أخبار وتقارير

نهاية مبكرة لإضراب أساتذة الجامعات الفلسطينية

أنهى أساتذة الجامعات الفلسطينية وموظفيها إضرابهم بعد موافقة وزارة التعليم العالي على تلبية بعض من مطالبهم المتعلقة بتحسين أوضاعهم المعيشية. لكن سبل تأمين الميزانية المالية اللازمة لتحقيق المطالب ما تزال غير معروفة.

بدأت الأزمة بإعلان أساتذة الجامعات وموظفيها عن إضراب لمدة أسبوعين هذا الشهر احتجاجاً على فشل وزارة التعليم التابعة للسلطة الفلسطينية في الالتزام باتفاق العمل الذي أبرم قبل  قبل ثلاث سنوات بين الطرفين. وقال أعضاء هيئة التدريس إن الوزارة فشلت في اعتماد قوانين جديدة تؤمن بدلات المعيشة، إضافة إلى الإبقاء على الضرائب التي كان من المفترض إلغائها وعدم زيادة الأجور بنسبة 3 إلى 4 في المئة.

قال أمجد برهم، رئيس مجلس اتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية، “لم يتم تنفيذ أي من هذه النقاط حتى الآن. لذلك، قررنا التوقف لعدة أيام عن العمل.”

شارك في الإضراب، الذي تم الاتفاق على عقده على فترات مختلفة بين 8-10 و15-18 و21-25 شباط/فبراير، كل من جامعة الأقصى، وجامعة الأزهر في غزة، وجامعة النجاح، وجامعة القدس، وجامعة القدس المفتوحة، والجامعة العربية- الأميركية، وجامعة بيت لحم، وجامعة بيرزيت، وجامعة الخليل، وجامعة فلسطين الأهلية في الضفة الغربية، وجامعة فلسطين التقنية وجامعة البوليتكنيك.

وقال عبد الله نجاحرة، أستاذ القانون في جامعة القدس، “ترتفع تكاليف المعيشة بشكل ملحوظ كل يوم. لدينا الحق في المطالبة بضمانات مالية لمستقبلنا ومستقبل أطفالنا أيضاً.”

في البداية، لم تبدي وزارة التعليم العالي أي استعداد لتلبية مطالب الأساتذة. إذ نفى أنور زكريا، وكيل مساعد في وزارة التعليم العالي، وجود اتفاق بين الوزارة والاتحاد. لكنه أكد أن الوزارة تسعى لتلبية بعض طلبات الأساتذة، مشيراً إلى أنه وفي حال وجود اتفاق فإن الوزارة غير قادرة أصلاً على الالتزام به لكونها تعاني من عجز يصل إلى 43 في المئة من ميزانيتها. قال “على الاتحاد أن يتفهم واقع الحال وأن يساعد الوزارة لاستئناف العام الدراسي.” وأوضح زكريا أن أعضاء النقابة يواجهون ذات الضائقة المالية التي تواجهها الوزارة، قال “الوزارة تدعم الجامعات بقدر ما يمكن.”

لكن نصر يوسف، أستاذ الفن في جامعة البوليتكنيك، أكد أن مسؤولي الوزارة كانوا قد وافقوا على مطالب الاتحاد قبل ثلاث سنوات وأن الحجج البيروقراطية غير منصفة. لذا ونظراً لرفض المسؤولين استئناف المفاوضات لبحث سبل الاستجابة لمطالب الاتحاد، فإن أعضاء هيئة التدريس والموظفين لم يكن أمامهم سوى خيار الإضراب لتسليط الضوء على مشكلتهم.

قال يوسف “الإضراب هو أفضل وسيلة لتحقيق مطالب الموظفين.”

نتيجة لقرار الإضراب، توقف نحو 110.000 طالب وطالبة عن متابعة دروسهم في الجامعات المشاركة في الإضراب. وقال نجاحرة إن قراره وزملاءه بالإضراب لم يكن سهلاً لأنهم لايرغبون بالإضرار بمصلحة الطلاب. قال “نهتم بمصالح الطلاب، وسنعمل جاهدين على تعويضهم الدروس التي ستفوتهم.”

بدورها، تعتقد ثناء بذوية، طالبة في السنة الرابعة في كلية الهندسة المدنية في جامعة النجاح أن الإضراب عطل دراستها. قالت “لدينا محاضرة يوم الاثنين ومن ثم لن نحصل على أي درس حتى الاثنين المقبل. أسبوع كامل يفصل بين كل درس والأخر، هكذا سننسى ما نتعلمه بسرعة.”

بينما تعتقد ريهام الطيراوي، طالبة في السنة الرابعة في كلية الحقوق في جامعة بيرزيت، أن الاتحاد لم يحسب حساب أسر الطلاب الذين يضحون لإرسال أبنائهم وبناتهم إلى المدرسة. قالت “يكافح بعض أولياء الأمور لدفع مصاريف المدرسة لأبنائهم أو بناتهم، والجامعة أغلقت أبوابها دون أي اهتمام بوضع الطلاب الاقتصادي.”

في التاسع من الشهر الجاري، أعلن الأساتذة توقفهم عن الإضراب بعد موافقة الوزارة على زيادة أجورهم على مراحل متتالية وإعفاء مكافأة نهاية الخدمة من ضريبة الدخل. ولم تعلن الوزارة عن كيفية تأمين الميزانية اللازمة لتحقيق ذلك.

وعلى الرغم من عودة الأساتذة لصفوفهم الدراسية، إلا أن الطلاب مازالوا غير متأكدين من استقرار وضعهم الدراسي.

قالت أسيل حسان، طالبة في السنة الثانية في جامعة الخليل، “لانعرف متى نستأنف الدراسة ومتى تتوقف. سيتم مد الفصل الدراسي وإعطاء دروس خلال عطل نهاية الأسبوع لتعويض مافات. إنها الفوضى.”
AddThis Sharing ButtonsShare to FacebookShare to TwitterShare to ارسال ايميلShare to WhatsApp

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى