مقالات رأي

تحرش جنسي داخل الجامعة الأميركية في القاهرة

– تم نشر المقال لأول مرة على موقع مبادرة الشرق الأوسط الجمعي ويعاد نشره هنا مترجماً بموافقة الكاتبة. لاحقاً، قامت الجامعة الأميركية في القاهرة بإرسال رد على الحادثة الواردة أدناه، ننشره كاملاً كما وردنا في نهاية المقال.

تبدو الحياة في القاهرة ممتعة بصورة رائعة وساحرة بشكل لا يصدق. لكن، هناك أيام تعيسة، باعتبارك إمرأة، حيث ترغبين بعدم مغادرة منزلك إطلاقاً بسبب السلوك غير المقبول لذكور المجتمع المصري. فخلال الفصل الدراسي الماضي تعرضت لمحاولات تحرش في مقهى الجامعة الأميركية في القاهرة، قبل محاولتي المغادرة للمكتبة لاستكمال العمل على أطروحة الماجستير.

كان الطقس شديد الحرارة وتوجهت للحصول على ماء. كنت أفتح باب المبردة عندما سمعت صوت تقبيل ومصمصة شفاه “طبيعية” كتلك التي تسمعها كل إمرأة باستمرار في الشوارع بغض النظر عن عرقها أو حجمها أو نمط ملابسها، صادرة عن بعض نُدُل المقهى الواقفين خلفي. رغبت في البداية في تجاهل الصوت، لعدم رغبتي في الدخول في مشكلة قبل بدء الدراسة. لكن عندما انحنيت لالتقاط زجاجة ماء سمعت هذه الأصوات مرة أخرى. استدرت ورأيت ثلاثة رجال يحدقون بي بعيون واسعة، وتقدم أحدهم ملتفاً حول منضدة الطعام وقد زم شفتيه في وجهي. قلت في نفسي “ياالله، هل ما يحدث حقيقي؟ هل تعتقد أنني سأتقدم نحوك وأقبلك أنت أيها الرجل المثير للاشمئزار؟”

لم أعد قادرة على كتم غضبي وإحراجي، فانفجرت.

توجهت للمدير وشرحت له ماحدث وكيف أنه من غير المعقول أن أتعرض لهذا النوع من التحرش داخل الحرم الجامعي. لم ينظر الرجل في عيني مطلقاً وبدأ بالضحك وهو يعد المال. الأمر الذي زاد في غضبي فقلت له “هل تعتقد حقاً أنني سعيدة بتعرضي للتحرش في الحرم الجامعي؟ هل تعتقد أنه مقبول بالنسبة لي سماع تلك الأصوات في الوقت الذي أحاول فيه أن آكل وأتعلم؟”

مرة أخرى، لم يقل المدير مدير شيئاً، لذلك طالبت بالتحدث مع رئيسه في العمل. بفضل من الله، تقدم طالب لطيف للغاية، إسمه حسام، لمساعدتي بينما كانت الدموع تنفجر من عيني وأنا أنتظر.

ساعدني حسام في ترجمة ما حدث وازداد غضبه عندما أدرك أن شكواي لم تؤخذ على محمل الجد. بدأ العديد من الطلاب بالتجمع حولنا، كان هناك الكثير من الصراخ والفوضى، شعرت أنني ضئيلة وعديمة الأهمية و نُدُل المقهى والمدير الأول ينفون كل ما حدث.

https://www.bue.edu.eg/

تصاعد الموقف حتى بدأ مديرو الجامعة الأميركية في القاهرة بتكذيب حتى أسمائهم الشخصية، بحيث لا أتمكن من التقدم بشكوى رسمية لتوثيق ما حدث كما اقترح حسام. ابتعد بعض الشهود لتفادي الحديث معي، كما اختفى نُدُل المقهى بحيث لا أتمكن من الشكوى ضدهم. (قام حسام لاحقاً بالتأكد من تضمين كل هؤلاء الرجال في الشكوى). بينما تسأل مديرون آخرون عن أدلتي للتحقق مما أقوله.

ولعل أكثر اللحظات صدمة لي كانت عندما قال لي أحد الطلاب “تجاوزي الموضوع –التحرش- فقد يفقد الشخص وظيفته بسبب هذا الموضوع. ماشي. هل أنت متأكدة أنه تحرش بك؟ ربما كان يناديك فقط. خلاص.”

نظرت إليه في عينيه، وحسام إلى جانبي، وقلت “فليذهب إلى الجحيم.”

من المفترض أن تكون الجامعة الاميركية مكاناً لتقديم الأمثلة الصحيحة، وخلق “المواطن الأنموذج” وحيث لا يتصرف الرجال بسلوك حيواني مبتذل. للأسف، لم تكن الجامعة الأميركية في القاهرة الملاذ الآمن الذي أطمح إليه كما أنها ليست بعيدة عن وباء التحرش الجنسي المنتشر في مصر.

على غرار العديد من الجامعات في العالم الغربي حيث تتعرض الطالبات وأعضاء هيئة التدريس للاغتصاب والاعتداء الجنسي والتحرش ( كحادثة إيما سولكويتس في جامعة كولومبيا وحادثة إيميلي دو في جامعة ستانفورد)، فإن أمام الجامعة الأميركية في القاهرة طريق طويل جداً قبل القول إنها تخلصت من ثقافة الاغتصاب والعنف الجنسي ضد النساء.

تقدمت بشكوى التحرش الجنسي، وذلك بدعم من الأصدقاء المقربين والطلاب الذين أكدوا لي أنني على حق وأن التحرش الخطأ دائماً.

*ويتني بوشنان :مؤسسة مبادرة الشرق الأوسط الجمعي. محللة أميركية مهتمة بقضايا المساواة بين الجنسين وشؤون الشرق الأوسط، وتقيم حاليا بين القاهرة وبرلين.

بتاريخ 19 حزيران/ يونيو، وصل الفنار للإعلام الرد التالي من المكتب الإعلامي للجامعة الأميركية في القاهرة، ننشرها كاملاً كما وصلنا:

“تم رفع شكوى إلى مكتب تكافؤ الفرص والعمل الإيجابي (EOAA)، الذي حقق في الحادثة وتأكد من تصرف العامل بشكل غير لائق. وتمت معاقبة العامل، الذي كان يعمل كأحد موظفي خدمة المقهى ، مباشرة وهو لم يعد عاملاً في الجامعة الأميركية في القاهرة حالياً.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى