أخبار وتقارير

إطلاق مبادرة للتعليم العالي بين الولايات المتحدة ومصر بقيمة 250 مليون دولار

القاهرة– أطلقت الولايات المتّحدة الأميركيّة ومصر مبادرة للتعليم العالي بقيمة ملايين الدولارات الأميركيّة في حفل طال إنتظاره يوم الأحد الماضي، لتشكّل عموداً أساسيّاً للروابط التعليميّة بين البلدين وتوسّع الفرص الأكاديميّة للطلاب المصريّين للدراسة في الداخل والخارج.

تتضمّن مبادرة الـ 250 مليون دولار أميركي، والتي ستمتد على مدى السنين العديدة القادمة، جوانباً كثيرة منها الزمالات الدراسيّة، وفرص التبادل، والشراكات المؤسّساتيّة بهدف تطوير الإقتصاد المصري.

قال روبرت ستيفن بيكروفت، سفير الولايات المتّحدة الأميركيّة في مصر، أثناء الحفل الذي أقيم في المقر الرئيسي للجامعة الأميركيّة في القاهرة في منطقة التحرير، “لربّما تندهش من سبب قيام الولايات المتّحدة الأميركيّة بإستثمار هذه المبالغ الطائلة في تقديم زمالات للطلبة المصريّين. لكنّ أحد الأسباب يكمن في كون مستقبل مصر كبلد ديمقراطي، ومزدهر، وآمن أمرٌ حيويّ وشديد الأهميّة بالنسبة لإستقرار هذه المنطقة.”

تقدم حكومة الولايات المتّحدة، من خلال البرنامج، حوالي 1900 منحة دراسيّة وفرص للتبادل للطلاب المصريّين. يتضمّن هذا العدد 100 منحة دراسيّة للنساء اللاتي يرغبن في الحصول على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال M.B.A. في الولايات المتّحدة، و60 منحة للنساء اللاتي يرغبن في دراسة البكالوريوس في مجال العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيّات في المؤسّسات الأميركيّة.

كما إنّ 550 رجل وإمرأة مصريّين سيحصلون على منحا محليّة لدراسة التخصصات التي تشهد طلبا في الجامعات المصريّة. وسيحصل 50 طالب على منح برنامج فولبرايت للدراسة في الولايات المتّحدة، فيما سيشارك 1000 من الطلبة والأساتذة المصريّين في برامج للدراسة في الخارج أو تبادلات أكاديميّة.

علاوة على ذلك، سيقوم البرنامج بضخّ ملايين الدولارات في ما يقرب من 20 شراكة بين مشاريع الأعمال ومؤسّسات التعليم العالي المصريّة والأميركيّة، من أجل زيادة البحث المشترك، والتبادل المعرفي، وبرامج الشهادات المزدوجة. كما سيعمل التعاون على مساعدة الجامعات المصريّة لتكون أكثر تنافسيّة على الصعيد العالمي، وستساعد السلطات التعليميّة المصريّة في إيجاد خطّة لإجراء إصلاحات في قطاع التعليم العالي.

قال بيكروفت ، “اليوم، فإنّ مستقبل مصر، حاله حال أي بلد آخر، يتوقّف على تعليم الشباب، لذا فإنّ مستقبل شباب مصر، والخيارات التي ستتّخذها مصر من أجل تحضيرهم للوظائف، وتحمّل المسؤوليّة، والمنافسة العالميّة أمور مهمّة للشعب الأميركي وجميع أولئك الذين يتمنّون لمصر أن تكون بخير.”

يذكر بأنّ للولايات المتّحدة الأميركيّة تاريخ طويل في دعم التطوّر الإقتصادي والتعليمي في مصر، على الرغم من أنّ هذه المساعدات غالباً ما تقابل من قبل المواطنين المصريّين بقدرٍ كبيرٍ من الشكوك. منذ عام 1975، جهّزت الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة USAID  ما يزيد عن 30 مليار دولار أميركي لمساعدة مصر. وفي أواخر الشهر الماضي، أعاد الرئيس الأميركي باراك أوباما المساعدات العسكريّة التي توقّفت منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمّد مرسي قبل عامين.

قالت نجلاء الأهواني، وزيرة التعاون الدولي، في حفل الأحد إنّ مبادرة التعليم العالي تهدف لتطوير المصريّين، ومنحهم الخبرة والمهارة، وخلق قوّة عاملة جاهزة لتلبية متطلّبات سوق العمل. كما إنّها تسعى لتوسيع فرص العمل لخرّيجي الجامعات، وزيادة فرص الطلبة في الحصول على تعليم عالي الجودة، وتحسين أداء مؤسّسات التعليم العالي المصريّة من خلال التعاون. “أتمنّى لجميع الطلاب المصريّين من الشباب المزيد من النجاح لرفع راية وطنناً عالياً.”

حصلت الطالبة المصريّة دورين عبد الفتّاح، 18 عاماً، على دعم من الحكومة الأميركيّة لمواصلة دراستها. وتدرس عبد الفتّاح في الجامعة البريطانيّة في مصر ضمن برنامج لوتس للمنح الدراسيّة، والذي يوفّر منحا دراسيّة ورواتب للطلاب كي يحصلوا على شهادات بكالوريوس في الجامعات المصريّة الخاصّة.

قالت عبد الفتّاح إنّها إستفادت بشكلٍ كبير من البرنامج، الذي ساعدها في إكتساب خبرات في العمل التطوّعي ومهارات قياديّة. “إنّ برنامج المنحة – وليس فقط برنامج المنحة، بل أي برنامج يكون ضمن تعاون مع الولايات المتّحدة الأميركيّة – يعكس العلاقات بين الولايات المتّحدة ومصر.” AddThis Sharing ButtonsShare to FacebookShare to TwitterShare to ارسال ايميل

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى