أخبار وتقارير

بقايا الخبز لدعم تعليم الفقراء في الأردن

بعد سنوات من العمل التطوعي في مجال حقوق الأطفال، قرر عبد الرحمن الزغول إطلاق مبادرة لمساعدة الطلاب الفقراء الغير قادرين على الالتحاق بالمدارس.

ففي عام 2014، بدء مبادرة “الخبز من أجل التعليم” التي تعتمد على جمع بقايا الخبز وبيعه كعلف لتجار المواشي لمساعدة الأهالي على توفير المصاريف الدراسية اللازمة لتعليم أبنائهم وبناتهم.

يعد الأردن من الدول منخفضة الدخل، إذ يبلغ متوسط دخل الفرد سنوياً نحو 1600 دينار أي ما يعادل 2250 دولاراً أميركياً. بينما يعيش نحو 13 في المئة من السكان عند أو تحت خط الفقر بحسب أخر الإحصاءات الرسمية مما يدفع بعشرات الأسر إلى عدم إرسال أطفالهم للمدارس.

تخرج الزغول، البالغ من العمر 25 عاماً، من كلية العلوم بالجامعة الهاشمية. خلال دراسته، بدء عمله التطوعي في مؤسسة نهر الأردن ومن ثم مدرباً لحماية الأطفال إلى جانب عمله كمدرس.

قال “في الثقافة الأردنية والعربية بشكل عام، نحترم الخبز فلا نرمي بقاياه في القمامة على عكس بقية الأطعمة.” استفاد الزغول من هذه العادة الإجتماعية  ليتفق مع مربي المواشي في المنطقة لشراء 10 أكياس من الخبز مقابل 25 دينار أردني (35 دولار أميركي). قال”يجب علينا فعل كل ماهو ممكن لدعم تعليم الطلاب المحرومين، حتى ولو من خلال فكرة بسيطة يمكن لاحقاً أن تنتشر.”

تساعد سفوح الجبال والوديان على رعاية الأغنام في محافظة الزرقاء، حيث تنتشر حظائر تربية المواشي في المحافظة بحسب الزغول الذي تلقى تدريباً حول إعادة التدوير والمحافظة على البيئة في جامعة هاواي بالولايات المتحدة لمدة 6 أسابيع قبل البدء بمشروعه،

بدأت مبادرة “الخبز من أجل التعليم” في مدرسة الراشد الثانوية ومجموعة أخرى من المدارس في مدينة الرصيفة التابعة لمحافظة الزرقاء شمال الأردن وبمشاركة 50 طالب وطالبة من المتطوعين لجمع بقايا الخبز.

https://www.bue.edu.eg/

يعتبر وائل سامر، 16 عاماً طالب متطوع، المشروع تحدياً كبيراً بالنسبة له لكنه يشعره بالفخر. قال “كيف يمكننا ترك زملائنا بدون تعليم فقط لأنهم لايستطيعون شراء الأقلام والدفاتر، كان يجب أن نفعل أي شيء لمساعدتهم.”

بدوره، قال حمزة نضال، متطوع أخر يبلغ من العمر 15 عاماً، إنه استفاد من البرنامج ومن كونه متطوعاً فيه أيضا. فعلى الرغم من أنه لايتقاضى مالاً مباشرة لقاء مشاركته في المبادرة، لكن الأموال التي يتم جمعها يتم توزيعها كمستلزمات دراسية على الطلاب مع بداية كل عام.

وعن طموحاته المستقبلية، يؤكد نضال عزمه استكمال دراسته والمساهمة في نشر المبادرة في كافة المدن الأردنية ليستفيد منها أكبر عدد من الطلاب المحتاجين.

لاقت مبادرة الزغول اهتماماً محلياً وإقليمياً. إذ حصلت المبادرة على جائزة التمكين الديمقراطي في الأردن من الملك عبدالله الثاني بالإضافة إلى دعم من مؤسة الفكر العربي والتي يشغل الزغول فيها منصب سفير الشباب في المملكة. كما شارك في المؤتمر العالمي حول تحقيق الألفية في جامعة لين في ولاية فلوريدا الأميركية العام الماضي لإيجاد مصادر تمويل إضافية لمشروعه.

يؤكد الزغول أن أهدافه وطموحاته في مجال التعليم لن تتوقف عند إطلاق المبادرة، إذ يسعى لتحويلها إلى جمعية رسمية يتم تسجيلها في الأردن.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى