أخبار وتقارير

الطلاب المغاربة وتحدي العثور على سكن جامعي

أغادير— يشعر عبد الرحيم طلبي، 23 عاماً طالب في كلية علم الاجتماع بجامعة ابن زهر جنوب المغرب، بالقلق حول إيجاد سكن جامعي ملائم أكثر من قلقه على نتائج امتحاناته.

طلبي واحد من العديد من الطلاب المغاربة، الذين يتركون مدنهم لمدن أخرى بهدف استكمال تعليمهم الجامعي، لكنهم غالباً ما يواجهون تحديات كبيرة في إيجاد مكان ضمن السكن الجامعي المكتظ دائماً.

قال طلبي “لا بد لي من البحث عن سكن جديد في كل فصل دراسي، الإقامة بعيداً عن الحرم الجامعي مكلفة جداً، لذلك أتنقل من مكان إلى آخر على أمل الحصول على استقرار خاصة قبل الامتحانات.”

يعد طلبي محظوظاً مقارنة برقية، 22 عاماً، والتي جاءت من منطقة نائية تبعد آلاف الكيلومترات عن الجامعة.

قالت “بعد فشلي  في العثور على مكان في مساكن الطالبات، استأجرت شقة قريبة من جامعتي، لكن لصوصاً اقتحموا الشقة وسرقوا أغراضي مما أثار خوف عائلتي ودفعهم لمطالبتي بالتوقف عن الدراسة والعودة لمدينتنا.”

دخلت حنان، طالبة في كلية الأدب الإنجليزي، إلى المستشفى ولم تتمكن من اجتياز الامتحانات بسبب عدم تمكنها من تجديد عقد إيجار شقتها بسعر معقول قبل موعد الامتحان النهائي.

بدوره، قال محمد البستي، نائب مدير الحي الجامعي ورئيس المصلحة الإقتصادية بأغادير إن “المشكلة تنبع من ارتفاع أعداد الطلاب في جامعة ابن زهر والذي وصل إلى نحو 96 ألف طالب وطالبة هذا العام مقارنة مع عدد الأسرة المتوفرة والتي لا تتجاوز 1540 سرير.”

يقول مسؤولون إن الالتحاق بالجامعة ازداد بشكل مطرد في جميع أنحاء البلاد لكنه لم يترافق مع بناء وحدات سكنية جديدة كافية أو حتى تجديد وصيانة القديم منها. لكن الحكومة المغربية تعهدت، خلال جلسة البرلمان في العام الماضي، برفع الطاقة الإيوائية للأحياء الجامعية في عامي 2015/2016 بنسبة 50 في المئة، كما تعهدت بصيانة وتأهيل الأحياء الجامعية في المدن التالية: أكادير – الناظور – مراكش – سطات – تازة –تطوان – أسفي.

قال سحنون كبور، السكرتير العام للإتحاد الوطني لطلبة المغرب، “إن مشكلة السكن الجامعي تشابه مشكلة توفر المقاعد الدراسية في مدرجات الجامعات وتعود في الأساس إلى فشل سياسة الدولة حيال ملف التعليم العالي بشكل عام، حيث لم تواكب المشاريع المستجدة حجم الزيادات الكبيرة في أعداد الطلاب الجدد.”

يعتمد القبول في مساكن الطلاب على الوضع المادي لأسرة الطالب وأدائه الأكاديمي وأحيانا موقع مدينته الجغرافي.

قال كبور “إن الدولة تفرض شروطاً صارمة للحد من عدد أولئك المؤهلين للاستفادة من مساكن الطلاب، مما يدفع عدد كبير منهم لاستئجار شقق في المناطق المحيطة والتي تشكل عبئاً مالياً على الطلاب خاصة القادمين من أسر ذات دخل منخفض.”

يعتقد أحمد الروكري، مدير منظمة سوس العالمية للأعمال الإجتماعية الخاصة بالسكن الطلابي بأغادير، “إن الدولة مطالبة بزيادة السكن الجامعي وتشجيع القطاع الخاص على الإستثمار في بناء أحياء جديدة مع تقديم ضمانات وإعفاءات  من الضرائب.”

مع ذلك، فإن العثور على سكن جامعي لا يعني ضمان راحة البال تماماً.

قال سعيد  زيوح، 21 عاماً طالب من الأقاليم الجنوبية، “تعرضت لهجوم من قبل عصابة من الملثمين داخل الحي الجامعي، قاموا بكسر باب غرفتي وإحراق بعض أغراضي خلال مواجهات بين بعض الفصائل الطلابية، مما دفعني لمغادرة الحي الجامعي ليلاً.”

بدوره، قال عز الدين، الذي رفض الكشف عن اسمه كاملاً، “خلال المواجهات العنيفة داخل الحي الجامعي بين بعض الفصائل، نضطر لمغادرة الحي لحين استقرار الأوضاع.”

في المقابل، يفضل البعض العيش مع أسرهم بعيداً عن أماكن جامعاتهم لتفادي مشكلات مماثلة، لكنهم لا يواظبون على حضور محاضراتهم ويكتفون بالسفر للجامعة خلال الامتحانات فقط.

يتقاسم أشرف شقة صغيرة معتمة مع ثلاثة طلاب آخرين تبعد نحو 3 كيلومترات عن جامعتهم، مقابل 1000 درهم شهرياً (نحو 100 دولار أميركي) إلى جانب مصاريف المياه والكهرباء. قال “نسكن بعيداً عن الجامعة، لكنها شقة هادئة وآمنة جداً.”

يعتقد كبور أن “بيئة مساكن الطلبة المغربية ليست مواتية للتعلم، كذلك الخدمات المقدمة من وجبات الطعام، وعدم توفر الخدمات الطبية وانعدام الأمن.”

يبدو جلياً أن الطلاب خارج أو داخل السكن الجامعي يعانون من مشكلات كثيرة. قال الروكري “كيف يمكننا أن نتوقع من طلاب يعيشون في مثل هذه الظروف الرهيبة التركيز على دراستهم؟”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى