراقية فإن عدد النازحين العراقيين بلغ أكثر من 3 ملايين ونصف المليون نازح، ثلثهم من الطلاب الذين نزحوا إلى مناطق وسط وجنوب العراق أو إلى محافظات إقليم كردستان. وكانت منظمة اليونيسف قد أعلنت مطلع الشهر الحالي أن أكثر من نصف مليون طفل عراقي يعملون لكسب العيش، بدلاً من الانتظام في المدرسة، حيث ألحق العنف والتهجير الضرر بدخل الملايين من الأسر. ووفقا لأرقام يونيسف فإن نحو 10 في المئة من أطفال العراق – أي نحو مليون ونصف المليون طفل – أجبروا على النزوح منذ بداية 2014 بسبب العنف.

مع ذلك، فقد تمكن عدد من الطلاب النازحين من الالتحاق بجامعات بديلة في المدن التي نزحوا إليها. إذ تمكن محمد العاني، طالب في كلية العلوم، من الالتحاق بجامعة كركوك التي استضافت أكثر من 20 ألف طالب نازح من مدينة الموصل ومحافظة الانبار حتى الأن بحسب ما يقول. قال “اعتقدت أنني خسرت كل شئ، لكن التحاقي بالجامعة مجدداً أعاد لي الأمل بغد أفضل.”

يعتقد العاني أن الطلاب النازحين تأقلموا بشكل كبير مع طلاب الجامعة الأصليين ومعظمهم تمكن من تعويض ما فاته من دروس. قال “لكننا نرغب بالعودة لمدينتنا وجامعتنا بعد التحرير بالـتأكيد.”

وكحال جامعة كركوك، استقبلت غالبية الجامعات العراقية الحكومية مئات الطلاب النازحين.

قالت نزهت الدليمي، أستاذة في كلية الإعلام في جامعة بغداد، “قبول الطلاب النازحين في جامعات المدن التي نزحوا إليها أمر ضروري لضمان عدم توقفهم عن التعليم رغم ما تسببه ذلك في ازدحام كبير في الصفوف الدراسية وضغوط كبيرة على الأساتذة.”

وبحسب وزارة التعليم العالي، فإن الطلاب النازحين مازالوا محسوبين على  جامعاتهم الأصلية ويتم إصدار كافة النتائج والأوراق بإسم تلك الجامعات.

حتى الآن، لايوجد إحصاء رسمي لقيمة أو حجم الأضرار التي تعرضت لها المؤسسات التعليمية والجامعات. إلا أن تقارير إعلامية تتحدث عن أضرار جسيمة لحقت بجامعة الأنبار الواقعة في مدينة الرمادي والتي رغم تحريرها من سيطرة قوات تنظيم الدولة إلا أن وزارة التعليم أجلت الدراسة فيها حتى اشعار آخر. في المقابل، يدرس الطلاب جامعة الحمدانية في مقر مؤقت افتتحته إدارة الجامعة في مدينة أربيل عوضاً عن مقرها الرئيسي في مدينة الموصل وبكليتين فقط واحدة للتربية والأخرى لإدارة الأعمال والاقتصاد. كما تم افتتاح مقر مؤقت لجامعة الفلوجة داخل كلية الطب البيطري في جامعة بغداد بمنطقة أبو غريب غربي بغداد من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (هابيتات) توفر 25 فصلاً دراسياً و 128 وحدة سكنية يمكنها استيعاب 512 طالبا للإقامة.

قال عرفان علي، مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، “إن حرمان الشباب من التعليم يشكل أحد العوامل المغذية لدوامة الفقر وفقدان الأمل والإحباط،” متمنياً أن تساعد المباني الجديدة لجامعة الفلوجة الشابات والشباب من الطلاب على المضي قدما بتعليمهم ولعب دور فعَّال في التغيير الايجابي والبناء مستقبلا.

من جهة أخرى، يواجه الطلاب الذين نزحوا من مناطق سهل نينوى، ونينوى إلى كردستان تحديات من نوع أخر نتيجة اختلاف نظام التعليم بين الإقليم وباقي المدن العراقية حيث يتم اعتماد اللغة الكردية للتدريس، مع صعوبة الالتحاق بجامعات خاصة بسبب ارتفاع تكلفتها.

وفي الوقت الذي تدعو فيه وزارة التعليم العالي الجامعات الخاصة لاستقبال الطلاب النازحين  مجاناً، يطالب فيه طلاب مدينتي الفلوجة والشرقاط – اللتان تشهدان عمليات عسكرية مؤخراً- الوزارة السماح لهم بإعادة التقدم لامتحان نهاية العام لاحقاً.

قال رعد الدهلكي، عضو لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي، “على وزارة التعليم العالي إعطاء فرصة آخرى للطلبة النازحين لتأدية إمتحانتهم النهائية، خاصة مع الازدياد المستمر والمتواصل لأعداد النازحين في البلاد.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى