نصائح ومصادر

استطلاع جديد: البطالة تدفع الشباب العربي إلى الانضمام لداعش

عمان— يعتقد ربع الشباب العربي أن البطالة هي المحرك الرئيسي وراء تجنيد الشباب في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب دراسة جديدة لآراء الشباب في العالم العربي.

وتعتبر الاختلافات الدينية من بين الأسباب التي تجذب الشباب للميليشيات المتطرفة بنسبة 18 في المئة، والتوتر الطائفي بين السنة والشيعة بنسبة 17 في المئة، وردة فعل على صعود القيم الغربية العلمانية في المنطقة بنسبة 15 في المئة.

قال سونيل جون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة العلاقات العامة أصداء بيرسون مارستيلر التي أجرت الاستطلاع في بيان صحفي، “إن أقل من نصف جميع الشباب العربي يعتقدون بوجود فرص لائقة في سوق العمل.” وأضاف “النتائج الكئيبة والمتشائمة التي جاءت من قبل الكثيرين من المشاركين في الإستطلاع تعتبر اتهام صريح  للحكومات التي فشلت في معالجة هذه المسألة الأساسية.”

مع ذلك، يعتقد الشباب العربي أن صعود تنظيم الدولة الإسلامية هو العقبة الرئيسية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط قبل تهديدات الإرهاب والبطالة والاضطرابات المدنية. لكن الدعم الضمني للتنظيم آخذ في الانخفاض، إذ قال 13 في المئة فقط من المشاركين في الاستطلاع أنهم يمكن أن ينضموا للتنظيم في حال لم يستخدم الكثير من العنف مقارنة مع 19 في المئة في عام 2015.

أجرت استطلاع الرأي، مؤسسة بن شوين بيرلاند، ومقرها الولايات المتحدة، لصالح شركة “أصداء بيرسون- مارستيلر” التي لديها مكتب في دبي، وشارك فيه 3500 من الشباب والشابات بأعمار من 18 الى 24 في عموم العالم العربي في الفترة من 11 الى 22 فبراير/شباط.

لكن بعض الخبراء يقولون إنه لا يجب الأخذ بنتائج المسح تماماً.

قالت ناتاشا ريدج، المدير التنفيذي لمؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة، مؤسسة غير ربحية وشبه حكومية مقرها إمارة رأس الخيمة، ” تبدو نتائج المسح وصفية أكثر من كونها نتائج ذات دلالة إحصائية. لا يوجد دليل إحصائي واضح على ربط البطالة بالإرهاب على سبيل المثال.”

تعتقد ريدج، التي تعمل مؤسستها حالياً على بحوث تتعلق بدور الآباء في العالم العربي، أنه من المرجح أن يكون للأسرة -التي لم يتم ذكرها في الإستطلاع الأخير- دور كبير في هذه المسألة. قالت “سيكون من المفيد تضمين المزيد من الأسئلة حول الأسرة.”

من جهة أخرى، أعرب 52 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أن الدين يلعب دوراً كبيرا جداً في المجتمع العربي عموماً، بينما يعتقد 61 في المئة من الشباب في منطقة الخليج بذلك. ويؤكد غالبية الشباب العرب (53 في المئة) أن تعزيز الاستقرار في المنطقة هو أكثر أهمية من تعزيز الديمقراطية (28 في المئة). لكن ثلثي الشباب العربي يطالبون قادتهم ببذل المزيد من الجهد لتحسين الحريات الشخصية وحقوق الإنسان.

تناولت اللقاءات مع المشاركين في الإستطلاع مواضيع متعددة بين السياسة والحياة الشخصية لاستكشاف تطلعات ومخاوف الشباب العربي، ووجهات نظرهم حول الاقتصاد وتأثير البطالة وانخفاض أسعار النفط، وآرائهم حول حقوق المرأة، وتأثير الربيع العربي، وعادات الاستهلاك الإعلامي. ولم تتم الإِشارة إلى التعليم في أي من نتائج الإستطلاع العشر الرئيسية.

قالت ريدج “لست متأكدة من السبب وراء إستبعاد التعليم رغم إرتباطه مباشرة بمشكلة البطالة،” مضيفة أنه سيكون من المفيد للغاية “التعرف على آراء الشباب حول التعليم وسبل تغييره للأفضل.”

بدوره قال جيريمي جالبريث، الرئيس التنفيذي لشركة بيرسون مارستيلر أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في بيان صحفي، “إن 60 في المئة من السكان تحت سن الثلاثين، مما يعني أن العالم العربي يتمتع بنسبة كبيرة من الشباب.”

ويحصل أكبر نسبة من الشباب العرب على الأخبار اليومية من الإنترنت، وليس التلفزيون أو وسائل الاعلام المطبوعة، بحسب الاستطلاع. ففي حين قال 32 في المئة إنهم يحصلون على الأخبار من الإنترنت بلغت نسبة الذين يشاهدون التلفزيون 29 في المئة، وقال 7 في المئة فقط إنهم يقرأون الصحف يومياً (بالمقارنة مع 13 في المئة عام 2015). كما يتزايد دور منصات التواصل الاجتماعي، حيث يستخدم 52 في المئة من المشاركين في الإستطلاع الفيسبوك لمشاركة المقالات الإخبارية في مقابل 41 في المئة العام الماضي.

وعلى الرغم من قلة المسوحات في المنطقة العربية، إلا أن ريدج لا تعتقد أن المسح الجديد يفيد صانعي السياسات. قالت “العينة المشاركة في كل بلد صغيرة جداً لتوجيه صانعي السياسات المحلية، كما يجب أن نكون حذرين من استخدامه بهذه الطريقة التي تقدم حجم مع وجود غموض في المنهجية.”

مع ذلك، قد تكون نتائج المسح مثيرة لاهتمام الحكومات الغربية ومنظمات الإغاثة والمانحين. قالت “يمكن الاستفادة منه لاستكشاف مناطق تحتاج مساعدة.”

في تعليق على نتائج المسح، كتب صحافي في واشنطن بوست “لا تتخلى عن [الشباب] العرب. لأنهم يعيشون في الجحيم، لكنهم يريدون ذات العالم الحديث والأمن الذي يريده معظم الناس.”

* يمكن الاطلاع على كامل نتائج الإستطلاع هنا.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى