أخبار وتقارير

الدول العربية في ذيل قائمة الإختبار الدولي لإتقان الإنجليزية

القاهرة – بينما تتحسن مهارات الناس في اللغة الإنجليزية في معظم البلدان، إلا إنها ليست الحالة الشائعة في العالم العربي، حيث تصنف العديد من هذه البلدان من بين أسوأ 20 بلد في إتقان اللغة الإنجليزية.

هذا هو الإستنتاج الرئيسي الذي خلص إليه تقرير صدر هذا الشهر يسمى مؤشر EF لإتقان اللغة الإنجليزية، وهو تقييم سنوي يعتمد على نتائج الإختبارات على الإنترنت لـ910 ألف شخص بالغ في 70 بلداً. ومن بين الـ22 دولة من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، تضمن التقرير 12 دولة.

وفقاً للتقرير، كثيراً ما ينظر إلى الطلاقة في اللغة الإنجليزية على أنها ترف بحيث لا تدرس بشكلٍ جيد سوى في المدارس الخاصة وبرامج الدراسة في الخارج. كما لاحظ التقرير أيضاً بأن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي المنطقة الوحيدة في العالم التي تتراجع فيها مهارات البالغين في اللغة الإنجليزية: فخلافاً لما هو عليه الحال في أجزاء أخرى من العالم، نجد بأن البالغين ممن هم أكبر من 40 عاماً من عمرهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمتلكون مهارات في اللغة الإنجليزية أقوى من تلك التي يمتلكها نظراؤهم الأصغر سناً.

تدعو الفجوة للقلق، كما أشار تقرير “مؤشر EF لإتقان اللغة الإنجليزية”، نظراً للإرتباط الوثيق بين إتقان اللغة الإنجليزية وبعض وسائل التقدم الإجتماعي والإقتصادي مثل الإتصال بالإنترنت، والبحث العلمي، والتوظيف.

واحتلت دولة الإمارات العربية المتحدة مركز الصدارة بين الدول العربية التي شملها المسح في التقرير، حاصلة على المركز 42 على مستوى العالم، لكنها لا تزال تصنف ضمن فئة “الإجادة المنخفضة للغة الإنجليزية”. فيما حصلت الـ11 دولة عربية الأخرى التي شملها المسح على تصنيف “إجادة منخفضة جدا للغة الإنجليزية”، وجاءت ليبيا في ذيل القائمة.

التصنيف على مستوى الدول العربيةالدول العربيةالتصنيف على مستوى العالممستوى إجادة اللغة الإنجليزية
1الإمارات العربية المتحدة42إجادة منخفضة
2اليمن51ًإجادة منخفضة جدا VLP
3المغرب52ًإجادة منخفضة جدا
4الأردن53ًإجادة منخفضة جدا
5جمهورية مصر العربية55ًإجادة منخفضة جدا
6سلطة عُمان58ًإجادة منخفضة جدا
7قطر63ًإجادة منخفضة جدا
8الكويت65ًإجادة منخفضة جدا
9العراق66ًإجادة منخفضة جدا
10الجزائر67ًإجادة منخفضة جدا
11المملكة العربية السعودية68ًإجادة منخفضة جدا
12ليبيا70ًإجادة منخفضة جدا

في جميع الدول التي شملها الإستطلاع تقريباً، امتلكت النساء مهارات في اللغة الإنجليزية تفوق مهارات الرجال. وكان الإستثناء الوحيد في ذلك المملكة العربية السعودية، حيث سجل كلا من الرجال والنساء ذات الدرجة تقريباً.

أشار سيد محمد غلام فاروق، أستاذ اللغويات التطبيقية والأدب الإنجليزي بجامعة الملكة خالد، بإصبعه إلى الصفوف الأولى من الفصل الدراسي، وقال “على الرغم من وجود بنى تحتية جيدة، فإن المؤسسات التعليمية السعودية تفتقر لوجود معلمين جيدين. بعبارة أخرى، فإن المملكة العربية السعودية تتأخر كثيراً في إتقان اللغة الإنجليزية وبشكل رئيسي بسبب معلميها.”

مع ذلك، قال إريك لوري، مدير اللغة الإنجليزية لدى المجلس الثقافي البريطاني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إنه من الصعب تحديد سبب وحيد للنتائج السيئة في المنطقة. قال “وزارات التعليم في المنطقة على وشك الإقتراب من إيجاد حل للمشكلة، فهم ينفقون مبالغ كبيرة من الناتج الإجمالي المحلي يتراوح ما بين 7 و 10 في المئة على التعليم بشكل عام. واللغة الإنجليزية لا تحصل سوى على حصة صغيرة من ذلك، ولكن ما تحصل عليه لن يساعد في تحقيق خطوة التغيير المطلوبة.” (إقرأ المقال ذو الصلة: طلاب جامعة القاهرة يشتكون من برامج اللغة الإنجليزية)

وتكراراً لوجهات نظر لوري، قال آلان ويبر، أستاذ اللغة الإنجليزية المشارك في كلية طب وايل كورنيل بقطر، “إن هذا الأداء المنخفض في اللغة الإنجليزية في الإختبارات الدولية من قبل الناطقين باللغة العربية مسألة معقدة، وليس هناك ما يكفي من الأدلة التجريبية المتاحة لتشخيص سبب محدد لهذه الظاهرة. قد ينظر للغة الإنجليزية نظرة سلبية، باعتبارها لغة القوة الإستعمارية السابقة أو السلطة الحالية التي تمارس تأثيرات ثقافية سلبية.”

قال ويبر، الذي يمتلك خبرة في تدريس اللغة الإنجليزية في قطر، إن أحد سبل تحسين تعليم اللغة الإنجليزية في المؤسسات التعليمية العربية يتمثل في زيادة “برامج الدراسة في الخارج للدول الناطقة باللغة الإنجليزية فيما يعرف بإسم “تجربة الإنغماس اللغوي”.

كما يمكن للمؤسسات أيضاً إستخدام وسائل الإتصال على شبكة الإنترنت مثل سكايب أو الفيس تايم أو غيرها من برامج الدردشة عبر الفيديو الخاصة ببرامج تبادل اللغة حيث يتواصل من خلالها الأشخاص غير الناطقين بها مع المتحدثين باللغة الإنجليزية “كلغة أم”.

اقترح ويبر أيضاً أنه وبسبب كون معظم مواد المجلات العلمية تكتب بالإنجليزية الآن، فبإمكان المدارس أن تجمع بين دروس اللغة الإنجليزية وموضوعات العلوم والتكنولوجيا، فيما تواصل استخدام اللغة العربية في تدريس المواد الأخرى، واعتبار ذلك وسيلة لتعليم مهارات اللغة الإنجليزية العملية في مجال دراسة الطالب.

أضاف لوري على أفكار ويبر لتحسين تعليم اللغة الإنجليزية في العالم العربي بالقول إن على الطلاب أن يدرسوا بطريقة ممتعة وبأن التقييم يجب ألا يكون وسيلة لقياس مدى الحفظ، بل مقياس لقدرة الطالب على التواصل.

قال لوري “التعليم عن طريق التلقين سيساهم في تعزيز الوضع الراهن. إذا ما أردنا حقا تحقيق التقدم المطلوب في تعليم اللغة، علينا إذن التركيز على اللغة بوصفها وسيلة للتواصل وليس كعملية تعتمد على الذاكرة.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى