أخبار وتقارير

تعلم الرياضة يوفر فرص عمل للنساء المصريات

الإسكندرية— تتنوع أسباب التحاق الطالبات بكلية التربية البدنية للبنات بالإسكندرية. إذ أن بعضهن مولع بالرياضة منذ الصغر، وأخريات يرغبن بإثبات قدرة المرأة على منافسة الرجل. كما أن البعض التحقن بالكلية نتيجة درجاتهن المنخفضة في امتحانات الثانوية العامة.

لكن في المنطقة التي يكثر فيها النقاش حول مخرجات التعليم وسوق العمل، فإن خريجات كلية التربية البدنية يعثرن – لحسن الحظ – على وظائف في الكثير من الأحيان.

تعمل مها سعد، والتي تخرجت من الكلية عام 2010، كمدربة كاراتيه في مدرسة خاصة في الإسكندرية. تلعب سعد الكاراتيه منذ الطفولة حيث حصلت على الحزام الأسود، قالت “انضممت إلى كلية التربية البدنية بسبب حبي للرياضة.”

وعلى الرغم من أن ممارسة المرأة المصرية للرياضة بشكل احترافي قليلة، إلا أن عملها واحترافها للرياضة مازال مستهجناً من قبل الكثيرين.

تعتقد أسماء عاطف، مدربة السباحة في أحد الأندية الرياضية في الإسكندرية، أن منافسة المدربات الإناث غير مرحب بها من قبل  المدربين الذكور. قالت “إن أهم مشكلة نواجهها هي اعتبار الرجال لأنفسهم أفضل من النساء.” فبحسب عاطف كثيراً ما يحاول المدربين إقناع الأسر بأن المدربين الذكور أفضل من الإناث. قالت “يتسبب المدربون الرجال بترك الكثيرات للعمل.”

لكن بعض العائلات تفضل المدربات للعمل مع بناتهم، مع التركيز على الرياضة التي تسمح للبنات بارتداء الحجاب ككرة اليد وكرة السلة والكاراتيه. ومؤخراً، ازداد اهتمام الأهالي، وخاصة الأمهات، بتشجيع أبنائهم وبناتهم على ممارسة الرياضة. قالت عاطف “يرغبن أن يقوم أطفالهن بكل ما لم يقمن هن به في طفولتهن.”

بدورها، قالت سعد إن “الرياضة توفر فرص عمل مناسبة للكثيرات.” إذ يمكن للخريجات العمل كمعلمات في كلية التربية الرياضية، وفي العلاج الطبيعي، وفي الأندية الرياضية، لكن نادراً ما يتم تعيينهم من قبل المدارس الحكومية على حد قولها.

نتيجة لذلك، يتجه عدد غير قليل من خريجات المدرسة للخارج وتحديداً للخليج، حيث ينتشر الفصل بين النساء والرجال ويزداد الطلب على المدربات المحترفات للعمل في النوادي الصحية والمدارس.

تخرجت بسنت أحمد من الكلية في عام 2010، وهي تعمل اليوم كمدربة سباحة في المملكة العربية السعودية. قالت “انضممت إلى الكلية لكوني أمارس السباحة منذ طفولتي رغم حصولي على 92 في المئة في امتحانات الثانوية العامة.” كان يمكن لبسنت الانضمام لكلية اللغات أو التجارة أو العلوم لكنها اختارت كلية التربية البدنية رغم اعتراض أهلها.

قالت “في الكلية درسنا مواضيع مختلفة، بما في ذلك علم الأحياء وعلم النفس، لأن أي خطأ قد يتسبب في إصابة.”  تبدي بسنت سعادتها باختيارها، قالت “وفرت لي فرصة عمل في الخارج، خاصة وأن معظم دول الخليج ليس لديها كليات للتدريب البدني.”

لم تواجه بسنت اي نوع من التمييز في عملها. قالت “عملت مع الرجال، مشرفي كان يفضلني لأنني الأفضل. جودة الأداء هي المعيار الوحيد.”

بينما ترى روان إسماعيل، مُدربة أيروبيكس وزومبا في أحد النوادي الرياضية، أن المشكلة الرئيسية في عملها تكمن في نظرة الأخرين لخريجات الكلية. ففي المدارس، يتم التعامل معهن بوصفهن أساتذة درجة ثانية مهمتهن الأساسية حفظ الانضباط داخل الصفوف التي يغيب عنها المدرسين.

تؤهل الكلية الطالبات للعمل في مجالات مختلفة مثل التدريب الرياضي، والتدريس، والعلاج الطبيعي، والإدارة الرياضية. لكن هناك اختلاف  بين ما يتم تدريسه وبين الحياة العملية بحسب ما تعتقد منة عبد الحميد، طالبة في السنة الرابعة في قسم مناهج وطرق التدريس بكلية التربية الرياضية. قالت “على سبيل المثال، يوجد في الكتب الدراسية طرق محددة في التدريس، لكن عند تطبيقها على الواقع الفعلي نجد أن الطريقة ليس ممكنة لأسباب مختلفة أهمها الظروف المادية.” مشيرة إلى عدم توفر الكثير من المعدات اللازمة لممارسة العديد من الألعاب الرياضية.

في عام 1954، تم تأسيس الكلية كمعهد تابع لجامعة حلوان ثم لاحقاً تم تحويلها إلى كلية تابعة لجامعة الإسكندرية.

تؤكد مها شفيق، عميدة الكلية أن الكلية تدعم التدريب العملي. إذ يتم وضع الطالبات في الأندية الرياضية لمساعدة المدربين، كما تمارس الطالبات التمرين ضمن مجموعات صغيرة في مختلف الألعاب الرياضية مثل السباحة.

لكن مشكلة الكلية الأساسية تكمن في الاكتظاظ. قالت شفيق “هذا العام، قبلنا 140 طالبة، لكن  وزارة التربية والتعليم أضافت نحو 430 طالبة رغم إدراكهم عدم قدرة الكلية على استيعاب هذا العدد.” يتسبب ارتفاع عدد الطالبات ومحدودية المرافق بقلة فرص التدريب العملي.

من جهة أخرى، لاتبدي كل الطالبات الحماس المطلوب. قالت شفيق “بعضهن لم يمارسن الرياضة أبداً. التحقوا بالكلية فقط بسبب درجاتهن في الثانوية العامة.” موضحة أن عدداً قليلاً جداً من الطالبات يلتحقن بالكلية لرغبتهن الفعلية وحبهن للرياضة.

كانت نهلة رمضان، التي شاركت مرتين في الأولمبياد، إحدى خريجات الكلية.

وأشارت شفيق إلى أن البعض “يلتحقن بالكلية لاعتقادهن أن الدراسة فيها سهلة، ثم يتفاجئن لاحقاً بصعوبة المناهج كالإحصاء، وعلم التشريح والتغذية وشكل الجسم، وعلم النفس الرياضي، وعلم الاجتماع.”

تعتقد شفيق أن على الحكومة الاهتمام أكثر بالكلية واعتبارها مؤسسة تعليمية وليس فقط مجرد منشأة رياضية.

حالياً، تستعد الكلية لدخول مضمار جديد لطالما كان حكراً على الرجال، فكرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في البلاد والتي يلعبها ويشاهدها بأغلبية ساحقة الرجال، ستصبح جزءاً من المناهج الدراسية العام المقبل أيضاً.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى