مقالات رأي

الجامعات العربية بمنظور إفريقي

كيب تاون – بدا عالم الجامعات العربية مختلفاً عند إلقاء نظرة فاحصة عليه من الطرف الجنوبي لأفريقيا. إذ غالباً ما تنظر العديد من مؤتمرات التعليم الدولية الكبرى إلى الجامعات من خلال عدسة أمريكية شمالية أو أوروبية. لكن العديد من محاضرات مؤتمر الإتجاه إلى العالمية التابع للمجلس الثقافي البريطاني امتلكت منظوراً جديداً. فمع تمثيل عربي وأفريقي في الإجتماع أعلى من المعتاد في معظم مؤتمرات التعليم العالمية، تولدت نقاشات مختلفة. وكان العديد منها ذو صلة بالجامعات العربية.

وفيما يلي بعض من أبرز الأفكار التي تم طرحها:

  • في بعض البلدان، قد يكون من الأفضل، كما قال بعض المتحدثين، إذا ما تطور الطلاب في سياق ثقافاتهم بدلاً من السعي لتحقيق هدف كثيراً ما يتم الإستشهاد به في ضرورة أن يصبح الطلاب “مواطنين عالميين”.
  • التدويل في كثير من الأحيان عملية يزداد الأثرياء من خلالها ثراءاً، مع إرتباط المؤسسات المتميزة مع بعضها البعض ليتضاعف إنعدام المساواة في طريقة توزيع أموال الأبحاث وأفضل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. حيث قال أحد المعلقين بلسان لاذع بأن هنالك وجهتا نظر في مسألة التدويل، موضحاً أن “الوردية منها كذبة”.
  • قد يسيل التصنيف العالمي للجامعات دموع الأمم بدلاً من بنائها. فمن الممكن أن تصب الدول النامية الساعية لامتلاك مؤسسات بترتيب عال عالمياً كل مواردها الشحيحة على مؤسسة واحدة على أمل أن تنال تصنيفاً جيداً. ويمكن أن يأخذ هذا الموارد من الجامعات التي تدرس مجموعة واسعة من السكان.

وبغض النظر عن مدى تأثر الأكاديميين من تصنيف الجامعات، فإنهم غالباً ما يحتشدون في جلسات المؤتمر التي تناقش هذا الموضوع. وركز الكثير من النقاش الذي دار في جلسة “الإتجاه إلى العالمية” على التصنيفات التي تركز على التعليم. حيث قال المتحدثون إن الجامعات التي تقبل طلاباً مهيئين بصورة سيئة وتقوم بعمل جيد لتعليمهم، أو الجامعات التي تأخذ الكثير من الطلبة بدلاً من التركيز على عدد قليل من النخبة تتم معاقبتها في التصنيف العالمي. وفي حين أن مثل هذه الحجة تُسمع أيضاً في المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الأميركية، إلا إن معناها يتضخم بالنسبة للجامعات العربية أو الأفريقية التي تتعامل مع الآلاف من الطلاب الذين يحتاجون لمساعدات إصلاحية. قالت إيلين هاسلكورن، مديرة معهد سياسة أبحاث التعليم العالي في معهد دبلن للتكنولوجيا، “التصنيفات أمر لا مفر منه، مثل موقع تريب أدفايز TripAdvaisor، لكنها تعني القليل جداً بالنسبة للطلاب.”

وفضلاً عن ذلك، فإن بإمكان التصنيفات أن تخنق المناقشات الوطنية حول طبيعة التفوق الأكاديمي، بحسب بعض المتحدثين. فقد قال بليد نزيماندي، وزير التعليم العالي والتدريب في جنوب أفريقيا، “نحن لا نناقش بشكل كاف ما نريده من مؤسساتنا.”

وقد تمت إعادة النظر حتى بالفرضية الأساسية التي تقترح كون الدراسة في الخارج قوة إيجابية على الدوام. حيث قال أحد المسؤولين من جامعة كيب تاون “هل نحن بحاجة لإرسال الطلاب إلى الخارج أم أننا بحاجة للتأكد من أنهم يعايشون تجربة التنوع في ساحتهم الخلفية؟”. ودعا أكاديميون أفارقة آخرون، بما فيهم فيليكس مارنجي من جامعة يتواترسراند، لتطوير نماذج قيادة محلية، بدلاً من إستيراد نماذج من الخارج. ففي جنوب أفريقيا، كما قال، من المهم تطوير نماذج قيادة في سياق فهم الفقر المستشري في البلاد على نطاق واسع، والإرث المستعصي لنظام الفصل العنصري، والتقاليد الثقافية مثل طقوس العبور والتي يمكن أن تعني لبعض الناس نهاية التعليم الرسمي.

في العديد من البلدان، جاءت نوبة جنون المساق الهائل المفتوح عبر الإنترنت (MOOC) وإنحسرت، إلا إن هذا الهيجان لم يصل إلى أفريقيا بعد. قالت كاثرين نغوغي، مديرة مشروع الموارد التعليمية المفتوحة – بأفريقيا، في كينيا، “ليس هنالك الكثير من الناس في القارة ممّن يتمكنون من الوصول إلى التكنولوجيا لمدة تسمح لMOOC بأن تحدث معهم فرقاً.”

لم أتفق مع كل حجة سمعتها، وأدركت بأن هذا الإجتماع لم يكن الأول في جعل بعض البلدان النامية تستفيد من التعليم العالي الدولي. لكنني استمتعت بفرصة الإستماع والحصول على بعض الأفكار الجديدة عن قضايا تمت مناقشتها كثيراً.

* ديفيد ويلر، رئيس تحرير الفنار للإعلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى