أخبار وتقارير

الجامعات العربية عرضة للقرصنة الإلكترونية

القاهرة— تحتاج الجامعات العربية إلى حماية أفضل من المخاطر الناجمة عن العصر الرقمي، بحسب تقرير ومقابلات أجريت مؤخراً.

 فبحسب التقرير الصادر عن شركة الأمن الرقمي “فاير آي” حول التهديدات الإلكترونية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا فإن هجمات البرمجيات الخبيثة قد تضاعفت تقريباً في النصف الأول من عام 2015. وظهرت المملكة العربية السعودية ضمن الدول العشرة الأوائل الأكثر عرضة للهجمات في المنطقة، بينما كان التعليم بين القطاعات الأكثر ضعفاً فيها.

وبحسب الطلاب والأساتذة السعوديين فإن الإستخدام المتكرر لشبكات الإنترنت للتعلم والتعليم، يزيد من خطر تعرض الجامعات للهجمات الإلكترونية.

ليست الجامعات العربية وحدها التي تعاني من ضعف الحماية الرقمية. إذ كشف تقرير إدكوس المماثل لعام 2014 ، مجموعة غير ربحية في مجال تكنولوجيا المعلومات في التعليم العالي، أن ما بين 2005 و 2014، صُنفت المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة كثاني أكبر قطاع يتعرض لخروقات أمنية.

يحاول القراصنة الوصول إلى مجموعة واسعة من المعلومات. قال يوجين سبافورد، المؤسس والمدير التنفيذي لمركز التعليم والبحث في جامعة بوردو “ينبغي على الجامعات حماية معلومات الطلاب والموظفين، فقد تكون تلك معلومات شخصية أو الطبية أو بيانات مالية.”

يستهدف قراصنة الإنترنت نتائج البحوث وبراءات الإختراع أيضاً.

قال سبافورد “في النهاية، تميل الجامعات لامتلاك نظام حوسبة جيد.”

لكن المهاجمين الذين ينجحون في السيطرة على مواقع الجامعات يمكن أن يستخدموها كمنصة للقيام بهجمات على الأهداف الأخرى، فضلاً عن سرقة المعلومات وحظر المحتوى.

تعرضت العديد من الجامعات العربية لهجمات ناجحة نتيجة ضعف الأمن، بحسب ما قال أحمد علي أنانبيه، محاضر في نظام المعلومات الحاسوبية في جامعة الجوف في المملكة العربية السعودية.

قال “في نهاية أيار/مايو 2015، اخترق القراصنة في المملكة العربية السعودية شبكة جامعة سعودية ونجحوا في سرقة معلومات بما في ذلك التفاصيل الشخصية، والنتائج الأكاديمية وجداول لأربعة ألاف طلاب.”

تحتاج الجامعات العربية إلى بذل المزيد من الجهود لحماية نفسها، بحسب محمد الخطيب، أستاذ مساعد في كلية علوم الحاسب والمعلومات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في المملكة العربية السعودية. قال “تحتاج الجامعات في الشرق الأوسط إلى تطوير وتحسين استراتيجياتها لأمن المعلومات. فالمنطقة مصنفة من بين المناطق الأكثرعرضة لهجمات الإنترنت.”

يتفق عزت محمود الصمادي، أستاذ مساعد في هندسة البرمجيات في جامعة اليرموك في الأردن، مع الخطيب. قال “يؤثر أي هجوم على مواقع الجامعات الإلكترونية على مصداقية وخصوصية الجامعة.”

تشهد بعض الجامعات وضعاً أفضل من غيرها من المؤسسات الأكاديمية، بحسب الصمادي. لكن تقييم الصمادي لعشرين جامعة في الأردن يخلص إلى أن عدداً كبيراً منهم يمتلك مستويات حرجة وخطيرة من الضعف. لأسباب سرية وخوفاً من تعرضها للهجوم، لم يسم الصمادي هذه الجامعات.

يقر الخبراء بعدم وجود وسيلة واضحة للمضي قدماً في مواجهة ذلك الخطر. قال جمعة كابل، مدير تكنولوجيا المعلومات في الجامعة البريطانية في دبي، “هناك انعدام الشفافية حول هذه القضية. وغالباً لا يتم الإبلاغ عن هجمات القرصنة وتبقى سرية”، موضحاً أنه لا توجد مبادئ توجيهية حقيقية من السلطات للمتابعة مع الجامعات. بينما يتفق خبراء آخرون على أهمية وجود سياسات أمنية راسخة لحماية الجامعات ومدعومة من  الأنظمة الحكومية.

https://www.bue.edu.eg/

أنتجت إدكوس دليلاً لتوفير المشورة العملية لأقسام تكنولوجيا المعلومات في الجامعات.

يؤكد الدليل على أهمية زيادة الوعي بهذه القضية في صفوف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وإنشاء وحدة مخصصة للتعامل مع أمن المعلومات مع وضع دليل واضح لسياسة الأمن الإلكتروني في الجامعة.

تتطور أساليب الهجمات الإلكترونية باستمرار. لذلك فإن أفضل دفاع هو استخدام أحدث نظم التكنولوجيا المتوفرة، بحسب الخطيب. بالطبع يتطلب ذلك استثماراً كبيراً من قبل الجامعات التي تعاني غالباً من موارد متناقصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى