أخبار وتقارير

دكتوراه مع وقف التنفيذ بانتظار حق اللجوء في فرنسا

تأتي هذه القصة ضمن سلسلة قصص عن اللاجئين الشباب والنازحين وطالبي اللجوء وسعيهم لاستكمال تعليمهم والعثور على فرصة عمل.

سافر إبراهيم، شاب عراقي في مقتبل العمر، إلى كل مكان تقريباً في سعيه لاستكمال تعليمه.

حصل العراقي، الذي طالب بعدم الكشف عن هويته، على درجة البكالوريوس في مجال الملاحة والنقل البحري من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في مصر. وأضاف بأنه سار على خطى والده وشقيقه في مجال الشحن البحري، لكنه قام بتوفير أجوره التي تقاضاها من عمله كملاح ليتمكن من التسجيل في برنامج للحصول على درجة الماجستير في إدارة الطاقة من جامعة نيقوسيا بقبرص. ليحصل فيما بعد على منحة دراسية لإستكمال دراسته مع فصل دراسي يقضيه في كلية ESC رين للأعمال بفرنسا.

ومع تصاعد العنف وعدم الإستقرار في العراق، تقدم إبراهيم للحصول على حق اللجوء في فرنسا عندما أنهى حصوله على درجة الماجستير في الخريف الماضي. يسعى إبراهيم الآن للحصول على الدكتوراه في إدارة الطاقة، لكنه لا يزال ينتظر جواباً على طلب اللجوء الذي تقدم به. وهو عالق الآن.

يحتاج إبراهيم لتعلم اللغة الفرنسية بهدف الدراسة والحصول على شهادة عليا. لكنه لن يتلقى دعماً من الحكومة الفرنسية يمكنه من دراسة اللغة حتى يتم منحه حق اللجوء، ولذلك فإنه لا يستطيع التقديم بسهولة إلى برنامج الدكتوراه. وهو يعيش الآن كملاح ماهر من دون وظيفة في رين. قال “يجب أن تكون هنالك حاجة لاختصاصي. لكنني الآن أبذل قصارى جهدي للحصول على منحة دراسية. إنه واقع مرير. جميع زملائي قباطنة الآن، وها أنا هنا أنتظر فحسب. ليس لدينا مستقبل.”

وتقدم أكثر من 75.000 شخص بطلب اللجوء في فرنسا عام 2015 وسط موجة هائلة من اللاجئين والمهاجرين اجتاحت أوروبا في السنوات الأخيرة، بحسب بيانات الاتحاد الأوروبي. ولم تكشف الحكومة الفرنسية عن عدد الطلاب منهم ممن حصلوا على ملاذ آمن لكنهم وقعوا في حالة من الإهمال مثل إبراهيم.

مع ذلك، تضاعفت مبادرات الترحيب باللاجئين في فرنسا العام الماضي.

في أيار/ مايو الماضي، تعهد تيري ماندون، وزير التعليم العالي الفرنسي، بتسهيل إجراءات اللجوء وإيجاد تمويل لمساعدة اللاجئين على الالتحاق بالجامعات الفرنسية.

ويحاول العديد من المتطوعين جعل البلاد أكثر ترحيباً باللاجئين. وقامت مجموعة مشهورة تدعى سينغا فرنسا Singa France بربط المواطنين الفرنسيين مع المهاجرين لتشجيع التفاعل والتواصل. وتوفر المنظمة دروساً في اللغة وفن الطهي، ونزهات لحضور الحفلات وغيرها من المناسبات، وخلق الصداقات، بهدف التعبير عن كيفية الاندماج في الثقافة الفرنسية. وفي شباط/ فبراير، أطلقت المجموعة منصة ساعدت الآلاف من اللاجئين على العثور على أناس مستعدين لاستضافتهم في بيوتهم.

قالت أليس باربي، 28 عاماً، التي ساهمت في تأسيس سينغا قبل أربعة أعوام، “هنالك دائماً صور سلبية عن اللاجئين. اللاجئ “إنسان”. وقد يكون صديقاً، أو فناناً، أو طبيباً. لا ينبغي علينا التحدث عن تحمل كل بؤس العالم، وإنما التحدث عن الثراء الذي يمثلونه.”

استفاد إبراهيم من مثل هذه المشاعر. فعندما أخذ سيرته الذاتية إلى مركز رين الدولي لدراسة اللغة الفرنسية كلغة أجنبية، منحه العميد فرصة للدراسة في معهد اللغة التابع للجامعة لمدة ستة أشهر ومن دون رسوم دراسية.

وعندما انتقل من السكن الطلابي  بعد الإنتهاء من برنامج الماجستير، أخبرته الحكومة بأن عليه أن يجد مكاناً للإقامة بنفسه. وبصفته طالب لجوء، يحصل إبراهيم على بدل شهري قدره 330 يورو من الحكومة الفرنسية، لكنه ينفق 350 يورو شهرياً لإستئجار غرفة في شقة في رين يتقاسمها مع أربعة أشخاص. ويقول إنه يعتمد على منظمات مثل الصليب الأحمر ومدخراته الشخصية لتغطية نفقاته.

الآن، يمتلك إبراهيم صلات محدودة بأشخاص في العراق. حيث توفي والده في تموز/ يوليو الماضي، عندما كان إبراهيم لا يزال في قبرص. حيث سافر جواً لمدة ثلاثة أسابيع لحضور الجنازة. ولم يعد إلى العراق منذ ذلك الحين ولا يتوقع أن يعود في القريب العاجل. كما توفيت والدته أيضاً، ويعيش أخوته الآن في تركيا.

يأمل إبراهيم في الحصول على جواب لطلب اللجوء قريباً ليتمكن من استئناف دراسته والعودة للعمل في نهاية المطاف. لكنه يقول “أنا خائف على الدوام من إحتمالية أن يقوموا بإعادتي إلى العراق مرة أخرى.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى