أخبار وتقارير

استطلاع: حالات تحرش متكررة في الجامعات الأردنية

عمان— على الرغم من كون منى طالبة مجدة في السنة الثالثة في كلية الطب، إلا أن هذا لا يعني أنها في منأى عن التعرض للأذى. قالت “أنا طالبة متفوقة، لكنني أتعرض لمضايقات من أستاذ يلاحقني بعينيه بحيث أشعر أن عيناه تخترقان جسدي.”

طلب الأستاذ من منى أن تزوره في مكتبه في الطابق الثالث من مبنى الكلية بعد الثامنة مساء كما قالت. “رفضت طبعاً، لكنه هددني بالرسوب في الامتحان النهائي. أنا خائفة جداً الأن ولا أعرف ماذا أفعل.”

تعتقد علا شاهين، محامية في إتحاد المرأة الأردنية، أن هذه الحادثة ليست استثنائية. قالت “منذ بداية العام، تعاملت مع 180 قضية تحرش جنسي في الجامعات. تشعر الفتيات بالخجل ويعتقدن أنهن قمن بعمل خاطئ.”

قامت مراسلة الفنار للإعلام بإجراء استطلاع غير رسمي شمل 200 طالبة، تم اختيارهن عشوائياً من ست جامعات هي: الجامعة الأردنية، الجامعة الهاشمية، الجامعة الأردنية للعلوم والتكنولوجيا، جامعة الزرقاء الأهلية، جامعة إربد الأهلية، وجامعة الطفيلة التقنية. وأظهرت النتائج أن 67 في المئة من النساء اللاتي شملهن الاستطلاع تعرضن لحادثة أو أكثر من التحرش الجنسي. وقالت ثلاثين في المئة منهن إنهن تعرضن للمضايقة والتهديد بالرسوب على حد سواء.

كما وجد الاستطلاع أن 40 في المئة تعرضن للتحرش لفظياً، في حين أن 30 في المئة واجهن مضايقة الجسدية، وقالت 4 في المئة إنهن تعرضن لمحاولة اغتصاب. فضلت 80 في المئة الصمت حول التحرش بسبب الخوف من الفضيحة أو رفض شكاواهن. بينما فكرت ستة عشر في المئة بتقديم شكوى، لكن 4 في المئة فقط منهن تقدمن فعلياً بشكوى.

وعلى سبيل المقارنة، وجدت دراسة صدرت هذا الأسبوع من قبل رابطة الجامعات الأمريكية للطلاب في 27 مؤسسة تعليمية أن 23 في المئة من الطالبات الجامعيات تعرضن للاعتداء الجنسي “بسبب القوة البدنية أو التهديد باستخدام القوة الجسدية، أو بسبب العجز.” [كاستخدام التخدير].

في الأردن، المشكلة ليست فقط في فعل التحرش أو عدم تقديم الشكاوى، كما تقول شاهين “لكن المشكلة أن بعض المؤسسات التي يجب أن تهتم بقضايا التحرش الجنسي، مثل المنظمات التي تدعي حماية الأسرة، أو حماية الأمن العام، أو حتى الجمعيات التي تدعي حماية حقوق المرأة لا تأخذ الأمر على محمل الجد عندما يتحرش المعلمين بطالباتهن. إنهم لا يهتمون إلا بحوادث الاعتداء الجنسي والاغتصاب.”

قالت هدى حياصات، أستاذة الأدب المقارن في الجامعة الهاشمية، “في الفصل السابق، جاءت عن 80 فتاة إلى مكتبي يشتكين من تعامل بعض الأساتذة غير المهني. لقد شجعت العديد منهن على التقدم بشكوى، لكنهن يخشين من الفضيحة أو التعرض للرسوب بسبب الشكوى.”

وأضافت حياصات أنها ساعدت 10 فتيات على تقديم شكاوى لدى رئيس جامعتها، لكنه رفض الاستماع إليهن. في المقابل، نفى عبد الاله الزبون ، المتحدث باسم الجامعة الهاشمية، عدم الاهتمام بالقضية مؤكداً أن الجامعة تجري تحقيقاً مع الأساتذة على انفراد.

تقدمت ريهام، طالبة اقتصاد في السنة الثالثة في جامعة الزرقاء الخاصة، من خلال محامي بشكوى لرئيس الجامعة حول تحرش أستاذ بها وتهديدها بالرسوب في حال عدم استجابتها.

قالت ريهام “لا أنكر أنني كنت خائفة في بداية من الفضيحة، لكنه مد يده بطريقة غير لائقة على جسدي، مما دفعني للاتصال بمحام وطلب منه أن يرفع قضية ضد الأستاذ.”

لكن إدارة الجامعة قالت إن سلوك ريهام هو السبب. قالت والدموع في عينيها ” قالوا إن ملابسي غير لائقة.”

لا تجرم القوانين الأردنية صراحة التحرش الجنسي للمرأة، بحسب ما قالت شاهين. حيث تركز المحاكم على قضايا الاغتصاب وتطلب أدلة مادية على ذلك. في حالات التحرش، غالباً ما تكون الأدلة المادية والشهود غير متوفرة.

يعتقد أيمن طحان، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية، أن التحرش أصبح ظاهرة في الأردن ويتطلب الدراسة. قال “تزاداد الحالات ولكنها لا تؤخذ بعين الاعتبار لأسباب اجتماعية، فالموضوع حساس جداً، خاصة وأن المتحرش أستاذ جامعي.”

لا تتقدم الطالبات عادة بشكوى نظراً لأن الأفعال الجنسية لا تناقش عموماً في العلن. أيضاً، تحتاج الطالبات لإحضار شهود لتثبيت الشكاوى وهو أمر ليس سهلاً خاصة وأن المتحرشين غالباً ما يختارون أماكن بعيدة عن الأنظار لممارسة أفعالهم.

تقول وزارة التعليم العالي إنها لا تتغاضى عن أساتذة الجامعات المتحرشين. إذ قال زكريا الغول، المتحدث الرسمي باسم الوزارة في بيان، إن الطالبات يمكنهن التقدم بشكاوى للوزارة في حال عدم اقتناعهن بإجراءات رئاسة الجامعة بهذا الخصوص.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى