أخبار وتقارير

العالم العربي ليس وحيداً في مواجهة تحديات التعليم العالمي

الدوحة— يعتبر التقدم التكنولوجي السريع والتحولات الديموغرافية وأسواق العمل المتغيرة بإستمرار التحديات الأساسية التي تواجه التعليم العالي حالياً حول العالم.

ففي مطلع الشهر الحالي، شارك مجموعة من خبراء التعليم وأساتذة الجامعات وأرباب العمل في جلسة لمناقشة مستقبل التعليم العالي في إطار مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز) الذي يعقد سنوياً في العاصمة القطرية. اتفق الحاضرون جميعاً على التحديات التي تواجههم، لكنهم لم يتوصلوا لإجابة شافية حول سبل مواجهة هذه التحديات.

خلال المؤتمر، تم استخدام مصطلح “المهارات الناعمة” كحل ممكن. قالت مونيكا فلوريس، المديرة الإقليمية لمجموعة القوى العاملة في أمريكا اللاتينية، “يجب أن تكون المهارات الناعمة أساساً لكل التعليم.” مضيفة أن “التكنولوجيا تتطورببسرعة، والمعارف التي تقدمها الجامعات عفا عليها الزمن في غضون عامين. لذا يجب التركيز أكثر على المهارات، وتعلم القيم والمسؤولية لخلق المواطن العالمي القادر على خلق النمو الاقتصادي.”

يفضل جميل سالمي، الخبير الاقتصادي الدولي والمنسق السابق لبرنامج التعليم في البنك الدولي، استخدام مصطلح المهارات الاجتماعية الإحترافية. قال “لا يوجد وظيفة واحدة اليوم بما فيها الطب يمكن أن يقوم بها شخص واحد فقط، أعتقد أن المؤسسات التي تدرس العمل ضمن فريق على حق.”

في غرفة مجاورة، توصلت مائدة مستديرة للرؤساء التنفيذين لمناقشة دور أرباب العمل في ضمان جاهزية الطلاب إلى نفس النتيجة.

قالت بتسي براون روزي، نائب الرئيس ومدير مركز على التعليم المعياري الدولي في الولايات المتحدة، “يعرف غالبية الطلاب المحتوى، إنهم قادرين على تطبيق ما يعرفونه بإستخدام التكنولوجيا. لكن يبقى السؤال حول ما إذا كانوا قادرين على تطبيق ما يعرفونه في مواقف جديدة وبسرعة ومن خلال العمل كفريق.” مضيفة هذه هي المهارات الأساسية لاقتصاد اليوم، لكنها مفقودة.”

وبالحديث عن الشرق الأوسط، قال الربيع عطايا، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة (بيت.كوم)، “يوجد وسيطاً 500 طلب لكل وظيفة، لكن 60 في المئة من أرباب العمل الذين شملتهم دراسة شركتنا كانوا غير راضيين عن مهارات المتقدمين.”

وبحسب آخر استطلاع أجرته الشركة، فإن 80 في المئة من المشاركين قالوا إن جامعاتهم لا تساعد على الإطلاق في العثور على وظيفة. بينما حصل 3 في المئة فقط على عمل من خلال جامعاتهم.

تظهر مشكلة تطابق المهارات مع احتياجات سوق العمل كمشكلة عالمية. إذ تشير دراسة أجريت من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي العام الحالي أن ما يقرب من 36 في المئة من أرباب العمل حول العالم واجهوا صعوبات في عام 2014 في العثور على موظفين موهوبين.

تبدو تداعيات هذا التفاوت مدعاة لقلق كبير في العالم العربي، بحسب سالمي. قال “تعتبر البطالة أكبر التحديات التي تواجه الجامعات في العالم العربي. أنت تعطي الأمل للناس لينتهي المطاف بالكثيرين منهم عاطلين عن العمل. لقد رأينا ما نتج عن هذا في تونس ومصر.”

لكن على من تقع مسؤولية إعداد القوى العاملة؟ يعتقد سبعة من كل عشرة خبراء في التعليم إنها أساساً مسؤولية الجامعات وليس أصحاب العمل بحسب دراسة حديثة تم  إجرائها خلال المؤتمر.

يعتقد سالمي أنها مسؤولية مشتركة، بينما تعتقد فلوريس أنه يتوجب على الشركات الاستثمار في المرشحين للعمل لديها وتدريبهم وإلا فإنها لن تحصل على موظفين “أكفاء”. كما يحتاج الأفراد أيضاً إلى الاستثمار في تدريب أنفسهم.

اقترح عطايا أهمية ريادة الأعمال كحل أفضل لزيادة فرص العمل في المنطقة. لكن هيو لودر أستاذ التعليم والاقتصاد السياسي في جامعة باث في المملكة المتحدة، أبدى شكوكه حول كيفية تفعيل ذلك. قال “يتطلب ذلك ثقة ورأس مال كاف، وبدون دخل أساسي مستقر فإنه من غير الوارد أن يغامر خريجون جدد في مجالات جديدة وهم مازالوا يسددون أقساط دراستهم.”

أما فيما يتعلق بالوضع في قطر، فقالت أمل محمد المالكي، المديرة التنفيذية لمعهد الترجمة الفورية إن الحكومة كانت تقود كل شئ والآن “حان الوقت لإشراك أصحاب العمل.”

لم تكن مشكلة ردم الفجوة بين المهارات وسوق العمل التحدي الوحيد الذي تمت مناقشته في المؤتمر. إذ اتفق المتحدثون على أهمية تغيير وسائل التعليم العالي في المؤسسات لتكون أكثر متعة وجاذبية، وخلق مناهج دراسية عالمية، وتعليم الطلاب ليكونوا مواطنين عالميين. كما دعم الحاضرون الاتجاه نحو التعلم الذي يجمع بين استخدام الدورات على شبكة الإنترنت مع الأساليب التقليدية.

بدوره، اتخذ سالمي خطوة إضافية إلى الأمام متوقعاً نهاية للدور التقليدي للأستاذ كمصدر للمعرفة. قال “لم يعد هناك أستاذ ممتلئ من المعرفة بعد الآن. أنا أعرف الأساليب وأساعد طلابي على العثور على المعرفة وكيفية استخدامها. هذا تحول وعلينا أن نكون متواضعين بما فيه الكفاية لقبول ذلك.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى