أخبار وتقارير

انتخابات طلاب الجامعات تعكس واقع الحياة السياسية المصرية

القاهرة– بعد مقاطعة الانتخابات البرلمانية الأخيرة، جدد الشباب المصري رفضهم المشاركة في الحياة السياسية في بلادهم حتى ضمن نطاق جامعاتهم. إذ شهدت انتخابات الاتحادات الطلابية الأخيرة عزوفاً واضحاً عن الترشح والتصويت وفوز الكثير من المرشحين بالتزكية لعدم وجود منافسين.

قال وسام عطا، الباحث في مؤسسة حرية الفكر والتعبير، “يسهم الوضع السياسي الحالي في تعميق حالة عدم الثقة أو الاهتمام بأي انتخابات، حيث يعتقد كثير من الطلاب أن من سيفوز بالمقاعد هم الذين يرغب النظام في وجودهم فقط.” مشيراً إلى حالة الإحباط المسيطرة على الطلاب بسبب حالات الاعتقال والتأديب والفصل التي طالت الكثيرين خلال العام الماضي.

وأضاف “يتجنب الكثيرون اليوم القيام بأية أنشطة طلابية لتجنب الدخول في صدامات سياسية أو أمنية أو تأديبية من جانب الأمن او إدارة الكلية.”

تأتي الإنتخابات الطلابية بعد توقف استمر نحو عامين منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في يوليو/تموز 2013، وهو الأمر الذي انعكس على النتائج كما يعتقد بعض الطلاب.

قال ماجد فتحي، طالب بالسنة الثالثة بكلية حاسبات ومعلومات جامعة المنصورة والذي فاز بالتزكية، “فاز كثيرون بالتزكية لعدم وجود العدد الكاف من المرشحين للتنافس، فتوقف الإنتخابات قلل من وعي الطلاب بأهميتها.”

تتفق إسراء طارق، طالبة بالسنة الثالثة بكلية الحقوق في جامعة القاهرة مع فتحي. قالت “من الطبيعي أن يكون إقبال الطلاب على التصويت ضعيفاً، لم يشارك بالتصويت في كلية الحقوق سوى 570 طالب فقط من أصل 7000 طالب.” مضيفة أنها لا تعرف تماماً أهميتها. “أنا مثلاً لم أشهد أي انتخابات للاتحاد منذ دخولي الجامعة قبل ثلاث سنوات.”

وكانت بعض الحركات الطلابية قد أعلنت مقاطعتها رسمياً للانتخابات. إذ أطلقت حركة طلاب ضد الانقلاب حملة بعنوان “حقنا” تدعو الطلاب إلى مقاطعة انتخابات الاتحادات الطلابية التي اعتبروها بحسب بيان صادر عنهم “مسرحية أكثر سذاجة من مسرحية الانتخابات البرلمانية في بيئة أسوأ من بيئتها وتنطوي على قدر كبير من إهانة الطلاب وحقوقهم.”

من انتخابات جامعة قناة السويس

جرت الإنتخابات داخل 24 جامعة حكومية في مختلف المحافظات المصرية بهدف تشكيل إتحاد لكل كلية يضم رئيس ونائب و7 لجان، وتتكون كل لجنة من 8 مقاعد بواقع مقعدين لكل فرقة دراسية بالكلية بحيث يكون هناك 56 مقعد يمثلون هيكل اتحاد طلبة الكلية.

وبحسب إحصائية وزارة التعليم العالي فقد بلغ عدد المرشحين نحو 22.996 طالب وطالبة. بينما تم إستبعاد 2525 مرشحاً، لأسباب متعددة منها عدم وجود نشاط ملحوظ لهؤلاء الطلاب قبل الترشح.

قالت ريم محمد، طالبة بالسنة الرابعة بكلية الصيدلة في جامعة القاهرة، “لا يوجد تفسير محدد لهذا البند ويتم إستخدامه في بعض الكليات لرفض قبول أوراق ترشح بعض الطلاب، وهو ما حدث معي. تم رفض قبول أوراقي رغم أن لي نشاط طلابي في إقامة المعارض والندوات الطلابية، وقدمت طعن على استبعادي لكن تم رفضه أيضاً.”

لم يمنع الإقبال الضعيف على الترشح والتصويت البعض من الحماس.

قال إسلام جعفر، رئيس اتحاد كلية الهندسة بجامعة الزقازيق، “أهم الأهداف في الفترة المقبلة هي توعية الطلاب بأهمية ودور الاتحاد الذي يعد النقابة الطلابية المعبرة عن الصوت الحقيقي للطلاب.” وأوضح جعفر أنه يأمل بتوزيع استبيانات على الطلاب لتقييم كافة أوجه المنظومة التعليمية من مدرجات ومعامل وهيئة تدريس ومناهج علمية وطرق التدريس بالإضافة للمدن الجامعية وأماكن الأنشطة الرياضية والثقافية، لعرض تلك النتائج على مجلس إدارة الكلية لتطوير المنظومة التعليمية بالكامل.

يؤمن علي كمال، رئيس اتحاد كلية التربية بجامعة قناة  السويس (الإسماعيلية)، بدور الاتحاد في تطوير المنظومة التعليمية بشرط تفعيل دوره وعدم تهميشه. قال “إلى جانب دورنا بنقل مشاكل الطلاب ورؤيتهم للتطوير إلى مجلس الكلية، علينا العمل لتعديل القانون الحالي والحصول على قانون طلابي قوي لا يمكن تغييره سوى بقرار من البرلمان.” في إشارة إلى إمكانية حل الاتحاد حالياً من قبل وزير التعليم العالي.

يبدو عطا، من مؤسسة حرية الفكر والتعبير، أقل تفاؤلاً.

قال “أتوقع أن يكون هناك تحول في أنشطة الاتحادات إلى التوجه الفني والثقافي والرياضي والبعد عن الأنشطة السياسية.” مؤكداً أن التحول في طبيعة النشاطات ليس سلبياً تماماً حيث قال “وجود أنشطة للاتحادات أفضل بكثير من إيقاف عملهاً تماماً كما حدث سابقاً أو من انتشار العنف داخل الجامعات.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى